جار التحميل...
تقول كيت إدواردز مديرة إحدى الجمعيات التطوعية البريطانية: "التطوع هو طريقة رائعة للتميّز في الحياة، فالمشاركة في أنشطة ذات معنى وهدف سامٍ في أوقات الفراغ، تُظهر وعي الشخص، وأنّه ذو خبرة حياتية مثيرة للاهتمام"، فالعمل التطوعي يساعد على بناء مهارات من الممكن عدم الحصول عليها في مكان آخر، كما أنّه سيغرس شعور الثقة بالنفس لدى المتطوع، وربما يفتح أبواباً جديدة في الحياة المهنية.
مجالات مختلفة للأعمال التطوعية المناسبة للشباب
من المهم تشجيع الشباب على المساهمة الإيجابية في المجتمع من خلال العمل التطوعي، والتأكيد على أهمية دورهم في بناء مجتمعات أفضل، وعليه هناك خيارات متنوعة للأعمال التطوعية المناسبة للشباب تحديداً، ومن أبرزها ما يأتي:
التعاون مع الطبيعة: الأثر الصغير يُحدث فارقاً كبيراً في البيئة
إذا كنت من محبي الطبيعة ومن المهتمين بقضايا البيئة فإنّ التطوع في مجال العمل البيئي هو الطريق المثالي لبدء المشوار فيه.
تنظيف الشواطئ والغابات، وزراعة الأشجار، وإنشاء مسارات داخل الطبيعة، ونشر التوعية حول المشكلات البيئية، جميعها أعمال تطوعية يمكن المشاركة فيها في المجال البيئي.
تحتاج معظم أعمال التطوع البيئي إلى جهد جسدي، كالمشي لمسافات طويلة، وقضاء ساعات من العمل، لكن في المقابل سيكون المتطوّع جزءاً من الجهود الجماعية التي تهدف إلى حماية البيئة والحفاظ عليها للأجيال القادمة، كما أنّها ستعزّز وعيه بالبيئة ومشكلاتها.
تعليم بلا حدود: كيف يمكن التطوع كمدرس؟
هناك فرص لا حدود لها لتصبح مدرساً متطوعاً، سواء في منطقتك، أو خارجها عبر التعليم غير المباشر، وفي الحقيقة التطوع في مهنة التدريس يجعل المتطوّع مُدرّساً ومدرسة ومديراً؛ بمعنى أنّه هو المسؤول عن تنظيم جدول الدروس والواجبات والاختبارات وكل ما يتعلق بمهمة التعليم.
يمكن أيضاً البحث عن أعمال تطوعية للتعليم عبر الإنترنت، أو التدريس في مدارس محلية، أو حتى البحث عن فرص لتعليم طلاب المدارس في الدول النامية.
سواء كان التطوع في تدريس الأطفال أو الشباب فإنّه بالطبع سيساعد المتطوع على اكتساب الخبرة في الوظائف المستقبلية في التعليم، أو العمل الجماعي، أو الأعمال الخيرية.
نشر الأمل وتحقيق التغيير: التطوع في مجال التنمية الاجتماعية
يمكن القول إنّ أعمال التنمية الاجتماعية هي الأكثر تحديّاً وتنوّعاً، وغالباً يتطلّب اختيار التطوع في مجال تطوير المجتمع الانضمام إلى مؤسسات أو منظمات خيرية لمساعدة الآخرين بطرق كثيرة، مثل توزيع الطعام، أو توفير أماكن للعيش للمحتاجين، أو مساعدة الناجين من الكوارث الطبيعية.
ومن الأمثلة على هذا النوع من التطوع البرنامج الوطني التطوعي لحالات الطوارئ والأزمات والكوارث، الذي أطلقته الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث "NCEMA" في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ بهدف تأهيل قاعدة متميزة من المتطوعين وتدريبهم لدعم الجهود الوطنية ومساندتها في التعامل مع الحالات الطارئة والأزمات والكوارث.
لذا يُنصح بالبحث عن فرص تطوعية مجتمعية، من خلال البحث في منصات التطوع عبر الإنترنت، أو حضور الفعاليات المحلية والمجتمعية، أو زيارة المؤسسات المعنيّة.
فعل الخير والتعلم: التطوع مع كبار السن يغيّر الحياة
هل تريد فرصة رائعة للتطوع مع كسب الخبرات والحِكم من كبار السن؟
يمكن التطوع بالتنسيق مع دور رعاية المسنين المحلية، أو رعاية كبار السن الموجودين في نفس المنطقة، كشراء حاجاتهم من السوق، أو تقديم الطعام لهم، أو تنظيف منازلهم، كما يمكن أن يكون التطوع بالاتصال للاطمئنان عليهم فقط، وبمجرد البدء بالبحث ستجد فرصاً لا حصر لها من أعمال التطوع لكبار السن.
