جار التحميل...
ويجدر التنويه هنا إلى انّ القادة الذين يمتلكون شخصية قياديّة قوية في بيئة العمل لا يحظَون جميعهم بالقَدر ذاته من مَحبَّة الآخرين، ورغبتهم في العمل معهم؛ فقُوَّة هذه الشخصية إن لم تجرِ إدارتها جيِّداً وباتِّزان، قد تكون سبباً في إزعاج فريق العمل، ممّا يؤثر سلباً في العلاقات المهنية.
تتَّسِم الشخصية القيادية في بيئة العمل بمجموعة من السِّمات التي تُميِّزها عن غيرها، ومنها:
يُعَدّ التواصل الفعّال المفتاح الأساسيّ لنجاح القائد في بيئة العمل؛ فهو يجعل بيئة العمل صِحِّية وهادفة، ويُطوِّر مهارات الفريق، ويُعزِّز نقاط قُوَّته؛ ليعمل الجميع بانسجام وراحة؛ سَعياً نحو تحقيق الأهداف المَرجُوّة.
ويتَّسِم صاحب الشخصية القيادية في العمل بقدرته على توجيه فريق العمل، وتقديم الملاحظات البَنّاءة بمُرونة، مع التركيز على دوره البارز بوصفه مصدر إلهام وتأثير قويَّين؛ إذ يبرع صاحب الشخصية القيادية غالباً في إسناد المَهامّ، وتفويض الصلاحيات؛ تبعاً لقدرات كلّ عضو ومهاراته، وهو يستمع إلى ملاحظات الزملاء، ويحُلّ النزاعات والشكاوى -إن وُجِدت- برحابة صدر.
المرونة والقُدرة على مُواكَبة الأحداث المُتسارِعة من أبرز صفات الشخصية القيادية في بيئة العمل؛ إذ يتميَّز صاحب هذه الشخصية بقدرته على التكيُّف مع التغيُّرات، وتقبُّلها بسرعة.
وعند مواجهة التحدِّيات في بيئة العمل، لا يتوقَّف صاحب الشخصية القيادية عن الإنجاز والعمل، بل يتَّخِذ إجراءات سريعة؛ لتعديل القرارات، وابتكار الطُّرُق والحُلول الإبداعية التي تدفع عجلة العمل، وتُعزِّز استمراريَّتها.
لا تتهرَّب الشخصيّة القيادية الناجحة في بيئة العمل من مسؤولية القرارات والأحكام التي تصدر عنها، بل تتقبَّل فكرة وجود الأخطاء، وتحرص على إيجاد حُلول وسِياسات جديدة تُصوِّبها.
وبالنظر إلى طبيعة هذه الشخصية -كما ذُكِر من قبل-، وقابليّتها للتكيُّف، والتغيير، وخلق رؤية جديدة، فإنّ اتِّخاذ القرارات المُفاجِئة، أو تلك التي تتطلَّب التركيز والتفكير، لا تُشكِّل صعوبة تُعرقِل سَير العمل لديها، وإنَّما تعتبرها مهارة أساسية ترتبط بأهداف مدروسة ومُخطَّط لها بدِقَّة؛ سواء أكانت مبنيَّة على تقييماته وأهدافه الشخصية، أم مُحدَّدة بالتعاون مع فريق العمل.
تُدرك الشخصية القيادية في بيئة العمل أنّها تمتلك نقاط قوَّة مُهمَّة، وتحرص على استغلالها وتعزيزها بأفضل صورة ممكنة؛ لتحقيق الأهداف، كما تَعي أيضاً نقاط ضعفها، وتحرص على تطويرها؛ كي تتمكَّن من تجاوُزها؛ بالاستفادة من دعم الآخرين وتعاونهم؛ حتى لا تُشكِّل عَقَبة في طريق نجاحها أو نجاح فريق العمل كلِّه.
وتمتلك الشخصية القياديّة في العمل أيضاً بوصلة أخلاقية واضحة المبادئ تحكمها الثقة بالنفس التي تُعزِّز بدورها الثبات والعزيمة، وتُكلِّلها المصداقية، والنزاهة، والاحترام؛ فلا تكون ثقة القائد سبباً في تكبُّره وعدم احترامه شخصيّات الآخرين على اختلاف مواقعهم، ومُسمَّياتهم الوظيفية؛ ممّا يُسهم في خلق بيئة عمل قائمة على الأخلاق الرفيعة.
