جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية

الاهتمام بالصحة النفسية يساعد على عيش حياة سعيدة ومتوازنة

07 أغسطس 2024 / 11:51 AM
الاهتمام بالصحة النفسية يساعد على عيش حياة سعيدة ومتوازنة
download-img
تُعَدّ الصحة النفسية الجيِّدة أساساً لرفاهية الإنسان الشاملة، وهي تساعده على عيش حياة سعيدة ومتوازنة؛ فعندما تتأثَّر الصحة النفسية سلباً، يمكن أن يؤدي ذلك إلى سلوكات سلبية تؤثر في الصحة الجسدية، وتضرّ أيضاً بالعلاقات مع الآخرين.

لماذا يجب أن نهتم بالصحة النفسية؟ 

للصحة النفسية الجيدة العديد من الفوائد والآثار الإيجابية، ولعلَّ أبرزها:

تكوين صورة إيجابية عن الذات

ترتبط الصحة النفسية بشكل كبير بمشاعر الفرد تجاه نفسه؛ فالتمتُّع بحالة نفسية جيدة يُتيح الفرصة أمام الفرد لاكتشاف الذات وتعزيز الأمور الإيجابية لديه، ممّا يعني امتلاكه التقدير الذاتي والثقة بالنفس.

القدرة على مواجهة ضغوطات الحياة بشكل أفضل

عندما يكون الشخص في حالة نفسية وعاطفية جيدة، فإنَّه يسهُل عليه التغلُّب على تحدِّيات الحياة؛ إذ بدلاً من اللجوء إلى سلوكات غير صحية لمواجهة التحديات، يتمكّن الفرد من التكيُّف والتصرُّف بطريقة صحية وإيجابية. 

تعزيز العلاقات الصحية

إذ يصبح الفرد أكثر قدرة على تقديم الدعم للآخرين عندما يكون في حالة نفسية جيدة، ممّا يعزِّز علاقات اجتماعية إيجابية وصحية.

تحقيق إنتاجية أفضل

الصحة النفسية الجيِّدة تُسهم في تعزيز الإنتاجية والأداء في العمل، ممّا يؤدّي إلى إنجاز الأعمال بجودة أعلى؛ سواء على المستوى المِهنيّ، أو على مستوى المهام والأعمال اليومية الروتينية.

تحسين جودة الحياة

عندما يشعر الفرد بالراحة النفسية يتحسَّن مستوى جودة حياته، ممّا يُمكِّنه من المشاركة الفعّالة في بناء المجتمع وتحقيق السعادة الشخصية.

كيفية تعزيز الصحة النفسية

يمكن للأفراد تحسين صحتهم النفسية، وتعزيز شعورهم بالسعادة والاستقرار؛ من خلال بعض الطرق والممارسات البسيطة الفعّالة، ومن أهمّها ما يأتي: 

تعلُّم كيفية فهم المشاعر وإدارتها

فهم المشاعر وإدارة الانفعالات مهارة مهمة للصحة النفسية؛ فالشعور بالانزعاج الشديد يمكن أن يُعَرقِل سير الحياة اليوميّة بما فيها من أعمال وأنشطة؛ كالعمل، أو الاسترخاء، أو الدراسة، أو النوم، أو التعامل مع الآخرين؛ فكثيراً ما يشعر الأفراد بأنَّهم منزعجون دون أن يكونوا متأكِّدين ممّا يشعرون به تحديداً؛ إذ قد يكون الشعور حزناً، أو خوفاً، أو خجلاً، أو وحدةً، أو غضباً، أو شيئاً آخر، وقد لا يكون سبب هذا الشعور واضحاً دائماً.

وغالباً ما يكون من المفيد إيلاء  المشاعر الانتباه دون إصدار أحكام عليها، ودون وصف النفس بأنَّها ساذجة أو ضعيفة بسبب هذه المشاعر، وقد يبدو هذا غريباً وغير مريح في البداية، إلَّا أنّ الممارسة والصبر مع النفس سيساعدان على تحسين الوعي العاطفي.

 

كما أنَّ تسمية المشاعر خطوة مفيدة؛ إذ يمكن للفرد أن يقول لنفسه: "أشعر بالانزعاج الشديد اليوم، وبالحزن أيضاً"، ومن الخطوات المفيدة الأخرى تحديد سبب هذه المشاعر؛ فقد يكون خلافاً، أو خيبة أمل تعرَّض لها الفرد، وبالنسبة إلى بعض النساء، قد تؤثِّر الدورة الشهرية أحياناً في مِزاجِهِنّ؛ ولهذا يُعَدّ تحديد السبب أمراً مهمّاً يساعد في معرفة كيفية مواجهته.

