جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لتواصل أكثر فاعلية

كيفية بناء علاقات إيجابية ومثمرة في العمل

01 أغسطس 2024 / 7:59 AM
كيفية بناء علاقات إيجابية ومثمرة في العمل
download-img
تربط علاقات العمل الفرد بزملائه فيه، وعلى الرغم من أنّها قد لا تكون بالمستوى نفسه من العمق والحميمية التي يجدها في العلاقات الشخصية، إلّا أنّها ما تزال حاسمة لنجاحه في بيئة عمله، حتى وإن كانت المهامّ فردية؛ إذ تساعد العلاقات الجيدة في العمل على بناء بيئة عمل إيجابية، ممّا يزيد من جودة أداء الفريق، وبالتالي تحقيق الأهداف المشتركة والنجاح المهني.

قد يحتاج بناء علاقات قوية في مكان العمل إلى بعض الجهد والوقت، لكنّه سيؤدي غالباً إلى الشعور بالرضا في العمل، وتحسين النمو الشخصي أيضاً، وفيما يأتي أهم الطرق التي قد تسهم في الحصول على علاقات جيدة داخل بيئة العمل:

التواصل المنتظم  

التواصل الفعّال هو عنصر أساسي في بناء العلاقات في مكان العمل؛ بالتحدّث إلى الزملاء في الأوقات المناسبة لذلك، والاستماع للأفكار بانتباه واهتمام، مع التركيز على فهم مشاعرهم وليس فقط الكلمات التي ينطقونها، ومراعاة إشاراتهم غير اللفظية؛ كلغة الجسد وتعابير الوجه؛ فهي تساعد على فهم المشاعر والمواقف بشكلٍ أفضل. 


ومن المهم أيضاً تخصيص وقت خاص للتفاعل مع زملاء العمل بعيداً عن المهامّ؛ سواء داخل بيئة العمل، أو خارجها؛ فهذا يُعزِّز التواصل الفعّال معهم؛ كتنظيم جلسة لشرب القهوة معاً، أو جلسة قهوة افتراضية لمن يعملون عن بُعد، أو ممارسة بعض الأنشطة الترفيهية.

دعم زملاء العمل

إنّ دعم زملاء العمل بعضهم بعضاً من أكثر الطرق التي تُقرِّب المسافات بينهم، وتجعل العلاقات إيجابيّة ومثمرة، ويمكن أن يكون هذا الدعم بأشكالٍ عِدَّة؛ كالتواجد الدائم معهم في العمل، وتقديم المشورة والمساعدة لهم عند الحاجة بما يتناسب مع الظروف والإمكانات، وعلى سبيل المثال، يمكن لمدير الفريق أن يُقدِّم ما لديه من معرفة للزُّملاء الجُدد أو الأقلّ خبرة، ويرشدهم، ويشاركهم تجاربه وخبراته.


ويشمل دعم زملاء العمل مدحهم والتركيز على نجاحاتهم بدلاً من أخطائهم، وتقديم الدعم العاطفي، والتشجيع، والتحلّي بالروح الإيجابية؛ للحفاظ على المَودّة بين أعضاء الفريق، وترابطهم معاً، وتحفيزهم على مواصلة العمل، خاصّةً في الأوقات المليئة بضغوط العمل، إضافةً إلى إظهار الامتنان لزملاء العمل عند تقديمهم الدعم، وهذه الأمور جميعها ستساعد حتماً في بناء بيئة عمل إيجابية ومُشجِّعة للجميع.

أداء المهام بالشكل المطلوب 

تسليم المهامّ في الوقت المُحدَّد يُظهِر الاحترام لزملاء العمل؛ إذ إنّ الفرد عندما يكون جزءاً من الفريق، فإنّ العمل الذي يقوم به سيُؤثِّر بالتأكيد في قدرة زملائه على إكمال مهامّهم، الأمر الذي يعني أنّ تسليم المهامّ المطلوبة بجودة عالية، وفي الوقت المُحدَّد، وطلب المساعدة، أو تفويض المهامّ -إن كان هذا الخيار مُتاحاً-، جميعها أمور مهمّة في نجاح الفريق كلّه. 