تتمتَّع الشخصية القيادية في بيئة العمل بالاستقرار الداخلي، والقدرة على التحكُّم في ردود الأفعال والسلوكات المختلفة؛ ممّا يُتيح لها ضبط النفس في أصعب المواقف التي تتطلَّب توازناً وعقلانية؛ فالقائد الناجح في عمله يعرف كيف يُوازن بين مشاعره وأفعاله بحيث لا يُؤثِّر شعوره بالتوتُّر أو الضغط أو الإحباط في سير العمل، أو اتِّخاذ القرارات المُهِمَّة.
وبفضل هذا الاستقرار، يستطيع صاحب الشخصية القيادية في أغلب الأحيان توجيه فريق العمل بشكل مدروس حتى في ظلّ الظروف الصعبة.
تُعاني بعض الشخصيات القيادية في بيئة العمل سلبيّاتٍ وعُيوباً يُمكن معالجتها وتجاوزها إذا أدرك الفرد خطورتها وأثرها فيه وفي زملائه، ومنها:
في بعض الأحيان، قد يعاني القائد الرغبة في إظهار القوة، وفرض السيطرة؛ ممّا يُؤثّر كثيراً في سير العمل، علماً بأنّ الشراكة الصحِّية بين القائد والفريق تُبنى على روابط اتِّصال متينة وفَعّالة، وعدم اتِّصالها يُؤدّي إلى زعزعة الثقة، وانعدام الشعور بالتقدير، ومن ثَمَّ التأثير في المعنويات والأداء العامّ للفريق.
على خِلاف القائد المُبدع الناجح، فإنّ القائد التقليدي الذي يُمارس الإدارة التفصيلية والسُّلطة التقليدية المَبنيَّة فقط على تنفيذ المَهامّ وتفويض المسؤوليات والصلاحيات، يزيد التوتُّر، ويُهدر موارد الفريق وطاقته، ويُخفِّض إنتاجيَّته؛ فالتركيز على التفاصيل الصغيرة، والالتزام الصارم بتنفيذ قوانين الإدارة دون مرونة يُعيق الإبداع والتطوُّر، ولا يمنح الفريق الفرصة لإظهار قدراتهم الفردية، وهو ما يحول دون شعور الأعضاء بالاستقلالية، ويُقلِّل رغبتهم في التغيير أو الابتكار.
في بيئة العمل، قد يُخطئ القادة في اتِّخاذ بعض الأحكام والقرارات المُهِمَّة أو المُتعلِّقة بأهداف أساسية، إلّا أنّ بعض الشخصيات القيادية السلبية ترفض تقبُّل فكرة الخطأ، وتُفضِّل إلقاء اللَّوم على الآخرين عند الإخفاق أو الفشل؛ ممّا يتسبَّب في شعورهم بالاستياء، والتوتُّر، والظلم.
ويجدر التنويه إلى ضرورة أن يتقَّبل القائد الإخفاق، وأن يدرس الأسباب التي أدَّت إلى حدوثه؛ ليتجنَّبها لاحقاً، ويشحذ هِمَّة الفريق، ويرفع المعنويات قدر الإمكان؛ ليواصِلوا العمل والسَّعي؛ بغية تحقيق الأهداف المَرجُوَّة من جديد.
يُبالغ بعض القادة الذي يسعَون بكلّ الطُّرق المُمكِنة إلى بلوغ الأهداف والنجاح في تضخيم المشكلات، وإظهار الاستياء من الأخطاء، وتتسبَّب هذه المبالغات في تقليل الاعتراف بالنجاحات والإنجازات وإعطائها حَقِّها من المكافأة والامتنان.
المراجع
[1] ollusa.edu, 16 Must-Have Leadership Qualities
[2] corporatefinanceinstitute.com, Bad leadership: 10 traits to avoid — and lessons bad leaders can teach us
[3] ccl.org,12 Essential Qualities of Effective Leadership
[4] vtrpro.com, Stay Away from These Qualities of a Bad Leader
[5] betterup.com, 18 leadership qualities and characteristics of a successful leader