 

وتحدُّثُ الفرد بلطفٍ مع نفسه بالطريقة ذاتها التي يُطمئِن فيها طفلاً صغيراً أمر مهمّ أيضاً، ويمكن أن يكون مُريحاً للغاية؛ فعلى الرغم من أنَّ الفرد قد يشعر بأنَّه يفعل شيئاً غريباً في البداية، إلّا أنّ عليه أن يحرص على المحاولة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ بعض الأشخاص يشعرون بتحسُّن عند كتابة مشاعرهم في دفتر ملاحظات أو على هواتفهم، ولكن من المهمّ التفكير في كيفية حماية الخصوصية قبل فعل ذلك.

ويمكن تكرار قول شيء إيجابيّ عن النفس عدَّة مرّات كلّ يوم، مثل: "أنا في رحلة نمو وتطور"، أو "أستطيع أن أتجاوز هذا التحدّي كما تجاوزت الكثير من قبل"؛ فهذا يُقلِّل الأفكار والمشاعر السلبيَّة.

التواصل مع الآخرين وبناء علاقات اجتماعية

للعلاقات الاجتماعية الجيدة تأثيراً إيجابياً كبيراً في الصحَّة النفسية والعقلية للأفراد؛ فهي تمنح الشعور بالانتماء، وتعزّز الثقة بالنفس، كما أنَّها تُوفِّر فرصاً لمُشاركة اللحظات السعيدة والإيجابية مع الآخرين، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ العلاقات الاجتماعية القوية توفِّر الدعم العاطفي عند الحاجة، وتسمح أيضاً بتقديم الدعم للآخرين في أوقات الشِّدَّة.

وهناك العديد من الأمور التي يمكن اللجوء إليها لبناء علاقات أقوى وأكثر ترابطاً مع المُحيطِين؛ فيمكن مثلاً تخصيص وقت يوميّاً لقضائه مع أفراد العائلة؛ كتحديد وقت ثابت لتناول وجبة الغداء أو العشاء معاً، كما يمكن الترتيب للخروج في نزهة أو رحلة برفقة الأصدقاء، وبدلاً من الانشغال بمشاهدة التلفاز، فإنَّ قضاء الوقت مع العائلة يُعزِّز الروابط الأسرية، بالإضافة إلى اللعب مع الأطفال ومجالسة الأصدقاء، وحتى في نطاق العمل يمكن أن يقوّي تناول الغداء مع الزملاء العلاقات المهنية بينهم.

 

ولا يمكن إغفال أهمية زيارة الأصدقاء أو أفراد العائلة الذين يحتاجون إلى الدعم؛ فهذا يُشعرهم بأهميتهم، ويُوطِّد الروابط معهم، ومن جهة أخرى، فإنَّ التَّطوُّع في المدارس أو المستشفيات أو الجمعيات الأهلية يتيح فرصة التعرُّف إلى أشخاص جُدد، وبناء علاقات مميزة معهم، وهذه كلّها أمور مهمَّة للاهتمام بالصحة النفسية وتعزيزها.

التعامل بكرم وعطاء مع الآخرين

يمكن أن يُسهم التعامل مع الآخرين بكرم وسخاء وعطاء في تحسين الصحة النفسية والعقلية للأفراد؛ فهذه الأفعال تخلق مشاعر إيجابية وإحساساً بالرضا والإنجاز، كما أنَّها تمنح شعوراً بالقيمة الذاتية، ووجود هدف وغاية سامية.

وتتنوَّع أشكال العطاء والكرم؛ فقد تكون أعمالاً بسيطة مُوجَّهة نحو الآخرين، أو مُبادَرات أكبر؛ كالتطوُّع في المجتمع المحلي، ومن الأمثلة على الأعمال البسيطة تقديم الشكر لشخص على شيء فعله، أو الاهتمام بسؤال الآخرين عن أحوالهم، والإنصات باهتمام لإجاباتهم، كما يمكن عرض المساعدة على شخصٍ في مشروع عمل، أو في أعمال الصيانة المنزلية، أو تقديم الدعم للآخرين في لحظات حزنهم، أو مساعدة الفقراء مادِّياً، أو مساعدة زميل في دراسته، أو غيرها.

 

كما أنَّ للتطوُّع في المجتمع المحلي أهمية كبيرة؛ كالمساهمة في المدارس أو المستشفيات أو دور رعاية المُسِنِّين؛ فهذه الأعمال التطوُّعية لا تقتصر فوائدها على المُستَفيدين منها فحسب، بل تعود بالنفع أيضاً على المُتَطَوِّعين أنفسهم؛ إذ تُتيح لهم فرصة اكتساب مهارات جديدة، والشعور بقيمتهم وأهمِّيتهم في المجتمع.

