جار التحميل...
ويتضمن هوس الاكتناز جمع القطع النقدية القديمة، والملابس، والأحذية، والفواتير، والصحف، والمجلات، والصور، والهدايا وما إلى ذلك، وبالتأكيد قد يؤثر هذا الهوس سلباً على حياة الفرد، مثل؛ زيادة احتمالية حالات الوقوع أو التعثر بسبب الأشياء المتراكمة، أو الإصابة بالأمراض بسبب تراكم الغبار وإهمال تدابير النظافة العامّة وغيرها.
لذا، من الضروري معرفة كيفية التعامل مع هوس الاكتناز والتخلّص منه، ويمكن للحيل التالية أن تساعد في ذلك:
قد يكون التخلّص من كل شيء دفعة واحدة أمراً محبطاً ومرهقاً، لذا يُنصَح البدء بخطواتٍ صغيرة، وتقسيم أهداف الترتيب الكبيرة إلى أهداف صغيرة، فبدلاً من محاولة ترتيب المنزل كاملاً في يومٍ واحد، يمكن البدء بغرفة واحدة فقط، كما يمكن تقسيم هذه المهمة إلى مهمة أصغر، فبدلاً من تنظيف غرفة كاملة دفعة واحدة، يُمكن تنظيف رف واحد أو خزانة واحدة فقط.
مثلاً، في المطبخ يُمكن وضع هدف واحد وهو التخلص من الأطعمة منتهية الصلاحية، أو تبسيط الخطوة إلى خطوة أصغر مثل التخلّص من الأطعمة الفاسدة في خزانةٍ واحدة أو رف واحد من الثلاجة، أمّا في غرفة المعيشة فيمكن البدء بخطواتٍ بسيطة مثل رمي الفواتير والتخلص من المجلات القديمة المتراكمة على الطاولة منذ مدة.
يُعد إنشاء خطط زمنية واضحة ودوريّة وسيلة فعّالة للتخلّص من هوس الاكتناز، مثلاً يمكن تحديد يوم معين خلال الأسبوع للتخلّص من بعض المقتنيات، مع كتابة تلك المقتنيات على جدولٍ مرئيّ، ووضع علامة عند إنجاز المهام، فهذه الطريقة تحفز النفس على الاستمرار والتقدّم، كما يمكن إضافة مكافآت صغيرة بجانب كل مهمة، كوسيلة للتحفيز الذاتي لإنجاز المطلوب؛ مثل تناول الوجبة المفضلة أو الخروج في نزهة.
كما يُنصَح بتقسيم الوقت إلى فتراتٍ قصيرة، بحيث يتم ضبط وقت محدد لكل مهمة يتم إنجازها؛ مثل ضبط عشر دقائق لتنظيف أحد رفوف المطبخ، أو ربع ساعة للتخلّص من الكتب أو الملابس الزائدة في الخزانة.
وهناك الكثير من التقنيات المستخدمة لإدارة الوقت؛ مثل تقنية الطماطم (Pomodoro Technique) التي تعتمد على مبدأ التركيز على مهمةٍ ما لمدة 25 دقيقة، ثمّ أخذ استراحة لمدة 5 دقائق، ومن ثم تكرار ذلك عدة مرات.
يُمكن أن تساعد الحلول الرقمية والتكنولوجيا الحديثة في تقليل الرغبة المُلحّة في الاحتفاظ بالأشياء في المنزل بصورة مادية ملموسة، مما يساهم في تنظيم المساحات وتقليل الفوضى.
على سبيل المثال؛ التفكير بالتعامل مع المحتويات المادية مثل الفواتير، وكشوفات الحساب المصرفية، والإيصالات عبر الإنترنت، من خلال الاحتفاظ بالنسخ الرقمية منها فقط، وكذلك إلغاء الاشتراك بالمجلات الورقية الشهرية واستبدالها بالنسخ الإلكترونية، أمّا بالنسبة للشرائط الصوتية والمرئية فيمكن التخلّص منها أو إعارتها، واستخدام التطبيقات المتخصصة أو المواقع التي تسمح بمشاهدتها أو الاستماع إليها عبر الإنترنت.
