جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
كشف الستار عن التأثير المتبادل بينهما

هل الصحة البدنية تؤثر على الصحة النفسية؟

24 يوليو 2024 / 12:27 PM
هل الصحة البدنية تؤثر على الصحة النفسية؟
download-img
الإصابة بالمرض، والشعور بالألم، وضعف اللياقة البدنية، وعدم القدرة على ممارسة النشاطات البدنية المختلفة، إلى جانب عدم الحصول على العناصر الغذائية المفيدة، جميعها أمور تعني أنّ الصحة الجسديّة أو البدنية ليست على ما يُرام، وأنّ هناك خللاً في أداء الجسم لوظائفه المتعددة بطريقة صحيحة وفعّالة.

ومن هذا المنطلق، جاء ما أوردته منظمة الصحة العالمية في تعريفها العام للصحة بأنّها: "حالة من اكتمال السلامة من الناحية البدنية والعقلية والاجتماعية"، ليدلّ على مدى الارتباط الوثيق بين الحالة البدنية والحالة النفسية أو العقلية كما هو متعارف عليها في الأوساط الطبية، وتأثير كل منهما في الآخر، فكيف ستؤثر الصحة البدنية في الصحة النفسية؟

هل الصحة البدنية تؤثر في الصحة النفسيّة؟

من الشائع أو المعروف أكثر أنّ الحالة النفسية السيئة يمكن أن تؤثر في صحة الجسم العامة؛ فمثلاً عند الشعور بالقلق والتوتر دائماً، تزداد احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وعند الشعور بالخوف الشديد أو التوتر تُلاحَظ حالة من ضيق في التنفّس أو حتى فقدان الوعي، وهذا مثبت بالأدلة العلمية، ولكن هل العكس صحيح؟ أي هل يمكن لحالة الجسم الصحية أن تترك أثراً في النفسيّة؟

نعم، الصحة البدنية الضعيفة ستترك أثرها السلبي في النفسيّة؛ كالقلق، أو التوتر، فعلى سبيل المثال، قد يعاني المُصاب بمرض الصّدفية -وهي حالة جلدية يرافقها ظهور قروح حمراء مؤلمة على الجلد- من القلق أو حتى الاكتئاب؛ إما بسبب استيائه من المظهر العام للجلد؛ إذ يفضل الجميع أن يكونوا بأجمل صورة ومظهر دائماً، وإما بسبب تعرّضه للرفض أو حتى التنمر ممن حوله، أو خوفه المُسبق من التعرض لذلك، فيبقى قلقاً على الدوام.

ومن جانب آخر، فإنّ الحالات الصحية الأخرى التي يمكن أن تؤثر في الحركة أو في التواصل مع الآخرين قد تسبب الشعور باليأس أو الحزن؛ وذلك لعدم القدرة على ممارسة الأنشطة المعتادة خلال اليوم، أو عدم القدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية والبديهية دون مساعدة من أحد.

وليست الإصابة بالأمراض فحسب، وإنّما عدم القدرة على ممارسة النشاط البدني والتمارين أيضاً قد تؤثر سلباً في النفسية؛ إذ إنّ القدرة على أداء التمارين المختلفة بصورة روتينية تُفرز الهرمون المسؤول عن السعادة وتخفيف أعراض التوتر والقلق.

وعلى العكس فإنّ الصحة الجسدية الجيدة والسليمة تعزز الصحة النفسية؛ إذ عندما يعمل الجسم على النحو الأمثل، مع قدرته على القيام بالمجهودات البدنية اليومية دون تعب مفرط، فإنّ ما لديه من طاقة ستظلّ كافية لمواجهة التحديات المختلفة التي يواجهها الفرد والتي قد تؤثر في نفسيته.