وعليه، فإنَّ العطاء بمختلف أشكاله يُمثِّل استثماراً حقيقياً في السعادة والرفاهية النفسية؛ إذ يُؤدّي فعل الخير إلى الشعور بالرضا، والإنجاز، والثقة بالنفس.

القيام بالأنشطة الممتعة

لممارسة الأنشطة الممتعة تأثير إيجابيّ في الصحة النفسية؛ إذ من المهمّ أن يستمرّ الفرد في ممارسة الأنشطة التي يجدها ممتعة وذات معنى؛ سواء كانت طهي الطعام لنفسه، أو لأحِبّائه، أو اللعب مع حيوان أليف، أو التنزُّه في الحديقة، أو قراءة كتاب، أو مشاهدة فيلم أو مسلسل تلفزيوني، أو ممارسة المشي.

وهذه الأنشطة تخلق مشاعر إيجابية، وتساعد على تحسين المزاج، كما أنَّها تُوفِّر إحساساً بالإنجاز والرضا، وخاصَّةً عند إكمال مهمة أو تحقيق هدف صغير؛ فعلى سبيل المثال، يمكن أن يمنح  إعداد وجبة لذيذة أو الانتهاء من قراءة كتاب، شعوراً بالفخر والرضا عن النفس، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الاستمرار في ممارسة الأنشطة الممتعة يساعد على الحفاظ على روتين منتظم؛ فوجود روتين يوميّ يتضمَّن أنشطة تبعث السعادة يمكن أن يُعزِّز الشعور بالاستقرار والأمان، ويُقلِّل التوتُّر والقلق.

 

ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنشطة الممتعة لا تحتاج بالضرورة إلى جهد ووقت ولا تتطلَّب تكاليف مادِّية؛ فحتى الأشياء البسيطة، مثل الجلوس في الطبيعة، أو الاسترخاء في حمّام دافئ، يمكن أن يكون ذا تأثير إيجابي في الحالة المزاجية، لذا يُعَدّ إيجاد الأنشطة التي تبعث السعادة في النفس، وتساعد على الاستمتاع الشخصي، والحرص على تخصيص وقت لها بانتظام أمراً مهمّاً.

العناية بالصحة الجسدية

الاهتمام بالصحة الجسدية مهمّ للصحة النفسية؛ فهما مرتبطتان ببعضهما ارتباطاً وثيقاً، وهناك عدَّة طرق للعناية بالصحة الجسدية، ومن بينها ممارسة النشاط البدني؛ فالتمارين الرياضية يمكن أن تُقلِّل مشاعر التوتُّر والاكتئاب، وتُحسِّن الحالة المزاجية، كما أنَّها تُعزِّز الثقة بالنفس، وتزيد من الطاقة والحيوية.

 

بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ للحصول على قسط كافٍ من النوم أهمية كبيرة للصحة النفسية؛ إذ يؤثِّر في الحالة المزاجية، وعدم الحصول على نوم جيِّد يمكن أن يجعل الفرد أكثر عرضة للانزعاج والغضب، وعلى المدى الطويل، يمكن أن يُؤدّي إلى زيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب؛ لذا ينبغي التأكُّد من اتِّباع جدول نوم منتظم، والحصول على قسط كافٍ من النوم الجيِّد كلّ ليلة.

كما أنَّ للتغذية السليمة دور مهمّ في الصحة العقلية؛ فالتغذية الجيِّدة لا تساعد فقط على الشعور بتحسُّن جسديّ، بل يمكن أن تُحسِّن أيضاً الحالة المزاجية، وتُقلِّل القلق والتوتُّر؛ فنقص بعض العناصر الغذائية قد يسهم في المعاناة من بعض الأمراض النفسية؛ فمثلاً قد يكون هناك ارتباط بين انخفاض مستويات فيتامين B12 والاكتئاب، لذا يُعَدّ اتّباع نظام غذائي متوازن يمكن أن يساعد في الحصول على العناصر الغذائية اللازمة للصحة النفسية والجسدية على حَدٍّ سواء.

 

وفي الختام، ينبغي الاهتمام بالصحة النفسية، وجعل ذلك أولويَّة في الحياة؛ فالعناية بالجوانب المختلفة للصحة العقلية والعاطفية تُسهِم في تعزيز الشعور بالسعادة والرضا، لذا يُعَدّ الاستثمار في الصحة النفسية استثماراً في حياة مُتَوازِنة ومُزدَهِرة، وذلك يستحِقّ العَناء والالتزام.

 

المراجع
[1] mentalhealth.org.uk, Our best mental health tips - backed by research           
[2] verywellmind.com, The Importance of Mental Health
[3] nhs.uk, 5 steps to mental wellbeing
[4] canr.msu.edu, Quick tips for taking care of your mental health
[5] medlineplus.gov, How to Improve Mental Health

August 07, 2024 / 11:51 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.