جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
الانفتاح على التغيير والتحديات

ما أهمية الخروج من منطقة الراحة؟ وكيف يمكن الخروج بدون صعوبات؟

24 يوليو 2024 / 12:35 PM
ما أهمية الخروج من منطقة الراحة؟ وكيف يمكن الخروج بدون صعوبات؟
download-img
عند الاستمرار في الحياة بشكلٍ روتيني والقيام بالأعمال ذاتها مراراً وتكراراً دون وجود الرغبة في المخاطرة لتجربة أمورٍ جديدة واكتشاف الإمكانيات والقدرات والشعور الوهمي بالأمان والاستقرار التام، فعندها يُمكن القول إن ذلك هو فخ "منطقة الراحة (Comfort Zone)"، إذ على سبيل المثال، قد يُفضّل البعض الحفاظ على منصبٍ وظيفي بسيط لعدة سنوات على المغامرة في تطوير المهارات المهنية والحصول على منصبٍ أفضل، أو حتى تجنّب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة لعدم الرغبة في التعامل مع الآخرين والشعور بالراحة عند العزلة والبقاء بعيداً عنهم.

وعلى الرغم من أنّ البقاء في منطقة الراحة قد يكون أسهل وأكثر أماناً، إلّا أنّه يجب الخروج منها في أسرع وقت، وخاصة في حال البحث عن مستقبل وحياة أفضل فيما بعد؛ إذ لا يُمكن تحقيق الأهداف في المستقبل ببقاء الحال على ما هو عليه ببساطة؛ فالأمر يحتاج إلى بعض الجرأة والمواجهة، وعدم الخوف من التغيير أو الفشل، ويمكن في ما يأتي التعرّف أكثر على أهمية ذلك، وكيف يُمكن تحقيقه بسهولة.

لماذا يجب الخروج من منطقة الراحة؟

لتعزيز الثقة بالنفس وتحقيق الذات

تساعد المخاطرة في القيام بأعمالٍ مختلفة خارج منطقة الراحة، ودفع النفس إلى ما هو أبعد من حدودها الجسدية، والعقلية، والعاطفية، على اكتشاف القدرات والإمكانيات، واكتساب مهاراتٍ وخبراتٍ جديدة، مما يُولِّد شعوراً إيجابيّاً تجاه الذات، ويُعزز من احترامها وتقديرها، حيث يجد الشخص نفسه أكثر كفاءة وقدرة على القيام بأمور أخرى جديدة لتحقيق الذات والطموحات.  

لتنمية النفس والتغلّب على الخوف من الفشل

لا شكّ في أنّ الخوف من الفشل وتفضيل البقاء في منطقة الراحة يُعدّ أكبر عائقاً أمام تنمية النفس وتطويرها وتحقيق الأهداف والتميّز والإبداع في الحياة، فقد تصبح الإخفاقات في الحياة عائقاً كبيراً أمام النمو والرغبة في التجربة من جديد، ولكن في الواقع، لا بدّ من إدراك أنّه لا يُوجد تعلّم وتجربة دون صعوباتٍ أو أخطاء، وفي حال الرغبة في الاستمرار بالنمو والتطوّر، يجب التغلّب على الخوف من الفشل والخروج من منطقة الراحة! 

لتحسين الراحة النفسية والقدرة على التكيّف

عند محاولة الخروج من منطقة الراحة، والتصميم على مواجهة التحديات المختلفة، تزداد القدرة على التعامل مع الضغوطات والصعوبات في الحياة بشكلٍ أفضل، إلى جانب المرونة والقدرة على التكيّف أكثر مع التغيّرات المختلفة، مما ينعكس إيجاباً على الصحة النفسية، ويقلل من التوتر والقلق.  

وتُؤكّد الدراسات على فوائد الخروج من منطقة الراحة، حيث أظهرت دراسة أجرتها مجلة اضطرابات الطلاقة الكلامية (Fluency Disorders) عام 2019م أنّ مواجهة المواقف التي تُسبب الخوف والقلق بشكلٍ متكرر، تُساعد في السيطرة على الذات والتحكّم بالمشاعر بشكلٍ أفضل، وتُقلل من الشعور بالتوتر مع مرور الوقت.
 
