جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
رحلة التحوّل الشخصيّ

صفات الشخصية الضعيفة وكيفية تقويتها

04 أغسطس 2024 / 11:35 AM
صفات الشخصية الضعيفة وكيفية تقويتها
download-img
تُعبِّر الشخصية عن هويّة الإنسان وتُميِّزه عن غيره، وهي عامل مُهِمّ لتقييمه والحكم عليه من قِبَل الآخرين، كما أنَّها الأساس لتكوين العلاقات والاندماج في مختلف جوانب الحياة، ويعتمد النجاح أو الفشل -فيما سبق- على نوع الشخصية؛ فإمّا تكون قويّة، وواثقة، وذات أهداف واضحة، وطموح عالٍ، أو ضعيفة ومهزوزة، تُقدِّم الآخرين عليها، وتجعل لآرائهم ورغباتهم أولويّةً عليها.

ولحُسن الحظّ، لا تُعَدّ قوَّة الشخصية صفة ثابتة أو لازمة، بل يُمكن اكتسابها، والتخلُّص من الضعف؛ بتنمية الذات، وتطويرها، واكتساب مهاراتٍ أقوى وأفضل، كما ذكر الدكتور ياسر الحزيمي -المُدرِّب في تطوير الذات والتنمية البشريّة- في كتابه "الشخصية القوية"؛ إذ قال: "قُوَّة الشخصية تنمو وتزداد أحياناً، وتضعف وتنقص أحياناً، كشجرةٍ تنمو إن سقيناها بماء التشجيع، والتحفيز، والمبادرة، وتَصفَرُّ أوراقها إن سُلِِّطَت عليها حرارة شمس الذمّ، والرفض، والتهميش…".

6 صفات رئيسية في الشخصية الضعيفة

فيما يأتي مجموعة من أهم السمات التي تتصف بها الشخصية الضعيفة وتجعلها في حالةٍ من العجز:

قِلَّة الثقة بالنفس والشعور بالدونية

تُعاني الشخصية الضعيفة من تدنّي احترام الذات، والشعور بالنقص والدونيَّة في معظم الأوقات؛ فهي شخصية مهزوزة تتحسَّس من النَّقد وآراء الآخرين، وتتَّصِف بتقليلها قدرات الذات وإمكاناتها، وتركيزها على السلبيات ونقاط الضعف، ومقارنة النفس بالآخرين دائماً، وإشعارها بأنَّها أقلّ قيمة منهم، ولا تستَحِقّ حتى الثناء أو التقدير، ويظهر ذلك في الحياة الشخصية؛ من خلال الشعور بعدم الاستحقاق للحُبّ أو السعادة مثلاً، ممّا يُؤثِّر سلباً في العلاقات مع الآخرين.

الخوف من الفشل وخوض التحديات

تُفضِّل الشخصية الضعيفة البقاء في منطقة الراحة بدلاً من خوض تجارب وتحدِّيات جديدة، وقد يظهر ذلك في أبسط جوانب الحياة؛ كتجنُّب التعبير عن الرأي في العلاقات الاجتماعية؛ خوفاً من الانتقاد، أو الانسحاب من المواقف الصعبة أو التنافُسِيَّة في العمل؛ خوفاً من الشعور بالفشل، وعدم القدرة على تحقيق النتائج المَرجُوَّة، أو التركيز فقط على أداء المَهامّ السهلة والروتينية في الحياة الشخصية، وتجنُّب المُخاطَرة بأيّ عمل جديد.

التردد وعدم القدرة على اتِّخاذ القرار

يظهر التردُّد في الشخصية الضعيفة من خلال عدم القدرة على اتّخاذ القرارات بسرعة وفعاليّة، حتى في أبسط الأمور، إضافة إلى الاستغراق مُدَّة طويلة في التفكير بمختلف الخيارات والاحتمالات دون الوصول إلى قرارٍ نهائيّ؛ كالتأخُّر عن موعدٍ مُهِمّ بسبب التردُّد في اختيار الملابس التي يُراد ارتداؤها، أو التردُّد في قول "لا" عند عدم القدرة على رفض طلبٍ من الآخرين حتى لو كان على حساب الاحتياجات والتفضيلات الشخصيَّة.

التبعية والافتقار إلى المبادرة

تميل الشخصية الضعيفة إلى عدم إنجاز أيّ عمل حتى يُطلَب منها ذلك مُباشَرة، وهي تميل أيضاً إلى المُوافَقة دائماً على آراء الآخرين دون تفكير حتى لو كانت مُخالِفة المُعتقَدات والرغبات الشخصية، بدلاً من المُبادَرة واتِّخاذ الخطوات اللازمة من تلقاء ذاتها والتعبير عن الرأي بحُرِّيّة؛ إذ تتَّصِف بالافتقار إلى صفات القيادة والمُبادَرة، واالانتظار الدائم للتوجيه من قِبَل الآخرين، إلى جانب التهرّب من تحمّل المسؤوليّة مهما كانت بسيطة. 

التذمّر والسلبية

تفتقر الشخصية الضعيفة إلى الدافع، والطموح، والهِمَّة، والنشاط؛ إذ تميل إلى الكسل، والتشاؤم، والتفكير بطريقةٍ سلبية، والاعتقاد بأنّ الأمور لا تسير على نحوٍ صحيح، وأنَّه لا فائدة من بذل أيّ جُهد للتحسين، بالإضافة إلى كثرة التذمُّر، والشكوى المُستَمِرَّة من أبسط الأمور، ممّا ينعكس سلباً على تطوير الذات وتحقيق الأهداف.

