كيفية تحقيق الأهداف في الحياة

يقول تيد تيرنر رجل الأعمال الأميركي في هذا الصدد: "يجب أن تضع أهدافاً في حياتك بعيدة المنال، ليكون لديك دائماً شيء تعيش من أجله"، وفيما يأتي بعض النصائح العملية للمساعدة على تحقيق الأهداف في الحياة.

خطوات وطرق لتحقيق الأهداف في الحياة 

إنّ تحقيق الأهداف يتطلّب بذل مجهود كبير والتركيز على ما يريده الإنسان، متبعاً في ذلك استراتيجيات وطرق مختلفة، منها ما يأتي:

تحديد الأهداف

إنّ العشوائية وعدم وضوح الأهداف تعني أنّ الإنسان سيبقى واقفًا مكانه دون تحقيق أي شيء، لذا لا بد من معرفة ما يريده بشكل واضح وصريح، ويؤكد على ذلك ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "سيكون تصميمك وطاقتك متناسبين مع هدفك، لذلك حدد لنفسك هدفاً عالياً ولا تقبل بأقل من الأفضل، فالأفضل هو بالضبط ما ستحصل عليه إذا قبلت ما لا يقل عن ذلك".

وليكن تحديد الأهداف والطموحات بطريقة ذكية، بمعنى أن تكون هذه الأهداف واقعيةً وقابلة للتحقيق، ولديها إطار زماني يمكن أن تتحقق خلاله، بما يُمكّن من تتبّع رحلة الوصول إليها باستمرار.

كتابة الأهداف

من المهم كتابة الأهداف، بل إنّ الأفضل هو كتابتها وتعليقها في مكان بارز يمكن رؤيته دائماً حتى يبقى الفرد متحفزاً لتحقيقها، ففي كل مرة يقرأ أهدافه سيبدأ بتخيّل نفسه ومشاعره كيف ستكون عند تحقيقها، وهذا ما يجعله يلتزم ويستمر بالسعي والمثابرة.

في استطلاع للرأي أجرته شركة "Gallup" الأميركية المختصة باستطلاعات الرأي عام 2022 على 1803 شخص أميركي تزيد أعمارهم عن 18 عاماً تبيّن أنّ هناك 48% من هؤلاء الأشخاص سيكتبون أهدافهم، إيمانًا منهم بما يحمله ذلك من أهمية في تحقيقها.

ترتيب الأهداف 

يجب تقسيم الأهداف حسب أولويتها، سواء كانت بأهميتها عند الشخص نفسه، أو بمقدار الجهد الذي تحتاجه، أو المجال الذي هي فيه وأهميتها الحالية، ثم وضع خطة محكمة تتضمن تحديد زمن لتتحقق خلاله الأهداف، فكما قال  أنطوان دو سانت-إكزوبيري الكاتب والطيّار: "الهدف بدون خطة هو مجرد أمنية".

ولتسريع الإنجاز في رحلة تحقيق قائمة الأهداف يمكن البدء بالأهداف الصغيرة والتي يمكن تحقيقها خلال الفترة القريبة، ومن ثم الأهداف الأكبر فالأكبر؛ إذ إنّ هذه الطريقة المنظّمة والخطّة الواضحة ستساعد على إدارة الوقت بطريقة أفضل، وتحقيق إنتاجية أفضل. 

مراقبة النفس

إنّ مراقبة النفس هنا تعني عمل تغذية راجعة باستمرار، وتتبّع الخطوات ليعرف الفرد إلى أين وصل، بالتالي يكشف عن مواطن الضعف والقوة في طريقه، فما كان إيجابياً استمرّ فيه وما كان سلبياً عالجه على الفور، بعد ذلك يتابع طريقه بكل إصرار وعزيمة.

"هل يتوقف الماء الجاري عندما يصل إلى صخرة؟ بالطبع لا، ينعطف يميناً أو يساراً، ويواصل طريقه، وبالمثل الشخص الإيجابي واثق من أنه لن يقف أي تحدٍّ في طريق تحقيق هدفه" هذا ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حول المصرّين على تحدّي أنفسهم للوصول إلى أهدافهم، فحتى بعد التغذية الراجعة يمكن للشخص أن يشحن طاقته ويكمل طريقه.

