أهم مهارات إدارة الذات التي تحتاجها في حياتك

وعلى الرغم من أنّ التحكُّم في النفس والسيطرة على الانفعالات من الصِّفات التي يتحلّى بها بعض الأفراد بصورة فطريّة، فإنّ اكتسابها وتطويرها عبر الإدراك التامّ للذات، واتِّباع بعض المُمارسات التي من شأنها تحقيق ذلك، أمر ممُكِن. وفي ما يأتي توضيح أهمّ هذه المهارات:

الإيجابية: قوّة التفاؤل

تعني الإيجابية تبنّي نظرة تفاؤلية تجاه الحياة، والتركيز على الجوانب الإيجابية في المواقف والتحدِّيات؛ إذ يمكن من خلالها إدارة ضغوط الحياة بشكل أفضل، والتعامل مع الصعوبات بروح معنوية مرتفعة؛ ممّا يساعد على تحسين الصحّة النفسية، وزيادة الإنتاجية، ومن ثَمَّ التحكُّم في الذات بطريقة أفضل، وبتطوير هذه المهارة، يمكن مواجهة الحياة بثقة؛ الأمر الذي ينعكس إيجاباً على جوانب الحياة جميعها.

بالإضافة إلى أنّ الإيجابية تساعد في بناء علاقات قوية وإيجابية مع الآخرين؛ فالأشخاص الذين يتمتَّعون بهذه المهارة غالباً ما يكونون أكثر تقبُّلاً للآخرين، وأكثر تعاوناً، وهذا يُؤدّي إلى بيئة عمل وحياة اجتماعية أكثر دَعماً، وتجدر الإشارة إلى أنّ التحلّي بالإيجابية لا يعني تجاهل المشكلات أو الفشل، بل يتعلَّق بكيفية النظر إلى هذه التحدِّيات بوصفها فُرَصاً للتعلُّم والنموّ.

إدارة الوقت: احرص على استغلاله بأفضل ما يُمكن

إدارة الوقت مهارة أساسية تتضمَّن توزيع الأنشطة المختلفة بطريقة مُنظَّمة وصحيحة؛ لتحقيق الأهداف بكفاءة، وتحديد الأولويات، وتخصيص الوقت اللازم لكلّ مَهمَّة؛ ممّا يضمن استغلال الوقت بفاعليّة مُثمرة، وتحقيق الانضباط الذاتي، والتخلُّص من عادَتَي التسويف والمُماطَلة، ومن ثَمَّ ضمان الاستفادة القُصوى من كلّ لحظة، والتخلُّص من الإجهاد والتوتُّر، وتحسين جودة الحياة ونوعيّتها بصورة عامَّة؛ لذا، تُعَدّ إدارة الوقت أداة لتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.

تحديد الأهداف: امتلك الشغف

قدرة الفرد على تحقيق أهدافه بوضوح، والسَّعي بشغف نحو تحقيقها، مهارة ضرورية من مهارات إدارة الذات؛ إذ إنّ امتلاكها لا يجعله قائداً مُتميِّزاً فحسب، بل يُمكِّنه من رسم خريطة ذهنية دقيقة لحياته بصورة عامَّة، ويجعله قادراً على إدارة ذاته بالطريقة الصحيحة.

ولامتلاك هذه المهارة، لا بُدّ من وضع خُطَّة عمل مُحكَمة، على أن تكون الأهداف ذكية ومدروسة بعناية، وأن تكون واقعيّة وقابلة للتحقُّق؛ لتجنُّب الشعور بالإحباط إن جرى اختيار هدف يستحيل تحقيقه، والحرص على ضرورة تقييدها بمُدَّة زمنيّة مُحدَّدة لتحقيقها؛ فالشعور بالإنجاز يُهدِّئ النفس، ويُسهِم في تحسين مختلف جوانب الحياة.

إدارة التوتُّر: طريق نحو السلام الداخلي

تُعَدّ إدارة التوتُّر من المهارات الأساسية التي تساعد في الحفاظ على التوازن النفسي والعاطفي، وتحسين جودة الحياة، وتحقيق الأهداف؛ فللتوتُّر تأثيرات سلبية في الأداء الشخصي والمهني إن لم يجرِ التعامل معه بفاعليَّة؛ لذا، لا بُدَّ من التعرُّف إلى علامات التوتُّر، مثل: القلق، أو التوتُّر العضلي، أو التعب الذهني، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الوعي يساعد في تحديد اللحظات التي يحتاج فيها الفرد إلى اتِّخاذ إجراءات للحَدّ من التوتُّر.

وتتمثَّل الإجراءات التي يمكن اتِّباعها؛ للحَدّ من التوتُّر، وتخفيف آثاره، في الحفاظ على نظام غذائي صِحّي، وممارسة النشاطات البدنية، مثل: التمارين الرياضية، وممارسة التأمُّل، وتقنيات التنفُّس العميق، بالإضافة إلى الانخراط في أنشطة اجتماعية، مثل التطوُّع.

تحمُّل المسؤوليّة: لا تتهرَّب

يُشير تحمُّل المسؤولية إلى قدرة الشخص على تحمُّل تَبِعات أفعاله وقراراته؛ سواء أكانت إيجابية، أم سلبية، وأن يكون مدركاً للالتزامات والواجبات المُترتِّبة عليه؛ ليُؤدّيها بنزاهة وشفافية، وفي سِياق إدارة الذات، تشمل المسؤولية جوانب عِدَّة تتمثَّل في الاستجابة للتحدِّيات، والتعامل معها بدلاً من التهرُّب منها؛ فالشخص المسؤول يُواجه المشكلات، ويحاول إيجاد حلول لها بدلاً من إلقاء اللَّوم على الآخرين، إلى جانب التعلُّم من الأخطاء؛ فالشخص المسؤول يعترف بأخطائه، ويتعلَّم منها، ويسعى جاهداً إلى تحسين نفسه عِوضاً عن التهرُّب من تَبِعاتها، أو تبريرها.

التكيُّف: المرونة ضرورية

يعني التكيُّف قدرة الفرد على التحلِّي بالمرونة، والتعامل مع التغيُّرات والمواقف المختلفة في الحياة، وقبولها بطريقة إيجابية؛ سواء أكانت هذه التغييرات ناتجة عن بيئة جديدة، أم ظروف عمل مُتغيِّرة، أم تحوُّلات في الحياة الشخصية.

وتتضمَّن المرونة القدرة على تغيير التفكير أو النَّهج عندما تقتضي الظروف ذلك، ووجود القابلية لتعلُّم مهارات جديدة، أو تبنّي أفكار مختلفة، إلى جانب مواجهة التحدّيات والضغوط دون الاستسلام لها، والتفكير الإبداعي لإيجاد حلول جديدة وغير تقليدية للمشكلات التي قد تحدث، وهذا يعني إدارة مختلف أمور الحياة بالطريقة اللازمة، والتحكُّم في الذات تحكُّماً مثاليّاً.