جار التحميل...
ويمكن أن يدفع هذا النوع من الفوبيا أو الخوف الشديد المُصابين إلى متابعة حالة الطقس بهَوَس وترقُّب شديدَين، أو يُسبِّب لهم نوبات الهلع عند مشاهدة البرق، أو سماع صوت الرعد.
وتُعَدّ (الأسترافوبيا) من أنواع الفوبيا الشائعة، وغالباً ما تُصيب الأطفال، إلى جانب البالِغِين، بنِسَب متفاوتة، وتزداد احتمالية الإصابة لدى الأشخاص المُصابين بحالات أخرى مُتعلّقة بالقلق، أو الاكتئاب، أو الذين تعرّضوا سابقاً لصدمة شديدة مُرتبِطة بالطقس، أو الأشخاص الذين لديهم فرد آخر في عائلتهم مُصاب بالرُّهاب نفسه.
وقد لا يكون للعاصفة الرعدية تأثير فعلي في الأشخاص، إلّا أنّ المُصابين بهذا النوع من الرُّهاب يشعرون بتهديد مباشر عند سماع صوت الرعد، ويشعرون أيضاً بقلق شديد، وقد يُصابون بتسارُع في ضربات القلب، أو التعرُّق، أو الارتعاش، أو الدوخة، الأمر الذي يجعلهم بحاجة إلى المساعدة؛ كي يتمكَّنوا من التعايُش مع خوفهم، وإدارته إدارة صحيحة.
توعية النفس بالعواصف الرعدية وأسبابها وآليات تشكلها تُعد خطوة مهمة لمن يُعانون من رهاب الرعد، ففهم أن الرعد ظاهرة طبيعية لا تشكل تهديداً مباشراً، ويُمكن ببساطة تجنب أضرارها، قد يُساعد في تخطي هذا الخوف، والشعور بالأمان في المنزل.
كما أن تجهيز بيئة منزلية آمنة ومريحة أثناء العواصف الرعدية تُساعد في تهدئة القلق، وذلك من خلال الابتعاد عن النوافذ، وتغطيتها بالستائر، إلى جانب الاستماع إلى برامج أو بودكاست عبر سماعات الرأس بصوت جيد؛ لصرف الانتباه عن صوت الرعد.
يُمكن أيضاً التواصل مع العائلة أو طرح قضية للنقاش خلال العاصفة كوسيلة فعالة لتشتيت الانتباه، ويُمكن اللعب مع الحيوانات الأليفة في حال امتلاكها فهذا يُساعد في تهدئة الأعصاب.
طرق لعلاج فوبيا الرعد
عادة ما يتشابه علاج رُهاب الرعد مع أساليب معالجة أنواع الرُّهاب الأخرى، وقد يتَّبِع المُعالِج أو مُقدِّم الرعاية الصحّية استراتيجيات متنوعة للعلاج، ويمكن أن تشمل ما يأتي:
تُعَدّ استراتيجيات العلاج السلوكي المعرفي من الأساليب الأساسية التي يعتمدها الطبيب، ويتضمّن هذا النوع من العلاج خطوات عِدَّة، منها: تعليم المريض بعض العبارات والكلمات التي ينبغي عليه ترديدها أثناء العواصف الرعدية، بوصفها رسائل مُهدِّئة تساعده في السيطرة على مشاعر الخوف، إلى جانب تعليمه كيفية تعزيز حديثه الإيجابي مع نفسه، وقد يلجأ الطبيب أيضاً إلى تمارين التصوُّر؛ لتعليم المريض كيف يُهدِّئ مخاوفه.
ينتمي هذا النوع من العلاج إلى تقنيات العلاج السلوكي المعرفي، ويساعد على تحقيق الشعور بالراحة والاطمئنان تدريجياً عند مواجهة مُسبّبات الخوف، وعند تطبيق العلاج بالتعرُّض؛ لتقليل الخوف الشديد من الرعد، يُتيح الطبيب للمريض النظر إلى بعض الصور التي تُمثّل المطر والعواصف الرعدية، أو الاستماع إلى أصواتها؛ ممّا يمنح المريض الفرصة للتدرُّب على كيفية التفاعل بهدوء عند سماعها في الحياة الواقعية.
قد تكون إحدى أساليب علاج رُهاب الرعد أن يتعلّم المريض تقنيات إدارة الإجهاد واستراتيجيات التكيُّف؛ ممّا يساعد على تقليل أعراض القلق التي يشعر بها.
ويمكن ممارسة التمارين الهوائية، مثل القفز، في الأوقات التي يشعر فيها بالخوف أو التوتُّر، أو استخدام تقنيات التنفُّس العميق التي تُسهم في تحقيق الهدوء، ويُنصَح بالذهاب في نزهة قصيرة، والمشي بعض الوقت في الهواء الطَّلق بعد انتهاء العاصفة، أو نوبة الخوف؛ ممّا يُسهِم في طمأنة النفس بأنّ كلّ شيء على ما يرام، ويُعزِّز الشعور بالأمان.
في بعض الأحيان، تُوصَف الأدوية من قِبَل الطبيب المُختَصّ؛ لمساعدة المرضى في التعامل مع الأعراض الحادَّة للخوف؛ إذ قد يوصي الطبيب بتناول مُضادّات الاكتئاب، والأدوية المُضادّة للقلق؛ لمساعدة المريض في إدارة القلق والتحكُّم فيه؛ ممّا يمنع مشاعر الخوف من السيطرة على المريض، أو التأثير سلباً في حياته اليومية.
وعادةً ما تُستخدَم هذه الأدوية جنباً إلى جنب مع العلاج النفسي التقليدي؛ ممّا يُعزِّز فعالية العلاج، ويُسهِم في تحسين جودة الحياة عُموماً.
المراجع
[1] my.clevelandclinic.org, Astraphobia (Fear of Thunder and Lightning)
[2] verywellmind.com, What Is Astraphobia?
[3] medicalnewstoday.com, What to know about astraphobia