بعد يوم طويل يمكن أن يخصص الشخص وقتاً للجلوس مع نفسه، ثم يراجع قائمة أهدافه التي كتبها، ويتوقف عند الأهداف التي لم يستطع تحقيقها بعد، ويحاول أن يستنتج ما الذي منعه من تحقيقها، وهل أخطأ بالتصرف في موقف معين مثلاً، وكذلك الأهداف التي حققها، فيدوّن كل الاستراتيجيات التي اتبعها حتى يستفيد منها فيما بعد.

تذكُّر أنّ الفشل وارد

الحياة ليست ورديّة دائماً ولا تعطي الإنسان كل ما يطلبه على طبق من ذهب، وهذا يعني أنّ حدوث الفشل أو الشعور بالضعف في بعض الأحيان في طريق تحقيق الأهداف أمر طبيعي، لكنّ الذكاء ألّا يجعل الشخص ذلك يُثنيه عن الاستمرار في طريقه، بل عليه تدارك الأمر والتعلّم من أخطائه للمستقبل.

تحسين العادات اليومية

توجد علاقة وثيقة بين نمط الحياة الذي يعيشه الإنسان وطريقة رؤيته للأشياء من حوله، إذ إنّ اتباع نمط حياة صحي والابتعاد عن عادات غذائية خاطئة يجعل ذهنه أكثر صفاءً وتركيزاً على تحقيق أهدافه، ومن أبرز العادات الصحية هي النوم مبكراً للاستيقاظ مبكراً، وممارسة التمارين الرياضية باستمرار، وتناول طعام صحي مفيد ومتكامل. 

نصائح ذهبية في رحلة تحقيق الأهداف

إلى جانب الطرق والاستراتيجيات المذكورة أعلاه لتحقيق الأهداف توجد مجموعة من النصائح الذهبية التي يمكن أن تجعل طريق الوصول إلى الأهداف أسهل وتحقق النتائج أسرع، فمثلًا من المهم أن يسعى الإنسان إلى أن يصنع نسخة أفضل منه، وأن يتعلم مهارات جديدة دائماً، فتكون مكسباً له في رحلته، وأن يبتعد قدر الإمكان عن عوامل التشتت، مثل التلفاز، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بإفراط، وإنّ إعطاءها الكثير من الوقت يؤثر في التركيز على الأهداف.

بالطبع العثرات موجودة ومحتملة، لذا من الضروري أن يكون الإنسان مرناً وواقعياً، ومستعداً لمواجهة التحديات والعقبات، فهناك الكثير من المواقف التي تتطلب تغيير طريقة تعامله معها أو وجهة نظره فيها، بما يتماشى مع تحقيق أهدافه، وفي حال كان تجاوز المشكلات أو العقبات صعباً فلا بأس من طلب المساعدة، ومن الضروري أن يفكر الإنسان بإيجابية وأن يؤمن أنّ أمره كله خير، وأنّ الله يرزقه الخير، فيسعى بتفاؤل دون أن يكون سلبياً أمام كل عقبة.

خلال رحلة تحقيق الأهداف -ومع أهمية المثابرة والإصرار- النجاح يكمن في التوازن، إذ إنّ التوازن بين الحياة العملية والحاجات النفسية أمر مهم جداً في ذلك، فمن الضروري مثلاً أن يخصص الإنسان وقتاً للاستمتاع مع العائلة والأصدقاء، وأن يخصص لنفسه مكافأة ولو كانت بسيطة عند كل هدف يحققه، بشراء ملابس جديدة، أو الخروج إلى مطعم لتناول وجبته المفضلة مع صديق، وغيرها من الأفكار التي تحفز للاستمرار. 

المراجع
[1] betterup.com, 10 tips to set goals and achieve them
[2] novoresume.com, 12 Proven Strategies for Achieving Your Goals in 2024
[3] lucemiconsulting.co.uk, Goal Setting: How to Set And Achieve Your Goals
[4] verywellmind.com, How to Achieve Goals
[5] uk.indeed.com, How To Be Successful and Achieve Your Personal Goals