لكل منها حاجة وهدف: ما هي أنواع القراءة؟

القراءة المسحيَّة

القراءة المسحيّة (Scanning reading) والمعروفة أيضاً بالقراءة الأفقية أو القراءة الانتقائية، وتُستخدم للعثور على معلومةٍ معيّنة أو جزءٍ محدد من المعلومة المُراد الحصول عليها، أو البحث عن جمل أو فقراتٍ محددة والتركيز عليها وعلى تفصيلاتها وعدم الغوص في بقية معلومات. 

عادةً ما يلجأ الأشخاص إلى هذا النوع من القراءة عند استخدام القاموس مثلاً للبحث عن معنى كلمةٍ معيّنة، أو عند تصفّح جدول الأعمال لتحديد موعدٍ معيّن ومعرفة تاريخه ووقته، أو لتحديد موعد مغادرة الطائرات أو القطارات واختيار الوقت والمكان المناسبين، وذلك من خلال البحث عن المعلومة المهمّة المُراد معرفتها والتركيز عليها وتجاهل التفاصيل الأخرى.

وعموماً، لا بُد أولاً من اختيار المجال المُراد البحث فيه، ومن ثمّ قراءة الفهرس والعناوين والكلمات الرئيسيّة وتحديد الموضوع، بعد ذلك، إلقاء نظرة سريعة على النص للوصول إلى المعلومة المُراد التركيز عليها. 

القراءة السريعة 

تُستخدَم تقنية القراءة السريعة (Skimming reading) لقراءة الكثير من المعلومات في وقتٍ أقل، ولفهم الجوهر أو الفكرة الرئيسة من الموضوع، ومعرفة ما يدور حوله النص، إذ تُستخدَم لجمع أهم المعلومات، ومعرفة الفكرة العامّة للموضوع بسرعة دون الدخول في تفاصيله أو التركيز على كلّ معلومةٍ فيه.

وقد يستخدم الأشخاص هذا النوع من القراءة عند قراءة الصُحف اليومية، أو المجلات، أو أيّ كتاب للحصول على المعلومات العامّة، إذ يركز القارئ مثلاً على العناوين الرئيسيّة والأخبار العامّة، أو قراءة أول جملة من كل فقرة وقراءة الكلمات المكتوبة باللون الغامق للحصول على الفكرة الرئيسيّة.

يجدر الذكر أنّ الفهم العام للموضوع بتفصيلاته سيكون أقل في القراءة السريعة، وغالباً لن تكون وسيلة فعّالة للحصول على المعلومات بدقة، إلاّ أنّ استخدامها أحياناً يكون مفيداً لاستغلال الوقت، فمثلاً، عند مراجعة المعلومات قبل الامتحان، يُمكن استخدام تقنية القراءة السريعة للتأكد من المعلومات الهامة ومراجعتها في وقتٍ قصير. 

القراءة الشاملة 

تُستخدم القراءة الشاملة والواسعة (Extensive reading) لقراءة نصوص وفقرات سهلة وطويلة للحصول على فهمٍ عام للموضوع، وكذلك للتسلية والمتعة، بدلاً من التركيز على تحليل النصوص بدقة.

تُعد القراءة الشاملة من أساليب القراءة الفعّالة لتعلّم لغةٍ جديدة أو تطوير مهارات القراءة، إذ تزيد من حصيلة المفردات اللغوية الجديدة والمتنوعة لدى القرّاء، كما تساعد على فهم السياق العام للنصوص، وبالتالي تحسين مهارات الفهم والاستيعاب بطريقة محفّزة وممتعة.

كما تُحسّن القراءة الشاملة من الثقافة العامّة للقرّاء، وتُتيح لهم اكتساب معلومات جديدة في مختلف المجالات، إذ يمكنهم اختيار المواضيع التي تناسبهم ويرغبون بمعرفة المزيد عنها؛ مثل قراءة كتب عن التاريخ، أو الأدب، أو العلوم. 

القراءة المُكثّفة 

تتطلب القراءة المكثفة أو المُفصَّلة (Intensive reading) تركيزاً عميقاً وتحليلاً دقيقاً للنص، واستخلاص الأفكار الرئيسية والثانوية منه، إذ تعتمد على أهداف ومهام تعليميّة محددة وواضحة لزيادة المعرفة، والحصول على المعلومات بدقة، وفهم النصوص فهماً كاملاً ومفصّلاً، وذلك بالتركيز على كل معلومة فيه للوصول إلى فهمٍ شامل وعميق للموضوع.

يُطلق على القراءة المكثفة أيضاً اسم "القراءة المتأنيّة"، والتي تعتمد على قراءة نصوص أقصر وأكثر صعوبة من حيث اللغة؛ مثل النصوص الأكاديمية والمقالات البحثية، ليس من أجل المُتعة واكتساب معلوماتٍ جديدة فقط، ولكن لتطوير الوعي اللغوي لدى القارئ، وتحليل النصوص والقواعد، والبحث عن الكلمات غير المألوفة، فضلاً عن مناقشة جوانب النص كافة بطريقة مفصّلة ونقديّة. 

ختاماً، تعد القراءة بجميع أشكالها ضرورية لاكتساب المزيد من المعرفة والخبرة في مختلف جوانب الحياة، وهي وسيلة أساسية للتعلّم المستمر والتطوير الذاتي، كما تتنوع النصوص بين الأدبية، والعلمية، والتاريخية، ولكلٍّ منها أسلوبها الخاصّ ومحتواها المميز، لذا على القارئ معرفة الحاجة والهدف من القراءة قبل تحديد النوع والتقنية المناسبة. 

 المراجع 

[1] utc.edu, Skimming and Scanning
[2] butte.edu, Skimming and Scanning
[3] summitlearning.org, Understanding Different Reading Skills
[4] erfoundation.org,  The Extensive Reading Foundation
[5] guides.library.harvard.edu, Thinking-Intensive Reading