جار التحميل...

°C,
هل فقدت بوصلتك؟

أسباب فقدان الشغف وعلاماته.. مع حلول ناجحة لاستعادة الشغف

06 أغسطس 2024 / 2:51 PM
الشغف هو الشعور بالحَماس والدافع والاهتمام الكبير بشيءٍ ما، وعادةً ما يكون نابِعاً من أعماق النفس، ويُسيطِر على الأفكار والمشاعر، ممّا يدفع الفرد إلى العمل بجِدّ دون كَلَلٍ أو مَلَلٍ، وله العديد من الفوائد والإيجابيّات في مختلف جوانب الحياة؛ فهو -على سبيل المثال لا الحصر- يمنح الدافع للسَّعي والاجتهاد في الدراسة والحصول على شهادات عُليا في مجالٍ مُعيَّنٍ، كما يُشجِّع على الابتكار، وإيجاد حلول إبداعية للمشكلات المختلفة في العمل، ويدفع أيضاً إلى التفاعُل والتواصُل مع الآخَرِين وقضاء وقت مُمتِع معاً، وخوض تجارب جديدة.

وبالرغم من ذلك، قد يفقد البعض شغفه تجاه كلّ شيء في الحياة أو تجاه أمرٍ مُعيَّن فيها؛ كالعمل، أو الدراسة، ولذلك عِدَّة أسباب، وعلامات، وحُلول فَعّالة أيضاً، وتوضيحها على النحو الآتي:

5 أسباب رئيسة لفقدان الشغف

هناك عِدَّة أسباب لفقدان الشغف، وهي تختلف بحسب الظروف الشخصية لكلّ فرد، والعوامل الخارجية التي يتعرَّض لها، ومن أبرزها:

الإرهاق والإجهاد

إنّ التعرُّض للضغط وتراكُم المَهامّ والمسؤوليّات لفترة طويلة؛ سواء في الحياة الشخصية، أو العملية، دون الحصول على دعمٍ كافٍ أو القليل من الراحة، يُؤدّي إلى الشُّعور بالتعب والإرهاق، ويستنفد طاقة الشخص، ويُفقِده المتعة والشغف بالأشياء التي اعتاد الاستمتاع بها، ويُحوِّل مشاعر الاهتمام لديه، إلى الرَّفض والإحباط. 

الملل والروتين

لا شكَّ في أنَّ الروتين وتكرار المَهامّ بالطريقة نفسها لفترة طويلة دون أيّ تغييرٍ، أو عدم الخروج من منطقة الراحة، وخوض تجارب وتحدِّيات جديدة، واكتشاف القدرات والإمكانات، يُسبِّب فُقدان الشَّغف والاهتمام بالأشياء بشكلٍ عامّ، وتبدو الحياة وكأنَّها حلقة مُفرَغة؛ كلّ شيءٍ فيها مُتشابِه ولا معنى له.

غياب الهدف 

يرتبط الشغف والدافع، بوجود أهدافٍ مُعيَّنة يسعى الشخص إلى تحقيقها، وكُلَّما كانت هذه الأهداف مُحدَّدة وواضحة أكثر، كان الشغف والحَماس لتحقيقها أكبر، وعلى العكس من ذلك، فإنَّ غياب الأهداف مهما كانت بسيطة؛ سواء بسبب الكسل، أو الاقتناع بالوضع الحاليّ، وأنَّه لا حاجة إلى التحسين أو المزيد من النجاح، سيؤدّي بمرور الوقت، إلى فُقدان الشَّغف وعدم الشُّعور بالإنجاز.

الشعور بالحزن والإحباط

لدى فقدان شخصٍ عزيز، أو التعرُّض لوَعكَةٍ صِحِّيَّة، أو المرور بمشكلات مختلفة؛ كالتَّسريح المُفاجِئ من الوظيفة، أو الخِلافات مع شريك الحياة، فمن الطبيعي حينها، أن يَفقِد الفرد الشغف والاهتمام بالأشياء، إلّا أنّ ذلك غالباً ما يكون لفترة مُؤقَّتة؛ إذ تتضمَّن هذه المواقف مشاعر تتعارَض مع الشَّغف والحَماس؛ كالحزن العميق، والألم، والفراغ العاطفيّ.

المعاناة من مشكلات نفسية

في الحالات المُتقدِّمة من فُقدان الشَّغف، قد يكون السبب مُتمثِّلاً بالمُعاناة من مشكلة نفسيَّة مُعيَّنة، ويُشار إلى هذه الحالة في علم النفس والطِّبّ النفسي بما يُعرَف بـانعدام التلذُّذ "Anhedonia"؛ أي فُقدان المُتعة والشعور بالبهجة والسعادة، فلا يُعَدّ الشخص شَغوفاً ومُهتَمّاً بالنشاطات والهوايات المُفضَّلة لديه، أو حتى بتحقيق أهدافه وتطوير ذاته كما كان سابقاً؛ بسبب تغيُّرات في نشاط الدماغ، بحيث يحدث خلل في إنتاج هرمون الدوبامين "Dopamine"، أو طريقة الاستجابة له؛ وهو الهرمون المسؤول عن تحسين الحالة المزاجية والشعور بالسعادة.


ومن المشكلات النفسية، التي يُعَدّ فقدان الشغف والمتعة أحد أبرز أعراضها، الاكتئاب، بالإضافة إلى بعض المشكلات الأخرى؛ كاضطرابات القلق، والفُصام، والاضطراب ثُنائيّ القُطب.

