جار التحميل...
تكمن الخطوة الأولى في تحقيق السعادة في تحديد الأشياء التي يحبها الشخص، وتمنحه الرضا عن النفس والشعور المميز، ويُنصح بإنشاء قائمة تحمل كل ما يخطر في الذهن حول معنى السعادة، دون حصرها في أمر واحد فقط، فهناك أمور كثيرة إذا رآها الشخص بعين الحقيقة والتمعّن سيجد أنّها تجلب له السعادة، ومن المهم أيضاً ألا نقارن أنفسنا بالآخرين، فما يُسعدهم ليس بالضرورة أن يُسعدنا.
إنّ الشعور بالفخر بالنفس لإنجازات حقّقناها حتى وإن كانت بسيطة في نظر الكثيرين لا شكّ أنّه سيمنحنا شعوراً بالسعادة، سواءً كانت أهدافاً صغيرة وبسيطة كتعلّم مهارة معينة، أو التخلص من عادة سيئة مثلاً، أو أهدافاً بعيدة المدى كالحصول على وظيفة معينة، أو شراء سيارة، وعندما ننجح في إنجازها يجب أن نكافئ أنفسنا بما نحب، فإذا لم نقدّر نفسك أنت أولاً، فلن تلقَ التقدير من الآخرين.
"حظي سيئ"، "لا أستحق شيئاً جيداً"، "المشكلات تلاحقني"، "أنا فاشل"، هذه العبارات ومثيلاتها من شأنها أن تقلل من الثقة بالنفس وتمنع السعادة، فعندما نتخلص من الأفكار السلبية نحن في الواقع نعزّز ثقتنا بأنفسنا، ونكون قادرين على تحقيق النجاح والتغيير الأفضل في الحياة، وتحمّل التحديات والمواجهة بإيجابية، لذا من المهم محاولة التغلب على مثل هذه الأفكار، واحتضان النفس والعطف عليها وتحفيزها دائماً بما هو إيجابيّ.
وينبغي ألّا ننسى أهمية التوكل على الله والثقة بالله في أمور حياتنا، فعندما نوقن بأنّ الله بيده كل شي وهو يراقبنا ويرعانا ويوفقنا إلى الطريق الصواب سنستسلم بشكل كامل لإرادته عزّ وجل، وهذا يساعدنا على التخلص من القلق والضغوطات، ويمنحنا القدرة على التعامل مع التحديات بثقة وسلام داخلي.
الإيجابية مُعدية، لذا يجب الحرص على أن تكون علاقاتنا والأشخاص المحيطون بنا ممن يتحلّون بها، مع ضرورة قضاء وقت مع الأشخاص الذين نشعر معهم بالراحة، والخروج معهم في رحلة لقضاء وقت ممتع؛ فهذا من شأنه أن يُجدد الحالة النفسية، ويمنح الشعور بالسعادة.
علينا في بعض الأحيان الجلوس وحدنا لبعض الوقت وتذكّر كل ما مرّ بنا سابقاً، بلا شكّ ستأتي إلى ذاكرتنا مواقف كثيرة كنا سعداء فيها؛ لمساعدة أحدهم، أو كلمة جميلة، أو إنجاز وصلنا إليه بعد عناء، وغيرها الكثير من التفاصيل الصغيرة التي تُذكّرنا بضرورة تقدير النعم التي وهبها الله لنا.
عندما نكون ممتنين ونعبّر عن شكرنا لله على نعمه الكثيرة تنعكس ثقتنا واعتمادنا الكامل عليه عزّ وجل علينا إيجاباً، ويتركّز انتباهنا على الجوانب الإيجابية في حياتنا، ومن خلال ذلك يزيد شعورنا بالسعادة والرضا.
إنّ إدخال عادات معينة إلى الروتين الشخصي قد تمنح السعادة الحقيقية، إذ يقول جوشوا هيكس أستاذ في قسم العلوم النفسية والدماغية في جامعة تكساس إيه آند إم (Texas A&M University): "التغييرات البسيطة في نمط الحياة يمكن أن يكون لها في كثير من الأحيان تأثير عميق في صحتنا العقلية"، ومن هذه الأمور ما يأتي:
توجيه الابتسامة للآخرين دون سبب محدد قد تبدو دون أهمية، لكنها في الحقيقة تحمل قوة كبيرة في تحسين مزاج الشخص ورفع معنوياته؛ إذ يمكن لتلك اللحظات البسيطة من الابتسامة أن تنقل السعادة والإيجابية إلى الآخرين، وتعزز العلاقات الاجتماعية، فقد أشارت أبحاث عدة إلى أنّ العلاقة بين الابتسامة والسعادة سببها أنّ لتعبيرات الوجه تأثيراً بسيطاً على المشاعر والحالة النفسية.
ينعكس العطاء إيجابياً على النفس ويترك فيها أثراً جيداً يدوم، فعندما تقدم المساعدة لمن يحتاج إليها سواء كانت بكلمة تشجيع أو مديح خلال لحظات الضعف ستصبح في حالة نفسية جيدة، وتشعر بالرضا والسعادة الداخلية، كما أنّ الشعور بالقدرة على مساعدة الآخرين يخلق شعوراً عميقاً بالراحة والنجاح الشخصي، وبهذا الشكل يساهم العطاء في التخلص من الشعور بالحزن والضيق، ممّا يُسهم في تعزيز الروح المعنوية والاستقرار العاطفي.
وقد نوّه إلى ذلك مارتن سيليجمان أستاذ علم النفس في كتابه "الازدهار: فهم رؤيوي جديد للرفاهية والسعادة" بقوله: "لقد وجدنا نحن العلماء أنّ القيام بتصرفات لطيفة مع الآخرين يؤدي إلى زيادة مؤقتة موثوقة في الرفاهية مقارنة بأي تمرين قمنا باختباره".
إنّ تسارع الحياة وكثرة متطلباتها وأحداثها قد تمنع الحصول على القسط الذي نحتاجه من النوم والرّاحة، لكن لا بدّ من مراعاة احتياجات الجسد، وجعلها من ضمن الأولويات، وذلك بأن تصل مدة النوم على الأقل إلى سبع ساعات ليلاً، فالعيش بصحة يمنح شعوراً أفضل.
تجربة إدخال التمارين الرياضية وتمارين التنفس العميق والتأمل إلى الروتين اليومي يمكن أن تحسّن الحالة النفسية للفرد بشكل ملحوظ، إذ تساعد في إفراز هرمون السعادة الذي يُحسّن المزاج، ففي دراسة أجرتها مجموعة من العلماء من جامعتي أكسفورد وييل عام 2018 على عينة كبيرة تتكون من 1.2 مليون مواطن أميركي تبيّن أن ممارسة الرياضة تعزز مستويات السعادة بشكل أكبر من تراكم الثروة المالية.
ولا يعدّ نوع التمرين الذي يمكن ممارسته أمراً مهماً؛ فحتى المشي بين أحضان الطبيعة يمكن أن يُساهم في تحسين الحالة النفسية، خاصة إذا كان في الطبيعة؛ إذ إنّ جمال الطبيعة يعزّز من الشعور بالسعادة والراحة الداخلية.
المراجع
[1] verywellmind.com, How to Make Yourself Happy
[2] prevention.com, How to Be Happy: 21 Habits for a Happier Life, According to Experts
[3] healthline.com, How to Be Happy: 27 Habits to Add to Your Routine
[4] helpguide.org, Cultivating Happiness
[5] ispo.com, Happiness formula sport: This makes the world really happy