إذا كنت متردداً في البداية يمكن تجربة الانضمام إلى فريق تطوعي مختص بكبار السن لبضع ساعات في الأسبوع، والنظر كيف يمكن أن يكون لهذه التجربة تأثير إيجابيّ فيك، كالشعور بالرضا، أو كسب الخبرات بالحديث معهم، إضافة إلى شعور كبار السن بالسعادة والأهمية.
تبادل المعارف وتقديم الدعم: التطوع بالاستشارات المهنية
يمكن ببساطة تقديم الاستشارات أو دعم الآخرين في مجالك المهني دون تلقّي أي أموال، هذا النوع من التطوع يساعد بشكل كبير على اكتساب الخبرة المهنية، وتعزيز السيرة الذاتية، خاصة في بداية المشوار المهني.
لا يتطلب التطوع في تقديم الاستشارات الالتزام بدوام كامل، بل يمكن تخصيص ساعات محددة خلال الأسبوع وفقاً لجدول المتطوّع الشخصي، كما يمكن العمل بشكل فردي أو الانضمام إلى مؤسسات أو منظمات متخصصة في مجال التطوع المهني.
الرفق بالحيوان: التطوع لرعاية الحيوانات المحتاجة
كثيراً ما تبحث ملاجئ الحيوانات عن متطوعين للمساعدة في تنظيف الأقفاص، وإطعام الحيوانات أو تدريبهم، أو حتى أخذ الكلاب في نزهة، أو اللعب مع القطط، وإن كنت من محبي الحيوانات يمكن أيضاً تبني الحيوانات، أو رعايتها، أو تدريبها في منزلك.
وعلى صعيد آخر متعلق بخدمة الحيوانات يمكن المساهمة في إنقاذ الحيوانات المصابة ورعايتها، مثل الطيور والكلاب والسلاحف، وغيرها، لكن قد تتطلب هذه المهمة وجود سيارة مع المتطوع؛ حتى يتمكن من البحث عن الحيوانات المصابة ونقلها إلى الطبيب البيطري.
خلف الكواليس: التطوع في تنظيم الأحداث الرياضية وإدارتها
غالباً ما تعتمد بعض الأمور التنظيمية في الأحداث الرياضية مثل كأس العالم وكأس آسيا والماراثون وغيرها على المتطوعين للمساعدة على تقديم تجارب رائعة للحضور، إذ يكون المتطوع جزءاً من تنظيم بيئة إيجابية تدفع المشاركين والزوار وحتى المتطوعين إلى المشاركة في هذا الحدث الرياضي مرة أخرى.
كيف تُنظّم الأحداث الرياضية؟ في هذا النوع من التطوع سيكون المتطوع وراء الكواليس، والمهارات التي سيكتسبها ستكون لامعة في سيرته الذاتية، خاصة إذا كان حديث التخرج، إضافةً إلى الروابط الاجتماعية التي قد تفتح له الباب للوظائف المستقبلية في الشركات المتخصصة بتنظيم الفعاليات الكبرى.
كيفية اختيار مجالات التطوع المناسبة
عند النظر في فرص التطوع يُشدّد على أهمية اتخاذ الوقت الكافي للبحث عن المكان المناسب؛ إذ يُنصح بالتفكير بعمق في أنواع الأنشطة التي تناسب الفرد، من ناحية الرغبة بالعمل مع المجموعات أو بشكل فردي، وإذا كان يفضل رعاية الأطفال أو مساعدة كبار السن، وإذا كان مهتماً بالبيئة أو بالرفق بالحيوانات.
من المهم أيضاً التفكير في السبب الذي يدفع الفرد للتطوع، سواء كان لتوسيع دائرة المعارف، أو تطوير مهارات التواصل، أو اكتشاف أماكن جديدة.
كما ينبغي إجراء تقييم شخصي للمهارات والاهتمامات الفردية، ومدى توافقها مع مجال التطوع الذي يرغب الفرد بالانضمام إليه، بالإضافة إلى تحديد مقدار الوقت الذي يمكن تخصيصه للعمل التطوعي.
كما يجب التأكد من سمعة المنظمة أو المؤسسة التطوعية التي تنضم إليها، والتحقق إذا كانت مهمتهم تتوافق مع القيم الحسنة، بالإضافة إلى معرفة أنواع الدعم الذي يقدمونه للمتطوعين، مثل التدريب والدعم الإداري؛ وذلك من أجل الحصول على تجربة تطوعية ممتازة.
المراجع
[1] rosterfy.com, 12 Different Types of Volunteering Work You Can Try
[2] nidirect.gov.uk, Types of volunteering
[3] worldpackers.com, 15 types of volunteer work and how to choose the right one
[4] ca.indeed.com, Examples of Volunteer Work and How To Choose the Right One
[5] moon.com, Types of Volunteer Opportunities