حلول لتحسين الصحة الجسدية والنفسية

بعد التعرف على احتمالية التأثر بحالة نفسية سلبية إذا لم تكن الحالة الصحية للجسم جيدة، لا بدّ من الوعي بالأمور التي يمكنها المساعدة في الخروج من هذه الدوّامة، والحفاظ على الصحّة والنفسيّة على حدٍّ سواء بأفضل حال، ومن ذلك ما يأتي:

التوجه بالدعاء إلى الله عز وجل

دائماً ما يكون اللجوء إلى الله عزّ وجلّ والتوجه بالدعاء إليه الحلّ الأول الذي يمكن اللجوء إليه لمواجهة ما في الحياة من عقبات وتحدّيات؛ فعند الإصابة بالمرض، أو أي حالة صحية، أو حتى الشعور بالتعب النفسي، يمكن التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء للإنعام بالصحة والعافية من كل ضرّ ومرض؛ سواء أكان جسدياً أم نفسياً؛ فسبحانه بيده كلّ أمر، وهو قادر على كل شيء، الأمر الذي يبعث في النفس الراحة والطمأنينة. 

التعبير عن المشاعر

إنّ البقاء في وحدة وعزلة كردّ فعل لحالة الضعف البدني واتخاذ قرار بمواجهتها دون مساعدة لن يكون مفيداً، بل سيترك أثراً سلبياً في النفسية؛ لذا يُنصح بالحرص على التعبير عن المشاعر للأشخاص المقربين الداعمين، فهم قادرون على مراعاة المشاعر مما يسهم في تجاوز هذه الحالة.

ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل

الامتناع عن التفكير عند الإصابة بالمرض أو بأي حالة صحية تؤثر في القدرة البدنية أمر صعب، ولكن يمكن التعامل معه بحكمة ومنع الأثر السلبي الذي يسببه؛ وذلك من خلال أساليب عدّة؛ كتمارين الاسترخاء والتأمل، حيث يُنصح باختيار مكان هادئ في المنزل والجلوس فيه باسترخاء في صبيحة يوم مشمس، ثم أخذ نفس عميق، وإغماض العينين، وحبس النَّفَس مدة 10 ثوانٍ، ثم إخراجه تدريجياً ببطء لمدة 10 ثوانٍ بعد ذلك، وتكرار ذلك عدة مرات.

الشعور بالمتعة

الحياة مليئة بالتحديات والمواقف الصعبة التي تتطلب مواجهتها بقوة وصلابة، وهذا يعني عدم التوقف عند أول منعطف وإن كان في الصحّة العامة، ولذلك لا بدّ من الاستمتاع بالأشياء المفضلة التي تُضفي على النّفس مشاعر إيجابية؛ كمشاهدة الفيلم المفضل، أو الخروج مع صديق في نزهة بين أحضان الطبيعة، أو قراءة كتاب شيق؛ إذ إنّ من شأن هذه الأمور أن تحسّن النفسية بشكل ملحوظ.

الحصول على القسط الكافي من النوم

من شأن النوم ليلاً بمعدل لا يقلّ عن ثماني ساعات أن يمنح الشعور بحالة أفضل على المستويين الجسدي والنفسي؛ فالنوم ضروري لتحسين مختلف وظائف الجسم والعمليات التي تجري فيه، مما يعني أنّه يؤثر في الأداءين؛ الجسدي والعقلي، والقدرة على مقاومة الأمراض، وتعزيز المناعة.


وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ مواجهة مشكلات النوم قد تستدعي تجربة طرق التي تساعد على تجاوزها، مثل: النوم بوضعية مريحة، وترك الأجهزة الإلكترونية والابتعاد عنها عند الذهاب إلى السرير، أو شرب بعض المشروبات المهدئة؛ كالبابونج، أو ضبط المنبّه بموعد محدد للاستيقاظ والالتزام بذلك، وغير ذلك من الطرق.

 

 

المراجع
[1] nhs.uk, Mental health and physical illness
[2] enago.com, Relationship Between Mental Health and Physical Health
[3] webmd.com, How Does Mental Health Affect Physical Health?
[4] mentalhealth.org, Long-term physical conditions and mental health
[5] cpdonline.co.uk, All about the Connection Between Physical and Mental Health

July 24, 2024 / 12:27 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.