العُزلة وتجنّب المواقف الاجتماعية

تتَّصِف الشخصية الضعيفة بكونها انطوائيَّة تميل إلى العُزلَة الاجتماعية، والابتعاد عن الآخرين، وعدم مُخالَطَتهم؛ إذ تُفضِّل البقاء وحدها، وعدم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية؛ خوفاً من التعرُّض للحُكم أو النَّقد، كما تشعر بعدم الارتياح لدى وجودها برفقة مَن لا تعرفهم، وتُواجه صعوبةً أيضاً في تكوين الصداقات، وبناء علاقاتٍ ناجحة وفَعّالة.

من الضعف إلى القوة: طُرق فعّالة لتقوية الشخصية الضعيفة

هناك عِدَّة طرق فَعّالة يمكن اتِّباعها لتقوية الشخصيَّة الضعيفة، ممّا يساعد على بناء الثقة بالنفس، وتحقيق النجاح في مختلف جوانب الحياة، ومنها ما يأتي:

تقوية الإيمان بالله عز وجل والتوكل عليه

لا شَكّ في أنَّ قُوَّة الإيمان بالله -عزَّ وجلَّ- من أهمّ الخطوات التي يجب التمتُّع بها لبناء شخصيَّةٍ قويَّة مُتَّزِنة بعيدة عن الضعف والعَجز؛ فمن شأن ذلك أن يمنح شُعوراً بالأمان والاطمئنان لدى مُواجَهَة الصُّعوبات والتحدِّيات المختلفة في الحياة، وهو يُحفِّز على العمل الجادّ، والسَّعي إلى تحقيق الأهداف؛ لأنَّ المؤمن يعلم أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- سيبارك له في جهوده، ويُوفِّقه إلى الطريق الصحيح، كما أنّ لحُسن الظنّ بالله -سبحانه وتعالى-، والتوكُّل عليه، دور كبير في التغلُّب على مشاعر اليأس، والضعف، والإحباط، ممّا يمنَحُ شُعوراً بالإيجابيَّة والتفاؤل.

التركيز على نقاط القوة وتعزيز الثقة بالنفس

للتخلُّص من الأفكار السلبية في الشخصية الضعيفة، لا بُدَّ من التفكير بأخرى إيجابيَّة؛ من خلال التركيز على نقاط القوة، وتقدير الذات، والرضا عن العيوب والمَحاسن؛ سواء في الشكل، أو القُدرات، أو الإمكانات، دون الاكتراث لرأي الآخرين وتقييمهم، بالإضافة إلى الثقة بالنفس بالمعنى الحقيقي؛ أي الشُّعور بالقدرة على إنجاز هدف ما مع امتلاك تلك القدرة في الواقع، وأخيراً وضع أهداف واقعية قابلة للتحقيق، والالتزام بإنجازها مهما كانت بسيطة وصغيرة.

الاهتمام بالمظهر الخارجيّ ولغة الجسد

يُعطي كلٌّ من المظهر الخارجي ولغة الجسد انطباعاً أوَّليّاً قويّاً عن الشخص؛ لذا فإنَّ ارتداء ملابس أنيقة ومُتَناسِقة، والاهتمام بنظافة الجسم، وتسريح الشَّعر، وحتى مُمارَسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي، كُلّ ذلك يزيد الشعور بالثقة بالنفس والجاذبيَّة، وكذلك الحال بالنسبة إلى لغة الجسد الواثقة والمُتَّزِنة؛ كالوقوف بقامةٍ مُنتَصِبة، وشَدّ الكتِفَين إلى الخلف، ورفع الرأس، والنظر إلى عيون المُخاطَب بالكلام مع ابتسامةٍ لطيفة ومُريحة، وحركات يدَين مُتَّسِقة وهادِئة. 

الخروج من منطقة الراحة 

لتقوية الشخصية الضعيفة، ينبغي الخروج من منطقة الراحة، وكسر حاجز الخوف والتردُّد؛ بالانفتاح على تعلُّم مهارات جديدة، وخوض تجارب غير مُعتادة، مثل الالتحاق بدورةٍ تدريبيَّة لتعلُّم مهارةٍ مُعيَّنة، أو المشاركة في أنشطة اجتماعية وأعمالٍ تطوُّعيَّة، أو حتى السفر والتعرُّف إلى ثقافاتٍ أخرى وأشخاص جُدد.


وختاماً، لا بُدَّ من التذكُّر دائماً أنَّ الكمال لا يكون إلّا لله -عزَّ وجلَّ-، وليس هناك إنسان كامل دون أيّ نقاط ضعف، وأنّ السَّعي المُستَمِرّ؛ بهدف تطوير الذات، والصبر، والمُثابَرَة، وعدم الاستسلام مهما كانت التحدِّيات والصعوبات، هو ما يُميِّز الشخصية القوية والمُتمَيِّزة فعلاً، ويُشار إلى أهمِّيَّة عدم التردُّد في طلب المساعدة والدَّعم من العائلة والأصدقاء، وحتى الأخصّائيِّين والمُستَشارين النفسيِّين -إن لَزِم الأمر-.

 



المراجع
[1] google.jo/books, الارتقاء بشخصيتك للقمة - كيف تجعل من شخصيتك مميزة بين الناس
[2] believeinmind.com, What is a Weak Personality-14 Causes for Weak Personalities
[3] luckcollective.com, 14 Causes for Weak Personalities: Unraveling the Mystery of What Defines a Weak Personality
[4] wikihow.com, How to Strengthen Character
[5] noor-book.com, الشخصية القوية

August 04, 2024 / 11:35 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.