جار التحميل...
ببساطة، يجري اتخاذ القرار في اللحظة الحالية؛ أي في موقف محدد يتطلب إجراءً فورياً أو اتخاذ قرار يُحدِّد خطّ سير العمل، أو الطريقة التي سيجري اتّباعها لإنجازه؛ عبر اختيار أحد الخيارات المُتاحة حسب الظروف والمُعطَيات المتوفرة.
وغالباً ما يجري اتخاذ القرار على عجل، أو اتّخاذه أثناء طرح تصويت معيَّن، دون الحاجة إلى إجراء تحليلات عميقة، أو مناقشة نقاط متعددة، وكلّما كان الشخص ضليعاً بالأمر الذي يتّخذ القرار من أجله، كان قراره أقرب إلى الصواب؛ إذ تكون عملية اتخاذ القرار عملية فعلية يجري خلالها اختيار أمر معين، وغالباً في سِياق ضيّق أو مُحدّد، وذي تأثير فوري حقيقي؛ أي يؤثر في الموقف الحالي، أو في عملية معينة، مباشرة.
ينطوي صنع القرار على عملية أكثر تعقيداً تتطلّب وقتاً وجُهداً أكبر؛ لأنّها تحتاج إلى مزيد من التحليل والتخطيط، وتحديد الخيارات، وجمع المعلومات، وتقييم الحلول؛ بهدف صناعة قرار جديد دون الاحتكام إلى خيارات محددة أو سريعة؛ لحلّ بعض القضايا أو المسائل التي تجري مواجهتها لأوّل مرّة، أو التي تشترك فيها محاور أو أطراف عِدَّة، وغالبًا ما تجري عملية صناعة القرار بمشاركة مجموعة من الأفراد وتعاونهم معاً دون الاعتماد على شخص واحد.
تكمن أهمية التمتّع بمهارات تؤهل الإنسان إلى صنع القرارات واتخاذها في تحقيق الأهداف الآتية:
يمكن للشخص الذي يمتلك مهارات اتخاذ القرار، أو صنع القرار، أن يحقّق تطوّراً كبيراً على الصعيدَين؛ الشخصي، والمهني؛ إذ يكون أكثر قدرة على وزن الأمور، وتقييم العقبات عقلانياً وباتِّزان؛ ممّا يساعده على تحديد خيارات ناجحة، وبناء الثقة بينه وبين الآخرين في الحياة الاجتماعية والعملية.
القرارات والأحكام المتسرعة أكثر ما يُسبّب المشكلات وسوء الفهم، وهذا ما يمكن تجنّبه عند امتلاك مهارات اتخاذ القرار وصُنعه؛ إذ يمكن للشخص تجنّب إطلاق الأحكام المتسرعة، أو اتخاذ القرارات العشوائية؛ ممّا يؤدّي إلى تعزيز الفهم المتبادل، وتحقيق نتائج أكثر إيجابية، فيصبح الفرد قادراً على تقييم المواقف بصورة أعمق، وفهم مختلف وجهات النظر؛ ممّا يسهم في اتخاذ قرارات مدروسة ومَبنيّة على الحقائق بدلاً من الانطباعات السطحية.
هذه الحياة مليئة بالصعوبات والضغوطات، ومن الطبيعي أن يقع الإنسان في مأزق مالي، أو يواجه مشكلة مصيرية، أو يمرّ بظروف قاسية في العمل، وفي هذه اللحظات الحرجة، تبرز أهمية مهارات اتخاذ القرار وصنع القرار؛ إذ تساعد الفرد على التعامل مع التحديات تعاملاً مدروساً بدلاً من الانجراف وراء العواطف، أو اتخاذ قرارات خاطئة.
في مجال العمل، يمكن للشخص الذي يتحلّى بمهارات صنع القرار أن يتمتّع بالقدرة على التحليل العميق للأمور، ودراسة الخيارات دراسة عملية؛ ممّا يوفّر الوقت والجهد، ويؤهّله إلى شَغل المناصب الإدارية، وتحقيق التطور الوظيفي الذي يستحِقّه، ويجعله مديراً متميزاً وقادراً على خلق بيئة عمل صِحّية للموظفين؛ بفضل حنكته وذكائه الاجتماعي.
تساعد مهارات اتخاذ القرارات في تحسين القدرة على التكيف مع المتغيرات المختلفة؛ ممّا يُمكِّن الأفراد من التعامل مع الضغوط والتحديات بفاعلية أكبر.
المراجع
[1] excitant.co.uk, Decision Making and Decision Taking: they are different
[2] umassd.edu, Decision-making process
[3] betterup.com, Essential decision-making skills to guide your tough choices
[4] rajeevelt.com, The Importance and Benefits of Decision-Making Skills in the 21st Century