جار التحميل...
يُعَدّ تنظيم الوقت من أهمّ الاستراتيجيات الفَعّالة في التشجيع على الدراسة، وتحسين النتائج الأكاديمية؛ باستغلال الوقت بذكاء، وتصميم جدول دراسي يومي يُراعي تخصيص الوقت الكافي للمواد الدراسية المختلفة، وبما أنّ ساعات الدراسة الطويلة تُؤثِّر في مستوى التركيز والانتباه، فمن المهمّ تخصيص أوقات للاستراحة بين الحين والآخر، وممارسة بعض الأنشطة الممتعة؛ لتجديد الطاقة والتركيز، وخلق توازن بين الحياة الاجتماعية والدراسية.
ولتحقيق ذلك، يمكن اتِّباع تقنية البومودورو (Pomodoro Technique) التي تنتهج أسلوباً بسيطاً وسَلِساً لتنظيم الوقت، وتتمثَّل بالدراسة لمُدَّة 25 دقيقة مُتواصِلة، ثمّ الاستراحة لمُدَّة خمس دقائق، وتكرار هذه العملية أربع جولات، ثمّ زيادة مُدَّة الاستراحة إلى 15-30 دقيقة، وهكذا، الأمر الذي يُحفِّز الطالب أكثر على الدراسة، ويزيد الشعور بالإنجاز، وفي الوقت ذاته يُقلِّل الشعور بالتوتُّر والملل.
ويُشار هنا إلى أنَّ بحوثاً واردة في المجلة الأكاديمية العالَمِيَّة في العلوم التربوية والنفسية (International Journal of Psycho-Educational Sciences)، كانت قد أشارت إلى أنّ الطلاب الذين يُنظِّمون أوقاتهم بكفاءة يكون أداؤهم الأكاديميّ أفضل، وتكون مُستَوَيات التوتُّر لديهم أقلّ، ويتميَّزون بتحمُّل المسؤولية، والانضباط أكثر من غيرهم.
لا شكَّ في أنَّ اختيار مكانٍ هادئ ومُريح للدراسة بعيداً عن المُشتِّتات يُؤدّي دوراً مُهِمّاً في التحفيز والتشجيع على الدراسة والتركيز؛ لذا يُنصَح بتخصيص غرفة مُعيَّنة في المنزل للدراسة، بحيث تكون بعيدة عن غرفة المعيشة، أو أيّ مصدر للإزعاج -بشكل عامّ-، ويُمكن الدراسة في إحدى المكتبات القريبة، أو في حديقة المنزل في الهواء الطَّلق.
ومن أهمّ الأمور التي تساعد على التركيز، وزيادة الإنتاجية، والتحفيز على الدراسة أيضاً، تهيئة مكان الدراسة للدراسة فقط، والاكتفاء بوجود الكتب، والأدوات الدراسية، بعيداً عن أيّ شيء قد يُشتِّت الانتباه؛ كالهاتف المحمول، أو التلفاز.
تُسهِم الدراسة ضمن مجموعات الأصدقاء في تبادل المعلومات والأفكار، وخلق أجواء ممتعة وتحفيزيَّة بعيداً عن الملل والوحدة، ممّا يزيد التركيز والفهم على نحو أفضل، ويُمكن اتِّباع أسلوب طرح الأسئلة، والتنافُس في حَلِّها، وتقسيم المادَّة على أفراد المجموعة للتناوُب في شرحها، الأمر الذي يُساعد على استيعاب المعلومات وإتقانها، ومن المهمّ هنا الحرص على الابتعاد عن الدراسة مع الأشخاص المُشتِّتِين للانتباه والمُحبِطِين.
تتنوَّع المواد الدراسية بين الصعبة والسهلة، والطويلة والمُمِلَّة أحياناً، لذا يساعد تقسيم المهمات الدراسية إلى مهمات صغيرة، والبدء بدراسة السهل منها، على كسر حاجز التردُّد والخوف من الدراسة؛ فغالباً ما يدفع جزء كبير من المادة الدراسية نفسها إلى الشعور بالملل والتعب، لذا يُنصَح بتقسيم الموادّ إلى أقسام متعددة، ووضع جدول دراسي في ساعة واحدة مثلاً لكلّ مادة، ممّا يعني دراسة أكثر من مادة وموضوع في اليوم الواحد، وبالتالي عدم الشعور بالملل والتعب، ويُمكن اعتماد أسلوب تدوين الملاحظات الواضحة؛ لتسهيل دراسة المادة ومراجعتها.
