جار التحميل...
من المهم تذكّر أنّ كل ما يحدث للإنسان هو بتقدير الله تعالى وحكمته، لذا يجب الثقة بالله عز وجّل، والرضا بقضائه وقدره، فالمسلم يعلم أنّ أقدار الله تحمل الخير حتى وإن بدت في ظاهرها شراً.
فعندما يفقد الشخص وظيفته، من الطبيعي أن يشعر بالقلق بشأن المستقبل، وفي هذه الأوقات، ينصح بتكثيف الدعاء لتعزيز العلاقة مع الله تعالى، وزيادة الشعور بالطمأنينة بأنّ الله هو المدبر لكل الأمور، وسيجعل بعد العسر يسراً.
إنّ الحلّ الأول لتخطّي فقدان الوظيفة هو تقبّل المشاعر الطبيعية؛ مثل القلق، والحزن، والخوف من المستقبل، فمن المهم التعبير عنها بدلاً من كبتها، ومنح النفس الوقت الكافي للشعور بها بدلاً من محاولة قمعها.
ويمكن الاعتراف بهذه المشاعر وتقبلها من خلال التحدّث مع الأشخاص المقربين من أفراد العائلة والأصدقاء، أو تدوين المشاعر والتجارب، لفهمها وتنظيم الأفكار بصورة أفضل.
في هذه المرحلة، يجب تقبّل حقيقة فقدان الوظيفة، والتركيز على المستقبل بدلاً من الانشغال بالماضي، والتفكير في الأسباب التي أدت لفقدان الوظيفة، وذلك بالتخطيط للخطوة التالية، والبحث عن فرص جديدة.
وللمساعدة في تقبّل الواقع، يُمكن اعتبار ما يحدث "مرحلة مؤقتة"، والتفكير بأن مشاعر الخسارة الحالية هي طبيعية ومؤقتة وستتغير بإذن الله، ومن المهم أيضاً السعي لإيجاد فرص أفضل.
غالباً ما يمتد تأثير فقدان الوظيفة إلى الأشخاص المقرّبين، وتحديداً شريك الحياة والأطفال، ممّا يسبب لهم التوتّر والقلق، لذا ينبغي التحدّث معهم بصراحة حول الأمر، وما يترتّب عليه من تبعات عاطفية ومالية.
كما يُفضل شرح فقدان الوظيفة للأطفال بما يتناسب مع سنّهم ومستوى إدراكهم، وتوضيح أنّ بعض الأمور قد تتغير؛ مثل الانتظار للحصول على أشياء جديدة، مع تشجيعهم أيضاً على مشاركة مشاعرهم ومخاوفهم.
والدعم الأسري ضروري لتخفيف الأضرار النفسية قدر الإمكان؛ إذ يمكن للعائلة تقديم التشجيع والدعم والمقترحات، ومشاركة الخبرات الشخصية المختلفة، والمساهمة في تحسين المزاج، إضافة إلى رفع المعنويات، وإضفاء جوّ من الفكاهة بعيداً عن القلق والضجر والشعور بالوحدة.
تعد الشؤون المالية من أبرز المشكلات المرتبطة بفقدان الوظيفة، والمسبّبة لمشاعر التوتّر والقلق، خصوصاً عند وجود العديد من الالتزامات، لذا فإنّ وضع خطّة للتعامل معها يمكن أن يساعد على تخطّي جزء كبير من هذا التحدّي.
لذا يُوصى بالتعرّف على كافّة الحقوق المالية التي تترتّب على ترك العمل، والتي تختلف باختلاف القوانين في كلّ دولة وحسب نوع العمل سواء خاص أو حكومي، وعموماً، ينبغي التأكد من الحصول على المكافآت المستحقّة أو بدل التقاعد، والتعويضات عن الفصل التعسفيّ حال وجوده أو عن إصابات العمل، فضلاً عن بدل الإجازات المتراكمة، وأجور العمل الإضافي وغيرها، كما ينصح بمراجعة القسم المالي في الشركة أو الجهات المختصة للحصول على مزيد من التفاصيل.
ومن جهةٍ أخرى، يجب تنظيم الأمور المالية عن طريق تدوين مصادر الدخل والنفقات الرئيسية، ثمّ وضع ميزانية تتناسب مع الظرف الجديد، عن طريق تقليل أي نفقات غير ضرورية.
تعد العناية بالنفس إحدى أساسيات التخلّص من مشاعر الإجهاد والقلق، لذا يُنصح بممارسة التمارين الرياضية، وتناول الأطعمة الصحّية، والحصول على قسط جيّد من النوم، إلى جانب تجربة عدة أنشطة تقلل التوتر؛ كالتنفّس العميق، وقضاء بعض الوقت في الطبيعة، وغيرها.
كما يُمكن استغلال مرحلة الانتقال المهني في ممارسة الهوايات المفضّلة أو تعلّم هوايات أو مهارات جديدة، سواء كانت مرتبطة بالوظيفة المستقبلية، أم مجرد مصدر للاهتمام الشخصي، إذ تساهم هذه الأنشطة في تنمية الذات وتحقيق التوازن النفسي.
إنّ الانخراط في مهمّة البحث عن وظيفة يمنح الشخص شعوراً بالإنجاز والرضا عن نفسه؛ نظراً لاختياره تحمّل المسؤولية، والاستمرار في الحياة وعدم الاستسلام، وقبل البدء بالبحث يجب مراجعة الأهداف المهنية لتحديد ما إذا كان الشخص يرغب بالحصول على المهنة ذاتها، أو استبدالها بخيارات تتناسب مع مهاراته الشخصية وقيمه وطموحاته واهتماماته.
بعد ذلك، يجب على الفرد تحديد نقاط قوته وضعفه، ومعرفة المهارات والخبرات المطلوبة للمهنة الجديدة، ومن ثمّ تحسين نقاط ضعفه، وتنمية المهارات اللازمة بما يتناسب مع الدور الوظيفي الجديد، بعد ذلك إجراء التعديلات اللازمة على السيرة الذاتية أو على مواقع التوظيف التي تم الانضمام إليها.
وفي المرحلة الأخيرة، يُمكن البدء بالبحث عن الوظيفة من خلال مواقع التوظيف الإلكترونية، أو وكالات التوظيف، أو الاطلاع على الوظائف التي تعرضها الصحف المحلية أو شبكات التواصل الاجتماعي، كما يُمكن الاعتماد على الشبكة الاجتماعية والمعارف للحصول على فرص عمل.
يُمكن أن يُسبب الإجهاد الناتج عن فقدان الوظيفة مشاكل صحّية كالاكتئاب، لذا ينصح بمراقبة أعراضه في حال حدوثها؛ مثل صعوبة التركيز، والشعور بالتعب الشديد، وقلّة النوم، واضطرابات الطعام، والحزن الشديد، وفي حال عدم القدرة على تجاوز هذه الأعراض، ينبغي استشارة الطبيب المختص للتقييم والعلاج.
المراجع
[1] helpguide.org, Job Loss and Unemployment Stress
[2] mindtools.com, How to Recover From Job Loss
[3] alis.alberta.ca, How to Cope with Job Loss
[4] headspace.com, 7 ways to mentally bounce back after losing your job
[5] betterup.com, Bounce back stronger: 12 practical steps after losing your job