جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
نصائح مفيدة

كيفية تطوير مهارة سرد القصص: كيف تصبح راوي قصص بارع؟

17 ديسمبر 2024 / 8:24 PM
كيفية تطوير مهارة سرد القصص_ كيف تصبح راوي قصص بارع؟
download-img
يعدّ سرد القصص "Storytelling" من الأساليب الاجتماعية التي تتطلب امتلاك قدرات معينة، فهو عبارة عن فن هدفه إيصال الأفكار أو القيم أو المعلومات من خلال القصص إلى الآخرين بطريقة مشوقة وجذابة، مع إمكانية إضافة عنصرَي الصورة والحركة بهدف تحفيز خيال المستمع، وإثارة مشاعره، وتفاعله مع الراوي.

وتعد هذه الطريقة من التواصل جزءاً أساسياً من التراث الثقافي والإنساني، إذ استُخدمت منذ القِدَم لغايات عدّة، منها التعليم، والترفيه، والتوجيه.


وتجدر الإشارة إلى أنّ السرد القصصي يمكن أن يكون كتابياً ككتابة القصص القصيرة، أو الروايات، أو النصوص المسرحية، ويمكن أن يكون شفوياً أيضاً، كالقصص التي تُحكى في الاجتماعات العائلية، أو القصص الشعبية التي يسردها الأشخاص جيلاً بعد جيل.


وفي كلتا الحالتين -السرد الشفوي والكتابي- للقصص لا بدّ من تطوير هذه المهارة لتقديم الأفضل دوماً، وذلك بالابتعاد عن الأساليب الروتينية تجنباً للملل، فكلما سعى الراوي إلى تحسين مهاراته في السرد والتفاعل مع الجمهور زادت ثقته بنفسه، وهذا بدوره يؤدي إلى تقديم أفضل ما لديه لهم.

القراءة والاستماع إلى القصص: تعلَّم من الآخرين

تعدّ القراءة من أهم الوسائل لتحسين مهارة السرد القصصي؛ لأنها تعطي فهماً عميقاً لكيفية بناء القصص وأسلوبها، فعند قراءة قصص مختلفة ومتنوعة يمكن فهم كيفية تنظيم الأحداث والشخصيات داخل القصة، والتعرف إلى أنماط وأجناس أدبية متنوعة، مثل القصص الخيالية، والواقعية، والتاريخية، والخيال العلمي، وهذا يوسع المدارك، ويعطي أفكاراً جديدة لأساليب سرد مختلفة.


وإلى جانب ذلك فإنّه ومن خلال القراءة المستمرة سيتعرض الراوي لمفردات وأساليب تعبيرية متنوعة، هذا يعزز قدراته اللغوية، ويمنحه أدوات للتعبير عن أفكاره بطريقة أكثر دقة وإبداعاً، إلى جانب تعزيز فهمه لكيفية تقديم الشخصيات في القصة، وكيفية وصف الأماكن، وبناء التشويق والتسلسل الزمني.


أما الاستماع فيُعد عنصراً مكمِّلاً للقراءة، ويسهم بشكل كبير في تطوير مهارة السرد من جوانب مختلفة، فالاستماع إلى القصص سواء من خلال الكتب الصوتية أو البودكاست، يعلّم كيفية تدفق السرد، وإدارة الإيقاع، وكيف يستخدم الرواة التوقفات، والنبرات المختلفة، لجذب انتباه المستمعين.


ومن المفيد أيضاً ممارسة النقد الذاتي، فبعد الاستماع إلى قصة أو قراءتها لا بأس من محاولة تحليل الأمور الإيجابية والسلبية في السرد، وما الذي جعل القارئ مهتماً بالقصة؟ وكيف كانت الحبكة؟ فهذا التحليل يساعد على تحسين المهارات الذاتية.

الكتابة بانتظام: طريقك نحو الاحتراف

كتابة القصص بانتظام هي واحدة من أكثر الطرق فعالية لتحسين مهارات السرد القصصي، إذ إنّها تتيح تجربة أفكار جديدة، وصقل المهارات، وتطوير الأسلوب الخاص، كما أنّ الكتابة اليومية تساعد على تحسين الأسلوب واللغة،

والتنويع في الجمل والعبارات المستخدمة. 