علامات نفسية وسلوكية تدل على فقدان الشغف 

يشمل فقدان الشغف عِدَّة علامات؛ سواء النفسية منها أو السلوكيَّة، وتتفاوت في حِدَّتها حسب درجة فُقدان الشغف وأسبابه، ومن أهمّ علاماته التي قد يُعاني الأشخاص من بعضها أو مُعظَمها: تراجُع أو فُقدان الاهتمام بالأنشطة والاختيارات المُفضَّلة سابقاً؛ كمُمارَسة هِواية مُعيَّنة، وفقدان الدافع للبدء بأيّ شيءٍ جديد أو إكمال المَهامّ المطلوبة في العمل أو الحياة الشخصيَّة بشكل عامّ.


إلى جانب المَيل إلى العُزلَة، وتجنُّب العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين، والشُّعور بالفراغ واللامُبالاة، وعدم الرضا، والتعاسة، والتَّعب العام، وفُقدان الحماس والرغبة في إنجاز أيّ شيءٍ، وإيجاد صعوبة في التعبير عن المشاعر، والمَيل إلى التشاؤُم والسلبية، بالإضافة إلى المُعاناة من الأرق ومشكلات النوم، وتغيُّرات واضحة في الشَّهِيَّة والوزن.  

خطوات فعّالة لاستعادة الشغف والحماس

يُمكن استعادة الشغف، والشُّعور بالحَماس والاهتمام بالأشياء في الحياة، من خلال عِدَّة طُرُق، أهمُّها ما يأتي:

تحسين الروتين اليومي

يُمكن لبعض المُمارَسات، خلال الروتين اليومي، أن تصنع فارِقاً كبيراً وتُعيد الشُّعور بالحَماس والشَّغَف؛ كتناوُل طعامٍ صِحِّيّ، والحصول على قِسط كافٍ من النوم، بالإضافة إلى مُمارَسة نشاطٍ بدنيّ مهما كان بسيطاً؛ إذ أشارت دراسة نُشِرَت في مجلَّة علم النفس (The Journal of Psychology) عام 2019، إلى أنَّ مُمارَسة التمارين الرياضية لمُدَّة 10-30 دقيقة، كافية لتحسين الحالة المزاجيَّة، كما أشارت دراساتٍ أخرى، إلى أنَّ الرياضة تُقلِّل من مشاعر الاكتئاب، والتوتُّر، والقلق، والتي ترتبط كثيراً بفُقدان الشَّغَف والمُتعَة.  

أخذ قسطٍ من الراحة

لا شكَّ في أنَّه لا يُمكن استعادة الشَّغف والحَماس لدى المُعاناة من التعب، والإرهاق، والضغط بشكلٍ عامّ، لذا يُنصَح بأخذ إجازة لفترةٍ مُعيَّنة، وتجديد الطاقة وتغيير النفسية؛ بمُمارَسة تمارين التأمُّل والاسترخاء، لتهدئة العقل والتقليل من التوتُّر، وزيادة التركيز على اللحظة الحالِيَّة والشعور بالسلام الداخلي، والتقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الإلكترونية، ومحاولة قضاء وقت أكثر في الهواء الطَّلق، والاستمتاع بالطبيعة وأشِعَّة الشمس. 

تجربة أشياء جديدة وربطها بقِيَم جوهرية

لطالَما ارتبط فقدان الشغف بقِلَّة الدوافع والحوافز، لذا تُعَدّ ممارسة الأشياء الجديدة مهما كانت بسيطة، ورَبطها بقِيَمٍ وأهداف جوهريَّة، من أكثر الأساليب التي تُسهِم في استعادة الشَّغف؛ كتجربة التطوُّع في إحدى مُبادَرات حِماية البيئة؛ لوجود إيمانٍ حقيقيّ داخِليّ بأهمِّيَّة ذلك، ومدى تأثيره في الحفاظ على الكوكب، أو التطوُّع في دُور رِعاية المُسِنِّين؛ للإيمان العميق بأهمِّية إكرام كِبار السِّنّ واحترامهم، وأنَّ ذلك من الأعمال الصالحة ذات الأجر والثواب الكبيرَين، أو حتى تعلُّم مهارة جديدة، مثل التصوير الفوتوغرافي، أو لُغةٍ أخرى؛ للاعتقاد الراسِخ بأهمِّية تطوير الذات وتنميتها.

طلب المساعدة والدعم

التحدُّث إلى صديقٍ مُقرَّب، أو إلى أحد أفراد العائلة، يُحسِّن الحالة النفسيَّة، وهو يُعَدّ فرصة رائعة للحصول على الكثير من المُواساة، والدعم، والتوجيه، وبالتالي تقليل علامات فُقدان الشَّغَف والشعور بالتعاسة والفراغ، كما يُنصَح في الحالات المُتقدِّمة، بطلب المُساعَدة من مُعالِجٍ أو مُستَشارٍ نفسيّ مُتخصِّص؛ للحصول على أنواع مختلفة من العلاج، مثل العِلاج السلوكيّ المَعرفيّ (CBT)؛ للمساعدة في تغيير الأفكار والسلوكيات، والحُصول على أدوية لدى المُعاناة من حالةٍ نفسيَّة مُحدَّدة، مثل الاكتئاب.

المراجع

[1] lifehack.org, Why You Have Lost Interest in Everything in Life
[2] healthdirect.gov.au, Losing interest
[3] talkiatry.com, Losing interest in everything? Here are 5 psychiatrist-backed tips to regain interest in your life
[4] betterup.com, 19 ways to get motivated
[5] verywellmind.com, 5 Things to Do If You Feel a Loss of Interest

August 06, 2024 / 2:51 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.