أفضل الطرق وأسهلها للخروج من منطقة الراحة 

تحديد الأهداف بكلّ وضوح

عند وضع أهداف واضحة ومحددة في الحياة مهما كانت بسيطة، فإنّ ذلك يمنح شعوراً بالتحفيز للخروج من منطقة الراحة؛ لذا يُنصَح أولاً بسؤال النفس مثلاً ما الذي يجب فعله لتحقيق الأفضل؟ أو لتحقيق النجاح في الوظيفة؟ أو حتى في العلاقات مع الآخرين؟ ثمّ تحديد الأهداف بناءً على ذلك، ووضع خطة فعّالة لتحقيقها، وعلى سبيل المثال، عند الحاجة إلى تطوير المهارات المهنية للحصول على وظيفةٍ أفضل، يُمكن وضع هدف بسيط؛ كالاشتراك في دورةٍ تدريبية قصيرة. 
تحدّي الذات بين الحين والآخر

في غياب التحدي هناك راحة، وفي وجود الراحة لا وجود للتغيير ببساطة؛ لذا يُنصَح بتحفيز النفس ومحاولة تحدّي الذات لتطويرها وتغييرها نحو الأفضل لتجاوز المخاوف والحدود التي يضعها الإنسان أمام نفسه.

ومن التحديات البسيطة التي يُمكن القيام بها في هذا الصدد؛ قراءة كتابٍ جديد، أو الاستماع إلى برامجٍ صوتية ممتعة حول موضوعٍ معين (بودكاست)، أو ممارسة نوع جديد من الرياضة، أو تعلّم مهارة جديدة تزيد الإنتاجية والقدرة، مثل: تنظيم الوقت، أو التخطيط، أو الاندماج في أنشطةٍ مختلفة تتعلّق بالفنون، أو العلوم، أو غير ذلك؛ وذلك بهدف تطوير المواهب والاهتمامات، أو حضور ورش تدريبية متنوعة، أو المشاركة في الأعمال التطوعيّة، أو التعرّف على أشخاصٍ جُدد ومشاركتهم في القيام ببعض الأنشطة والتحديات الممتعة، كما يُمكن السفر إلى أماكنٍ جديدة وخوض بعض المغامرات والتجارب الممتعة. 

تجنّب الروتين في الحياة اليومية

قد يكون الروتين جيّداً في بعض الأحيان للحفاظ على حالةٍ مستقرة ومنظمة، إلّا أنّ الخوف هنا من أن يتحول إلى منطقة راحة يَصعُب الخروج منها؛ لذا يُنصَح بكسر الروتين من فترةٍ إلى أخرى، وممارسة أنشطةٍ مختلفة، وتغيير بعض العادات اليومية، فعلى سبيل المثال، يُمكن كسر الروتين بالخروج للعمل في أماكن غير معتادة ؛ كالمقهى، أو الحديقة، أو غير ذلك عند العمل عن بُعد بدلاً من العمل في المنزل كل يوم.

الاعتراف بالمخاوف ومواجهتها

لا شيء يُعيق الخروج من منطقة الراحة أكثر من الشعور بالخوف؛ سواء الخوف من الفشل، أو التغيير، أو تحمّل المسؤولية، أو حتى المواجهة؛ لذا من الضروري تحديد المخاوف التي تُعيق التقدّم والإنجاز في الحياة، ثمّ وضع خطة واضحة لمواجهتها والتخلّص منها، فعند رفض استلام مشروعٍ ما في العمل على سبيل المثال، يُمكن التوقف للحظة وسؤال النفس عن السبب الحقيقي وراء ذلك؛ هل هو لضيق الوقت فعلاً؟ أم بسبب الخوف من عدم تحقيق النتائج المطلوبة والفشل أمام الزملاء؟ أم غير ذلك؟ 

السماح للنفس بالتعلّم من الخطأ

لا بدّ من مراجعة النفس عند محاولة البقاء في منطقة الراحة لتجنب الوقوع في أيّة أخطاء، والحرص على التخلي عن هذا المبدأ تماماً؛ فالخطأ وارد بلا شك عند محاولة القيام بشيءٍ ما جديد خارج حدود المهارات والقدرات الشخصية، ولكنّه ليس مهماً بحدّ ذاته بقدر التعلّم منه والنظر إليه كفرصة للتطوّر والتحسّن؛ لذا يُنصَح بالابتعاد عن المثالية، والتعامل مع النفس برفقٍ ولطف أكثر، والسماح لها بالتجربة والتعلّم من الخطأ إن وقعت فيه. 

المراجع

[1] realsimple.com, The Powerful Benefits of Stepping Outside Your Comfort Zone
[2] hartsteinpsychological.com, 5 REASONS TO LEAVE YOUR COMFORT ZONE
[3] scienceofpeople.com, 50+ Best Ways You Can Step Out of Your Comfort Zone
[4] betterup.com, How to get out of your comfort zone (in 6 simple steps)
[5] wikihow.com, 18 Best Strategies to Get Out of Your Comfort Zone

July 24, 2024 / 12:35 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.