أيضاً مع كل قصة يكتبها الشخص سيتعلم شيئاً جديداً، وتصبح الأخطاء التي ارتكبها في القصص السابقة دروساً تساعده على تجنبها، لذلك يُنصح بعمل جدول يومي أو أسبوعي، واختيار وقت محدد للكتابة حسب الظروف الشخصية، والبدء بجلسات كتابة قصيرة، على سبيل المثال 15-30 دقيقة يومياً، ثم الزيادة تدريجياً.


وبعد الانتهاء من كتابة القصة يُنصح بوضعها جانباً لبضعة أيام، ثم العودة إليها بمراجعة نقدية، فهذا يتيح رؤية القصة من منظور جديد وتحسينها، إلى جانب ذلك من المفيد الاستماع للملاحظات، ومشاركة القصص مع العائلة أو الأصدقاء؛ للحصول على ملاحظات حولها، والاستماع للنقد البنّاء للتحسين مستقبلاً.

التحضير المسبق: من أهم الخطوات

يعتمد النجاح في سرد القصة وعرضها على التحضير والتخطيط المسبق لها، فالارتجال في بعض الأحيان قد لا يُسعف الراوي، وقد يُشتت أفكاره، ويتمثل التحضير في معرفة فئة الجمهور المحدَّد لقاءه، وبالتالي تحديد الفكرة الأساسية التي تتناسب وهذه الفئة.


والأهم من ذلك تحديد الهدف الأساسي من القصة، والمنفعة التي سوف تعود على الجمهور بعد سماعه أو قراءته لها، فكلّ ذلك يجعل حضور الراوي أمام الجمهور أقوى، وبالتالي تظهر الثقة جلية أيضاً، ممّا يجعله أكثر إقناعاً.

إضفاء الطابع الشخصي: لمسة فنّية مهمة

ينبغي على راوي القصة -كتابةً- أن يجعل لنفسه بصمة واضحة تُمكّن الجمهور من معرفته أينما سرد قصته، ولا بدّ أن يكون هذا الأسلوب بسيطاً وواضحاً بحيث لا يُسبب الملل؛ فهذه مهارة تُساعد الراوي على التميز، وإضفاء طابع شخصي لمحتواه، ومن الأساليب المميزة في السرد إثارة فضول الجمهور، والبدء بذكر جزء من القصة بحيثية تُحفّز ذهن المتلقي، وتجعله يطرح التساؤلات حول ماهية القصة، وأحداثها، ونهايتها، وبالتالي التركيز مع الراوي حتى النهاية.

التفاعل مع الجمهور: فهوَ الأساس

من أفضل طرق تنمية موهبة سرد القصص -بالأخص شفوياً- هي التركيز على الجمهور، فهو الجزء الأساسي من القصة، ولا يتحقق النجاح من دونه، ويتمثل ذلك في التفاعل مع الجمهور، ومحاولة مشاركته في السرد بأساليب تفاعلية تُشعره بأهميته، ويظهر وكأنّه جزء رئيسي من القصة، إذ يمكن للراوي في حال كان جمهوره من الأطفال أن يطلب منهم تمثيل شخصيات القصة وأحداثها، وفي حال كان الجمهور من فئة الكبار يمكن للراوي طرح الأسئلة والتوقعات، وهذا بدوره يُضفي جواً من المرح، والخروج عن المألوف في سرد القصة.

الإيجاز والوضوح: أساسيات السرد الناجح 

إنّ الدخول في تفاصيل لا داعي لها في القصة يُقلل من موهبة الراوي، لذا من المهم لسارد القصص تدريب نفسه على مهارة السرد بأسلوب واضح ومباشر وموجز، ولا يعني ذلك التقليل من قيمة الأحداث واختصارها، على العكس يجب الموازنة ما بين ضرورة الطرح لتفاصيل الأحداث، وما بين البقاء ضمن الأفكار الرئيسية، وهنا تظهر قدرة الراوي ومهارته.   

 

المراجع


 [1] betterup.com, Your guide to what storytelling is and how to be a good storyteller
 [2] skillshare.com, 9 Storytelling Tips and 4 Skills Every Effective Storytellers Needs
 [3] rotarydistrict7030.org, Improve Your Storytelling Skills
 [4] opencolleges.edu.au, 30 Storytelling Tips For Educators: How To Capture Your Student's Attention
 [5] in.indeed.com, Storytelling Skills: Defined, Illustrated, and Tips for Mastery

December 17, 2024 / 8:24 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.