أفكار إبداعية لتطوير بيئة العمل ورفع مستوى الإنتاجية

فيما يلي بعض الأفكار التي تساعد في تطوير بيئة العمل وزيادة الإنتاجية.

بيئة عمل أكثر راحة 

يجب ضمان وجود بيئة عمل مريحة، إذ يمكن للموظفين التركيز على المهام المطلوبة دون تشتت، وعند تصميم مكان العمل يجب مراعاة الراحة الجسدية والنفسية، حتى يتمكن الموظّفون من أداء أعمالهم بكفاءة ودون إزعاج، بل ويستمتعون أثناء القيام بذلك.

يمكن مثلاً توفير مساحات خضراء في مكان العمل؛ كتزويد المكاتب بأشجار طبيعية، أو توفير مساحة لإنشاء حديقة للموظفين، فهذا سيمنحهم جواً من الاسترخاء وصفاء الذهن، وبالتالي إنتاجية عمل أفضل، فقد وجدت الدراسة التي قامت بها جامعة توينتي (UNIVERSITY OF TWENTE) الهولندية عام 2020، أنّ النباتات في المساحات المكتبية تُسهم في زيادة معنويات الموظفين، وتقلل من تعرّضهم للصداع.

فكرة أخرى أيضاً هي توفير منطقة هادئة للموظفين عندما يحتاجون العمل في مكان هادئ تماماً، سواء كان غرفة عازلة للصوت، أو مجرد غرفة عادية بعيدة عن الضوضاء، كما يجب أن يكون المكان مُجهَّزاً للعمل، وليس مريحاً فقط.

أيضاً على صاحب العمل التأكد من معرفة ما يحدث في أروقة الشركة، ولا يسمح للموظفين بتضييع وقتهم لنقص الموارد أو تعطّل الأجهزة، ببساطة عليه التأكد من توفير كل ما يلزم لبيئة عمل إنتاجية وفعّالة.

لا نقول إنّ الإنتاجية لن تتحقّق إلا بمكتب واسع جداً محاطٍ بمساحة كبيرة من الأشجار وبرفاهية عالية للموظفين، بالرغم من أنّ ذلك سيُسهم بإنتاجية أكبر، إلا أنه يمكن جعل بيئة العمل منتجة بتوفير أهم الأساسيات للموظفين، وضمن الميزانية المحدودة.

رضا الموظفين هو المفتاح الحقيقي

يقول الباحث والمؤلف الأميركي د. جون ديمارتيني: "عندما يشعر الفرد بأنّ جهوده مُقدَّرة يزيد إلهامه وإنتاجيته"، لذا يجب مكافأة الموظفين الجديرين بالترقيات والمكافآت، وزيادات الرواتب بما يتناسب مع ميزانية الشركة، حيث يُعدّ ذلك استثماراً جيداً يمكن أن يزيد من التزامهم وإنتاجيّتهم بشكل غير متوقع. 

ومع ذلك يجب تجنّب التقدير الفارغ، حيث يمكن أن يؤدي إلى تخاذل الموظّفين وضعف أدائهم، وبالتالي فإن العدالة في التقدير، ووضوح النقاط التي تستحق الثناء تُسهم في إقامة بيئة عمل جادّة ومشِّجعة. 

التفاعل والاهتمام بالموظفين أساسيان لتعزيز إنتاجيتهم، ومن دونهما من الصعب تحقيق النتائج المرجوَّة، لذا يجب عليك أن تُظهر اهتمامك بالأفراد الذين يسهمون في نجاح عملك.

تواصل اجتماعي أكثر.. إنتاجية أعلى

إنّ التواصل المفتوح في بيئة العمل يساعد في تجنّب مشكلات العمل، ويشجّع على تبادل الأفكار والابتكار، كما يسهم في معرفة وحل مشكلات العمل بأساليب فعالة قبل أن تصبح كبيرة.

إنّ التواصل الاجتماعي الفعّال بين الموظّفين ليس مضيعة للوقت، بل إنه من أهم العوامل المُحفّزة للإنتاجية، من خلال تبادل المعلومات بين الأقسام المختلفة، وتحسين الروابط بين الموظّفين، وهنا يأتي دورك كصاحب عمل أو مشرف أو قائد فريق بتوفير ثقافة عمل صحيّة تدعم الاتصال المفتوح بين الأقسام، مع توفير أدواتها وتطبيقاتها المختلفة، مثل Slack وMicrosoft Teams، وZoom، وغيرها.

تخصيص وقت قبل الاجتماع وبعده للتحاور، وطرح الأسئلة حول اتجاهات العمل، والتحقق من احتياجات الموظفين لمواصلة أعمالهم، دون إهمال إقامة الفعاليات الاجتماعية، وحثهم على المشاركة بها تعد من الاستراتيجيات ذات التأثير الإيجابي على الأداء والإنتاجية.

