جار التحميل...
ويُعَدّ تحديد الأهداف من أهمّ أُسس النموّ والتطوّر الذاتي؛ إذ يُوفّر رؤية أفضل للمستقبل، ويُعزّز التركيز والإنتاجية، ويُحفّز على العمل الجاد والمُثابرة، ممّا يزيد فرص تحقيق الطموحات، وتعزيز الثقة بالنفس، والشعور بالإنجاز، وتحسين نوعية الحياة بشكلٍ عامّ، ولتحديد الأهداف بطريقةٍ دقيقة وفعّالة تجعلها قابلة للتحقيق والإنجاز، يُفضَّل استخدام إحدى استراتيجيات تحديد الأهداف، ومن أهمّها ما يأتي:
تُعَدّ استراتيجية الأهداف الذكية من الطُرق الفعّالة في تحديد أهداف قابلة للتحقُّق، وزيادة فرص النجاح، وهي تعتمد على معايير مُحدَّدة يُرمَز لها اختصاراً بـكلمة "SMART"، والتي يُحدِّد كلّ حرف فيها صفة من صفات الهدف الذكي والفعّال، وتشمل أن يكون واضحاً ومُحدَّداً بدِقَّة "Specific"، وقابلاً للقياس والتقييم "Measurable"، وواقعياً وقابلاً للتحقيق ضمن حدود القدرات والإمكانيات "Achievable"، بالإضافة إلى كونه مُتوافِقاً مع القِيَم والطموحات على المدى القريب والبعيد "Relevant"، وأخيراً أن يكون مُحدَّداً بفترةٍ زمنية مُعيَّنة "Time bound".
وعلى سبيل المثال، بدلاً من القول بصورة عامّة: "أريد أن أُحسِّن لياقتي البدنية"، يُمكن تحديد الهدف بدقَّة أكبر بحيث يكون قابلاً للمُتابَعة والقياس، بالقول مثلاً: "سألتزم بممارسة التمارين الرياضية مدَّة 40 دقيقة خمس مرات في الأسبوع"، مع مراعاة أن تكون مُدَّة التمرين مناسبة للوضع الصحّي ومستوى اللياقة البدنية الحاليّ، ثمّ وضع خطّة لتتبُّع الإنجاز ضمن فترة زمنية مُعيَّنة؛ كأن تكون شهراً أو أكثر.
تتضمّن استراتيجية ووب "WOOP" تحديد الأهداف، وتعزيز الوصول إليها وتحقيقها، بأربع خطوات أساسية؛ تبدأ بتمنّي هدف مثير للاهتمام "Wish"، وصياغته بطريقةٍ إيجابية ومُحفِّزة للتقدُّم نحو الأمام، ثمّ تخيُّل النتيجة وتحقُّق الهدف "Outcome"، مع المشاعر الإيجابية المُرتبِطة بذلك؛ كالسعادة، والرضا، والفخر، وبعد ذلك، لا بُدَّ من التفكير قليلاً في العقبات والتحدِّيات "Obstacle" التي يُمكن أن تحول دون بلوغ الأهداف بطريقةٍ واقعية وصادقة، وأخيراً وضع خطّة "Plan"؛ للتغلُّب على تلك العقبات، وتحقيق الهدف المطلوب ضمن فترة زمنية مُعيَّنة.
ولتتَّضح الصورة أكثر، يُمكن تحديد هدف أو أمنية، مثل: "أُريد أن أُصبح كاتباً ناجحاً"، ثمّ تخيُّل النتيجة ومدى السعادة والفخر عند نشر الكتاب الأوّل، إلّا أنّ بعض العقبات قد تُعيق الوصول إلى هذا الهدف، مثل عدم وجود الوقت الكافي للكتابة؛ بسبب مسؤوليات العمل والمنزل، ولتجاوز هذه العقبات، يجب وضع خطّة تتضمّن مثلاً تخصيص ساعة واحدة يومياً للكتابة مهما كانت الظروف والانشغالات.
تُعَدّ استراتيجية الأهداف الكبيرة والجريئة والطموحة "Big Hairy Audacious Goals" أداة قوية لتحفيز الإبداع والابتكار، وإنجاز أهداف عظيمة على المدى البعيد.
