جار التحميل...
وقد يُؤدّي الخوف المُفرِط من المسؤولية إلى إهمال الشخص واجباته وعدم تأديتها؛ ممّا يُسبِّب العديد من المشكلات، ويُعطِّل مصالح الآخرين، وقد ينعكس ذلك سلباً على الأداء الدراسي أو المهني، بالإضافة إلى حدوث مشكلات عائلية.
يمكن أن ينشأ هذا النوع من الرُّهاب نتيجة التعرُّض لحَدَث صادم في الماضي مُرتبِط بتحمُّل إحدى المسؤوليات، أو بسبب فشل في تحمُّل مسؤولية مُعيَّنة أدّى إلى عواقب وخيمة؛ ممّا يُشعر الشخص بالخوف الشديد كلَّما وجد نفسه في موقف مشابه.
وقد يُصاب بعض الأشخاص بالخوف الشديد من المسؤولية إن كانوا أطفالاً مُدلَّلين في الماضي؛ إذ يكونون قد اعتادوا الاتِّكالية ولم يتحمَّلوا أيّ واجبات، وهذا الأمر قد يُشعرهم بقلق جديد عندما يُضطرّون إلى تحمُّل مسؤوليات جديدة وهم أكبر سِنّاً.
وتنقسم أعراض رُهاب المسؤولية إلى نوعَين؛ نفسية، وجسدية، وتختلف شِدّتها من شخص إلى آخر، وتشمل الأعراض النفسية الشُّعور بقلق مُفرِط وخوف شديد من تحمُّل المسؤوليات، بالإضافة إلى الشُّعور بالذعر عند مواجهة التحدّيات، إلى جانب الإحساس بالعجز وقلّة الحيلة في بعض المواقف، ومواجهة صعوبة في التركيز واتِّخاذ القرارات، وقد يترافق ذلك مع الأرق وسرعة الانفعال؛ ممّا يُؤدّي إلى تراجع احترام الذات والثقة بالنفس.
أمّا الأعراض الجسدية لرُهاب المسؤولية، فقد تتضمّن تسارع ضربات القلب، والشعور بضيق التنفُّس، بالإضافة إلى التعرُّق والارتعاش، وقد يشعر الشخص أيضاً بالغَثَيان والدوخة، بالإضافة إلى الصداع، والتوتُّر العضلي.
للتعامل مع هذا الخوف؛ من المهم السعي لزيادة الثقة بالنفس والإمكانيات، وبالتالي تعزيز الإيمان بالقدرة على تحمل المسؤولية، إذ يُمكن البدء بتحديد نقاط القوة، واستحضار الإنجازات السابقة التي تَم تحقيقها، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، إذ يسهم ذلك في تعزيز إيمان الفرد بقدراته.
إلى جانب الحرص على طلب ملاحظات إيجابية من أشخاص محل ثقة، حيث تساعد هذه الملاحظات البناءة في تحسين الصورة الذاتية، والتركيز على وضع أهداف واقعية قابلة للتحقيق وتقسيمها إلى خطوات صغيرة، مما يتيح تنفيذها والشعور بالإنجاز مع كل خطوة، وبالتالي يعزز الثقة بالنفس تدريجياً، ومن المهم تذكُّر أنّ الثقة بالنفس ليست حالة ثابتة، وإنما مهارة تتطور بالممارسة والصبر.
لحل عدم تحمُّل المسؤولية والخوف الشديد منها يمكن أن يُوصي الطبيب النفسي المُعالِج بتطبيق واحدة أو أكثر من استراتيجيات العلاج الآتية:
ويشمل هذا العلاج تحديد نوعية الأفكار والمعتقدات التي يحملها الشخص عن المسؤوليات، ومساعدته في تطوير توقُّعات واقعية، وتحديد أهداف قابلة للتنفيذ، مع مساعدته في تعلُّم أساليب الاسترخاء وتطبيقها؛ لإدارة مشاعر القلق والتوتُّر لديه، إلى جانب مساعدته في ممارسة مهارات حلّ المشكلات؛ للتعامل مع المسؤوليات بفاعلية.
يساعد هذا النوع من العلاج على مواجهة المخاوف المرتبطة بالمسؤولية والتغلُّب عليها؛ إذ يُنشئ الطبيب المُعالِج تسلسُلاً هرميّاً لمجموعة من المسؤوليات مُرتَّبة من الأسهل إلى الأصعب؛ للتدرُّب على تحمُّل هذه المسؤوليات تدريجيّاً، مع تلقّي التشجيع والدعم.
بالإضافة إلى منح الشخص نفسه مكافأة بعد إتمام كلّ مَهمَّة قبل الانتقال إلى المَهمّة التالية، وعند شعوره بالقلق أثناء تأدية هذه المَهامّ، قد يحتاج الشخص الذي يعاني هذا الرُّهاب إلى ممارسة تمارين الاسترخاء، ومن الممكن أن يُجرِّب هذا العلاج فرديّاً؛ إذ يمكنه وضع سلسلة من المَهامّ المُتدرِّجة، والبدء بإنجازها بمفرده، مع الاستعانة بالدعم من المحيطين به.
يُنصَح الشخص الذي يخاف بصورة مفرطة من المسؤوليات بالبحث عن مجموعات دعم تُركِّز بصورة خاصَّة على القلق أو الرُّهاب، أو الانضمام إلى جلسات يجتمع فيها أفراد يواجهون تحدِّيات مُشابِهة؛ إذ يُتيح ذلك تبادل الأفكار والخبرات والمشاعر تحت إشراف مُتخصِّص؛ ممّا يُعزّز التواصل والفهم الجماعي.
وتساعد مجموعات الدعم على تعزيز الشعور الفرد بأنّه ليس وحده مَن يواجه مثل هذه المخاوف، وتعلّمه التعاطف مع الآخرين، وتُغيّر طريقة تفكيره، ويُسهم هذا التفاعل الاجتماعي في رفع مستوى الوعي الذاتي أيضاً؛ ممّا ينعكس إيجاباً على قدرته في التعامل مع الضغوطات المختلفة.
بالإضافة إلى أنّ هذه المجموعات قد تُسهِم في تقديم استراتيجيات عملية للتغلُّب على المشاعر السلبية؛ ممّا يُعزِّز قدرة الفرد على مواجهة التحدِّيات.
في بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى وصف أدوية مُعيَّنة تساعد الشخص على التحكُّم في مشاعر الذعر أو القلق الشديد، أو تخفيف الأعراض الجسدية لرُهاب المسؤولية؛ ممّا يُسهم في تخطّي المواقف الصعبة بنجاح، مع ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب، والالتزام بخُطط العلاج الأخرى المُصاحِبة للعلاج الدوائي.
المراجع
[1] fleethypnosis.com, Hypengyophobia: The Fear of Responsibility
[2] hypnomanchester.co.uk, Hypengyophobia or Hypegiaphobia Fear of responsibility
[3] drlogy.com, Hypegiaphobia: The Fear of Responsibility