ويمكن التوقف عن شراء الكتب الورقية واستبدالها بالبدائل الرقمية من تطبيقات ومواقع توفر مئات الكتب ضمن مساحةٍ صغيرة في الهاتف، كما يمكن تحويل الملفات الورقية الخاصّة بالعمل أو غيره إلى نسخ رقمية، وتخزينها على الهاتف أو جهاز الحاسوب، والتخلّص من النسخ الورقية غير الضرورية.
يُمكن التخفيف من هوس الاكتناز واكتساب عادات أفضل في التنظيم والإدارة المنزلية من خلال تطبيق قاعدة "One in, One out"، والتي تنص على أنّه عند شراء غرضٍ جديد للمنزل، يجب الاستغناء عن غرضٍ آخر قديم مشابه ولا حاجة له.
على سبيل المثال، عند شراء قميصٍ جديد، يجب الاستغناء عن قميصٍ قديم إمّا برميه أو التبرع به، كما يُمكن رمي سروال أو معطف قديم، لكن يُفضَل أن يكون من نوع العنصر الجديد ومقارب لحجمه، أي لا يُمكن الاكتفاء برمي قطعة ملابس صغيرة مثل الجوارب أو قبعة عند شراء قميص جديد، و لكن يُمكن عدم التقيّد بذلك حسب الاحتياجات الشخصية.
ولا يقتصر تطبيق هذه القاعدة على مقتنيات المنزل فحسب، إذ تشمل أغراض المكتب، والسيارة، وكل جانب من الحياة يُمكن أن تتراكم فيه الأشياء، ويجدر الذكر بأهمية التخلّص من العنصر القديم فوراً، وعدم تأجيل ذلك إلى وقتٍ لاحق.
تُسهم طريقة تقسيم الأشياء إلى فئاتٍ واضحة في تسهيل عملية اتخاذ القرار، وتقليل التوتر المرتبط بالتخلّص من الممتلكات، ولا توجد قاعدة محددة لكيفية تقسيم الفئات، بل يُمكن تقسيمها وفقاً لنوعية الأشياء التي يرغب الشخص بالتخلّص منها، وأهدافه بشأنها.
على سبيل المثال، يمكن ترتيب خزانة الملابس والتخلّص من القطع غير الضرورية بتصنيفها إلى ثلاث فئات رئيسية؛ وهي فئة "الاحتفاظ" للملابس المُستخدمة بانتظام أو التي تمتلك قيمة عاطفية، وفئة "الاستغناء والرمي" للملابس التالفة أو غير المستخدمة منذ مدة طويلة، وأخيراً فئة "التبرع" للملابس الجيدة التي لم تَعد مناسبة للاستخدام الشخصي.
ختاماً، من المهم التعامل بلطف مع النفس في رحلة التخلّص من هوس الاكتناز؛ لأنّ التخلص من الممتلكات قد يثير مشاعر سلبية؛ مثل مشاعر الحزن، والقلق، والتوتر، لذا من المهم معرفة كيفية التعامل معها من خلال ممارسة تمارين التنفس والاسترخاء، وطلب الدعم العاطفي والمعنوي من الأهل والأصدقاء عند الحاجة.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد لا يستطيع الشخص التخلّص من هوس الاكتناز بمفرده، بل يتطلب الأمر تدخلاً طبياً من المختصين لمساعدته على تحسين حياته وتنظيمها، إذ يُشخّص الطبيب أو الأخصائي الحالة ويُحدد العلاج المناسب بناءً على ذلك، وعادةً ما يتم اعتماد العلاج السلوكي المعرفي باعتباره علاجاً فعالاً للتخلّص من هوس الاكتناز.
المراجع
[1] psychologylearnonline.com, Anxiety and Hoarding: 4 Effective Tips to Break Free!
[2] mind.org.uk, How to help yourself with hoarding
[3] helpguide.org, Hoarding Disorder: Help for Hoarders
[4] psychiatry.org, Psychiatry.org - What is Hoarding Disorder?
[5] lanneryhandymen.com, How To Beat Hoarding