جار التحميل...
فيما يأتي توضيحٌ لبعض النصائح والإرشادات التي قد تساعد على تخطي مشاعر الوحدة والعُزلة والتغلّب عليها في الغربة.
يُعد الشعور بالقلق والضيق أو الحنين والاشتياق للأسرة والأصدقاء أمراً طبيعياً ومشاعر لا يُمكن كبحها وتجاهلها، إذ يجب على المسافر أن يتقبل هذه المشاعر ويعتني بنفسه، بدلاً من قسوة التعامل معها والتظاهر بالقوّة على حساب عواطفه الداخلية، لذا من المهم منح النفس الفرصة للتكيف والتأقلم مع هذه المشاعر.
وفي الوقت ذاته عليه التفكير بإيجابية وتقدير الوقت الذي يقضيه بسلام مع نفسه ومصادقتها، والاستمتاع بالهدوء والسكينة، ومن المهم أيضاً ممارسة أنشطة تساعد على التخلّص من المشاعر السلبية كالضيق والتوتر، مثل رياضات التركيز والتأمّل، أو المُطالعة والكتابة أو غيرها.
يعد السفر فرصة للتعرّف على ثقافات وأجناس جديدة، والتواصل معهم، وبناء علاقات اجتماعية، سواءً مع زملاء العمل أو أصدقاء الدراسة أو الجيران، إذ يُمكن قضاء وقت ممتع معهم من خلال الحديث، أو القيام بفعاليات تحدّ من الشعور بالوحدة؛ كالرحلات الجماعية، أو الجولات السياحية، وممارسة الرياضة وغيرها.
كما يُمكن للمسافر القيام ببعض المهام التطوعية التي تُساعد الآخرين وتخدم المجتمع، مما يشعره بالإنجاز، ويعزز قيمته كفردٍ فعّال يتشارك المسؤولية مع من حوله ويتواصل معهم بفعالية أكثر، مما يحد من مشاعر الوُحدة والضيق والانزعاج.
يُساعد الاستجمام وقضاء أوقات الفراغ في اكتشاف أماكن ووجهات جديدة على التخلّص من المشاعر السلبية وتغيير نظرة المسافر لرحلته، إذ سيخوض تجربة ممتعة ومميزة، وسيقضي أوقات ممتعة بدلاً من الشعور بالوحدة والحزن.
كما سيُدرك وجود قيمة جوهرية أخرى له في هذا المكان، وهو الحصول على بعض المتعة والاستجمام، واكتشاف أماكن جديدة، وخوض مغامرات شيقة تضاف إلى ذكرياته.
مهما حاول المسافر السيطرة على مشاعره، فإنّ الشوق والحنين للعائلة والأصدقاء سيتغلب عليه أحياناً، لكن الوسائل التكنولوجية الحديثة قرّبت المسافات وسهلت عملية التواصل عن بُعد، مما يُساعد على الحدّ من الشعور بالوحدة من خلال قضاء بعض الوقت مع الأحباء.
كما يُمكن إجراء الاتصالات المرئيّة من خلال مكالمات الفيديو، وتبادل الرسائل النصيّة والرسائل الصوتية بين الحين والآخر، ومشاركة المنشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن في الوقت ذاته يُنصح المسافر بعدم الإفراط في استخدام هذه المواقع وقضاء الكثير من الوقت عليها؛ لتجنب التأثير على أهدافه ومهامه، خاصةً إذا كان طالباً.
قد يواجه بعض المسافرين صعوبة في الانخراط بالمجتمعات الجديدة وتكوين علاقات وصداقات مع أفرادها، لذا يُمكنهم استثمار وقتهم في ممارسة أنشطة وهوايات جديدة تصقل مهاراتهم وتفرغ طاقتهم السلبية وتستبدلها بأخرى إيجابية.
مثلاً؛ يُمكن تعلّم الحرف اليدوية، أو الصناعات المحليّة، أو فن الطهي أو غيره من الهوايات عبر دروس مجانيّة متاحة على الإنترنت، أو من خلال الالتحاق بدورات تدريبية متنوعة تُعقد في أماكن مخصصة، وذلك حسب قدرة المسافر وإمكانياته المادية والوقت المتاح لديه.
يُعاني المسافر من صعوبة في التأقلم مع التغيرات المفاجئة لروتين الحياة التقليدي الذي اعتاد عليه قبل السفر، مما يؤدي إلى الشعور بالضيق والتوتر، وعدم القدرة على تنظيم الوقت وأسلوب الحياة، لذا لا بد من استعادة الروتين اليومي، واتباع أنماط حياة صحيّة، وتنظيم الوقت بين العمل والأنشطة الأخرى.
مع التأكيد على ضرورة الاعتناء بالصحة الجسدية أثناء السفر، وذلك من خلال الالتزام بالتغذية الصحية، وممارسة الرياضة، وتناول الأدوية في مواعيدها، كما ينصح بزيارة المنتجعات الصحيّة بين الحين والآخر للحصول على المزيد من العناية.
ختاماً، لجعل السفر تجربة ناجحة والتخلّص من جانبه المظلم، يجب على المسافر أن يعترف بمشاعره الشخصيّة مثل؛ الحزن الشديد، والوُحدة، واليأس، أو عدم القدرة على التعايش مع المجتمع الجديد، فقد يؤدي تراكم هذه المشاعر إلى مشاكل نفسيّة قد تزيد من سوء حالته أو تعرضه للاكتئاب.
بالتالي لا بد من طلب المساعدة والمشورة من أخصائي الصحة النفسيّة ومتابعته بانتظام والالتزام بتوجيهاته؛ للتخلّص من المشاعر السلبية، والعودة إلى حياة طبيعية مليئة بالشغف، والتحدي، والسرور، حتى وإن كانت خارج أحضان الوطن والعائلة.
المراجع
[1] forbes.com, How To Travel Alone Without Feeling Lonely
[2] hbr.org, Dealing with Loneliness While Traveling for Work
[3] patterson.travel, 6 ways to avoid feeling lonely when you travel for business
[4] mindthetravel.com,How to Overcome Loneliness While Traveling Solo
[5] wikihow.life, How to Deal With Moving Related Loneliness