يمكن أيضاً بعد إنجاز الشركة لمشروع ما، مشاركة الموظفين هذا النجاح، وإن كان بفعالية بسيطة تعبيراً عن تقدير صاحب العمل، وبعد تطبيق هذه الاستراتيجيات بنجاح، سترى تأثيرها في الأداء بشكل واضح، ممّا يزيد من رضا الموظفين عن مكان العمل.

الاستثمار في تعليم الموظفين

وفقًا لشركة غلوب نيوز واير (GlobeNewswire) المتخصصة في جمع البيانات، فإنّ نفقة أصحاب الشركات على تدريب الموظفين تجاوز 329 مليار دولار على مستوى العالم في عام 2023م، وعياً منهم بأهميته، وتأثيره الإيجابي في الإنتاجية.

تعليم الموظفين المهارات الشخصية وتطويرها أمر ضروري لبناء فريق عمل متميز، ويشمل ذلك تعزيز مهارات العمل الجماعي، وإدارة الوقت، وكذلك المهارات المتخصصة؛ مثل جذب العملاء والتسويق، بما يتناسب مع طبيعة العمل. 

إضافة إلى ذلك يُعزّز تعليم الموظفين استراتيجية الشركة، ويجعلها مكاناً جاذباً للموظفين المتميزين والطموحين، مما يُعزّز ثقتهم وروح التنافسية لديهم، ويساعد صاحب العمل على تحديد قدراتهم وتوجيههم نحو المهام المناسبة لهم.

كما أنّ تكلفة تعليم الموظفين غالباً ما تكون أقل من تكلفة استبدالهم، وهو ما يقلّل من معدل الدوران الوظيفي، ويحسّن كفاءة العمل والإنتاجية، لذا يُعد الاستثمار في تطوير مهارات الموظفين خطوة حكيمة تؤدي إلى تقليل التكاليف العملية، وزيادة الفعالية في العمل.

التنوع ثروة

قد يكون الأمر صعب القياس، إلا أنّ أبحاثاً أُجريت عام 2017 نشرتها منصة (cloverpop) أثبتت مدى تأثير تنوع بيئة العمل في حل المشكلات، واتخاذ القرارات بنسبة وصلت إلى 87%، لذا يجب عدم الاستهانة بقوة التنوع في العمل الجماعي، بل أخذه بجدية عند اختيار فريق العمل، من حيث أجناسهم، وأعراقهم، وتوجهاتهم، ومهاراتهم، وآرائهم.

تشكيل فريق عمل متنوع يمثّل مصدراً مهماً لزيادة الإنتاجية والأرباح، حيث يُمكنه تحفيز الإبداع، وتحسين عملية صنع القرار، إذ يجمع هذا التنوع بين آراء وخبرات ومهارات متنوعة، ممّا يسهم في إثراء البيئة العملية، وتعزيز الابتكار.

وفقاً لتحليل ضمن مراجعات لموقع "غلاسدور" (Glassdoor) المعني بالتوظيف نُشر عام 2020 تبيّن أن 76% من المتقدِّمين للوظائف يأخذون التنوع في الحسبان عند تقييم الشركات وعروض العمل، وهذا يؤكد أن تبني استراتيجية البيئة المتنوعة له تأثير إيجابي في سمعة الشركة أو المؤسسة، وتنافسها في السوق.

المرونة في العمل 

نشر موقع "ResearchGate" المتخصص بالأبحاث والدراسات نتائج لأبحاث عام 2023 تؤكد وجود علاقة كبيرة بين رفاهية الموظفين بما تقدّمه الشركة لهم من مزايا وخدمات وتحسين الإنتاجية في الشركات، وهذا ما يجعلها استثماراً ذكياً من شأنه أن يُعزّز النجاح الشامل للشركة.

يُنصَح بتشجيع الموظفين بشدة على تحقيق توازن بين العمل والحياة؛ لتجنّب إرهاقهم وتحسين إنتاجيّتهم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير ساعات عمل مرنة، وتعيين المهام بما يتناسب مع مستوى مهارات كل فرد وأسلوب عمله ضمن جدول زمني منطقي. 

بالإضافة إلى ذلك يُنصح بتقديم إجازات مرنة وتشجيع الموظّفين على استخدامها بانتظام، وتعزيز العمل عن بُعد إذا كان ذلك ممكناً، كما يُنصح بتوفير برامج صحية وضمانات، والعمل على تحسين بيئة العمل باستمرار، إذ يُشير الاهتمام بهذه الجوانب إلى الاهتمام برفاهية الموظفين، وبالتالي تحقيق المنفعة للموظف والشركة على حد سواء.

المراجع 
[1] personio.com, Work Environment: 9 Effective Ways To Make Improvements
[2] researchgate.net, The Role of Employee Welfare in Improving Work Productivity in Service Companies
[3] modernoffice.co.nz, BENEFITS OF QUIET WORKSPACES
[4] indeed.com, Best Practices for Creative Work Environments
[5] pelagohealth.com, What is Employee Welfare?