 

وعلاوةً على ذلك، يساعد تقديم العمل بأفضل صورة ممكنة وفي وقته على تحسين سمعة الفرد في الفريق وبين زملائه، ويبني صورة إيجابية عنه باعتباره مُوظَّفاً جديراً بالثقة، وهذا ما يجعل أداء مهامّ العمل على أكمل وجه إحدى الطرق الفعّالة لبناء علاقات إيجابيّة ومُثمِرة مع زملاء العمل.

الابتعاد عن القيل والقال 

تُعَدّ النميمة من السلوكات المكروهة والمُحرَّمة في الإسلام؛ لتأثيرها السلبي على العلاقات، وخاصَّة في بيئة العمل؛ إذ تُؤدّي إلى تقليل الإنتاجية؛ لانشغال عقول المُوظَّفين، وتشتُّت انتباههم، وتدهور العلاقات بين زملاء العمل، وإثارة الفِتَن بينهم، ونشر الشائعات، وفقدان الثقة والسُّمعة الطيِّبة. 


لذا يجدر بالفرد عند سماع نميمة عن زميلٍ في العمل تجنُّب المشاركة في الحديث، ومُحاولة تغيير الموضوع، مع التنويه إلى أنّ على الفرد إن كانت لديه أيّ مشكلة مع زميله أن يتحدَّث معه مباشرة وبكلّ تهذيب؛ لحلِّها ودّيّاً بأسلوب حضاريّ، فإن لم يصل معه إلى حلّ، فعندها يمكن اللجوء إلى الإدارة لحلّ الخلاف بطريقة مُحايِدة، خاصَّةً إن كانت المشكلة مُتعلِّقة بمهامّ العمل. 

 


ختاماً، يجب التنويه إلى ضرورة أن يكون المُوظَّف مُطَّلِعاً على ثقافة الشركة فيما يتعلّق بالعلاقات في بيئة العمل وقواعدها غير الرسمية، ومُتفهِّماً لها؛ إذ تؤثّر في كيفية تفاعله مع زملائه؛ فالعلاقات الأكثر تساهلاً وتفاعلاً بين الأفراد في بعض الشركات يمكن أن تُشجّع على التفاعل الاجتماعي، والمحادثات غير الرسمية بين المُوظَّفين، وبالتالي تحسين العمل الجماعي فيها، بينما تُفضِّل شركات أخرى علاقات العمل الأكثر رسمية وتنظيماً في حدود بيئتها.


وبالتالي، يجب على الموظف أن يمتلك القدرة على التعامل بحِرَفيّة في الأوقات جميعها، فإن لم يكن مُتأكِّداً من إلمامه بأُسُس الشركة وقواعدها، فإنّه يُنصَح باستشارة قسم الموارد البشرية في الشركة، أو الزملاء ذوي الخبرة للتوضيح؛ لتجنُّب أيّ ارتباك، أو مواقف غير مرغوب فيها.


ومن المهم أيضاً أن يحافظ الفرد على التوازن بين العمل والعلاقات الاجتماعية؛ من خلال تحديد أوقات التواصل الاجتماعي في مكان العمل، على أن يبقى مُدرِكاً أنّ الهدف الأسمى لوجوده في العمل هو تحقيق الكفاءة والإنتاجية، مع الحفاظ على بيئة عمل إيجابية وداعمة.

 

 

 

المراجع 
[1] indeed.com, How To Build Good Working Relationships at Work
[2] commonpurpose.org, Making Relationships at Work ‘Work’ - The Recipe For Success
[3] betterup.com, Why building great work relationships is more than just getting along
[4] workwellbeinginitiative.org, Work Design Principle #3: Improve Social Relationships in the Workplace
[5] mindtools.com, Building Good Work Relationships

August 01, 2024 / 7:59 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.