ويُقصَد بالأهداف الكبيرة والعظيمة أنّها تتخطّى القدرات، والإمكانات الحالية، والتوقُّعات المُعتادة، وتسعى إلى إحداث تغييرٍ جذريّ، وهي جريئة أيضاً؛ فقد تبدو غير قابلة للتحقيق للوهلة الأولى، لكنّها ممكنة مع المثابرة والعمل الدؤوب، وأخيراً طموحة ومُلهِمة؛ أي تُشعل الحماس والسَّعي إلى تحقيقها؛ سواء كان ذلك على المستوى الشخصي، مثل رغبة الفرد في أن يُصبح بطلاً رياضياً عالَميّاً أو رائد فضاء، أو على المستوى المهني، مثل الرغبة في إنشاء شركةٍ مُتخصِّصة في مجال التكنولوجيا أو المُساهَمة في حلّ مشكلةٍ بيئية عالَميّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ من المهم استخدام هذه الاستراتيجية بشكلٍ صحيح؛ لضمان نجاحها، ويجب التمتُّع بثقةٍ عالية بالنفس، وامتلاك دوافع كافية لتحقيقها.
تُعَدّ استراتيجية الأهداف والنتائج الرئيسية "Objectives and Key Results" أداة فعّالة لتحديد الأهداف، وقياس نتائجها بدقَّة، وهي تعتمد على خطوتين أساسيَّتين؛ تحديد هدف واضح وقابل للتحقيق خلال فترة زمنية مُعيَّنة، ثمّ تحديد النتائج الرئيسية التي يجب تحقيقها للوصول إلى هذا الهدف بدقَّة وبطريقةٍ قابلة للقياس، ثمّ وضع خطّة عمل تتضمَّن الخطوات، والمسؤوليات، والإجراءات اللازمة لتحقيق الهدف والوصول إلى النتائج المطلوبة.
فعلى سبيل المثال، قد يكون الهدف هو تحسين مهارات إدارة الوقت في العمل، وزيادة الإنتاجية، والنتائج المُراد الوصول إليها تشمل أوّلاً استخدام تقنية بومودورو لإدارة الوقت، وزيادة التركيز والإنتاجية -والتي تعتمد على تقسيم المهامّ إلى فترات عمل قصيرة (25 دقيقة) تتخلَّلها فترات راحة قصيرة (5 دقائق)-، وثانياً تقليل وقت إنجاز المهامّ بنسبة 5%، وثالثاً الحصول على تقييمٍ إيجابيّ من المدير في التقييم السنويّ.
لا شكّ في أنّ تحديد الأهداف يُعَدّ الخطوة الأولى والأساسية في رحلة النجاح؛ لذا لا بُدّ من اتِّباع أفضل الطرق لتحديدها بدقَّةٍ وفاعلية، ومن أبرز الخطوات التي تُساعد على تحقيق ذلك، أَخذ الوقت الكافي للتفكير، وإجراء عصف ذهنيّ دون قيودٍ أو حدود، وطرح الكثير من الأسئلة الجوهرية، مثل: ماذا أريد أن أُحقِّق؟، وما هي مهاراتي ومواهبي؟، وما هي قِيَمي ومبادئي؟، وما هي احتياجاتي وظروفي الشخصية أو المهنية؟، كما يُنصَح باستشارة أشخاصٍ موثوقين وذوي خبرة، ومناقشة الأفكار والأهداف الأوّلية معهم، وأَخذ مُلاحظاتهم وتوجيهاتهم في الاعتبار.
ومن ناحيةٍ أخرى، يُنصَح بتدوين الأهداف وتثبيتها في مكانٍ يُمكن رؤيته باستمرار؛ كلوحة الملاحظات، أو حتى خلفية الهاتف، بالإضافة إلى تقسيمها إلى أهدافٍ صغيرة، خاصَّةً إن كانت كبيرة وطويلة الأمد، ممّا يجعلها تبدو أسهل، ويزيد احتمالية إنجازها، مع وضع خطّة تقييم ومتابعة بانتظام، وإجراء التعديلات إن لزم الأمر؛ لتحقيقها بسهولةٍ وسرعةٍ أكبر.
وأخيراً، لا بُدّ من التذكُّر دائماً أنّ طريق النجاح، وتحقيق الأهداف والطموحات، مليء بالتحدِّيات والعقبات؛ لذا يجب التحلّي بالصبر، وعدم الاستسلام، ومواصلة العمل بجدّ ومُثابرة؛ لبلوغ الأهداف.
[1] betterup.com, 10 tips to set goals and achieve them
[2] achieveit.com, 7 Effective Goal-Setting Techniques
[3] clickup.com, 6 Goal-Setting Strategies & Techniques to Grow Your Business
[4] getjop.com, 10 Powerful Goal-Setting Techniques to Achieve Your Objectives
[5] indeed.com, 10 Effective Goal-Setting Techniques for Achieving Your Goals