تُسهِم مكافأة الذات لدى إنجاز المهمات الدراسية المطلوبة في ربط الدراسة بشيءٍ إيجابيّ مُحفِّزٍ ومُشجِّع، ومنح الشعور بالإنجاز والرضا عن النفس، ومن أساليب مكافأة الذات -على سبيل المثال-: الحصول على وجبة صِحِّية لذيذة أو كوب من القهوة، أو مشاهدة فيلم ممتع، أو حتى الخروج في نزهة مع الأصدقاء، أو ممارسة أيّ نشاطٍ آخر يزيد الشعور بالسعادة والتحفيز.
يساعد وضع أهداف مستقبلية مُحدَّدة وقابلة للتحقيق على تحفيز الذات وتشجيعها على الدراسة؛ فالتخطيط لدراسة تخصصٍ مُعيَّن، أو الحصول على وظيفةٍ مُحدَّدة مثلاً، يزيد تركيز الطالب على تحقيق الدرجات العِلميَّة التي تتوافق مع هذه الأهداف، ممّا يُسهِم في تعزيز دافِعيَّته، وتقوية عزيمته، ويُمكن استخدام العبارات التحفيزية للتذكير بأهمية الدراسة، والتشجيع على بذل الجهد للوصول إلى الأهداف، ويُمكن تعليقها على الحائط في غرفة الدراسة، أو كتابتها على دفتر الملاحظات.
تُسهِم العديد من الأمور في جعل الدراسة أفضل وأكثر فاعليَّة، بما في ذلك اتِّباع نظام غذائي صِحِّيّ ومُتَوازِن؛ إذ يرتبط ذلك بصِحَّة الدماغ، وتعزيز التركيز، وزيادة الانتباه، وقُوّة الذاكرة، ويُحسِّن الحالة المزاجية، ويُزوِّد الجسم بالطاقة اللازمة للدراسة، ومن أهمّ الأطعمة التي يُوصى بأكلها: التوت، والحمضيات، والشوكولاتة الداكِنة، والمُكسّرات، والبيض، والأفوكادو، وسمك السلمون، وزيت الزيتون، وإكليل الجبل.
وفي المقابل، تُعيق بعض الأطعمة التركيز، وتزيد الكسل، والخمول، والتعب، مثل: الوجبات السريعة، والأطعمة المُصنَّعة، والمشروبات التي تحتوي على كمِّيات كبيرة من السُّكَّر، مثل: المشروبات الغازية.
ويُنصَح أيضاً بشُرب كمِّياتٍ كافية من الماء؛ لأنَّ الجفاف قد يُؤدّي إلى صُداع، وتعب، وانخفاضٍ في التركيز، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والنوم لأوقاتٍ كافية؛ فوفقاً لما ورد في موقع مُنظَّمة النوم الأميركية (SleepFoundation.org)؛ وهي مُنظَّمة غير رِبحيَّة مُختَصَّة بتقديم معلوماتٍ موثوقة عن النوم وكلّ ما يتعلَّق به، فإنَّ قِلَّة النوم ترتبط بضعف القدرات الإدراكية، وانخفاض التركيز، وضعف الذاكرة، وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، ممّا يُؤثِّر سلباً في التحصيل الدراسي لدى الطلبة الأطفال والمُراهِقِين.
[1] educationcorner.com, 16 Study Motivation Tips, Tricks, and Hacks
[2] oxfordscholastica.com, 10 Study Tips for Students That Will Prepare You for University
[3] oxford-royale.com, 15 Ways to Make Studying Less Stressful for Maximum Motivation and Great Results
[4] healthline.com, The Top 9 Brain Foods for Studying and Exams
[5] betteryou.ai, Why is Time Management Important for the Academic Success of Students?