جار التحميل...
فما التحفيز الذاتي؟ وما الأساليب المُتَّبعة فيه؟ وما الفائدة المَرجُوَّة منه؟
يمكن تعريف التحفيز الذاتي بأنّه القُوَّة التي تدفع الشخص إلى الاستمرار في مُتابَعة خُطَطه، وتحقيق أهدافه المُحدَّدة، حتى في الأوقات التي قد يشعر فيها بالرغبة في التوقُّف، أو عند مواجهة العقبات؛ فالتحفيز الذاتي يسهم في جعل الفرد دائم التطوير لنفسه؛ بغية تحقيق الرضا الشخصي، ورغم أنّ الدافع الداخلي عادةً ما يكون الأكثر فاعليَّة في التقدُّم المُستمِرّ نحو تحقيق الأهداف، فإنّ للدوافع الخارجية دور مُهِمّ أيضاً في التحفيز الذاتي.
والتحفيز الذاتي هو الانضباط الشخصي الذي يُظهِره الفرد لنفسه؛ بغية تحقيق أهدافه، ويتطلَّب مزيداً من الشغف، ومقاومة النفس، والثقة بالنفس، وبذل قصارى الجهد في ذلك؛ كذهاب الشخص إلى النادي الرياضي لمُمارَسة الرياضة بانتظام دون الحاجة إلى تشجيع الأصدقاء أو مُرافقَتهم؛ فإدراك الفرد أهمّية الحفاظ على صِحَّته البدنية وتأثيرها الإيجابي في نفسه يُشكِّل الدافع الأساسي له، بغضّ النظر عن مرافَقَته غيره أم لا.
وعلى الرغم من ذلك، فإنَّ المُحفِّزات الذاتية تختلف باختلاف الأشخاص والمواقف ذاتها؛ فقد يكون التحفيز ناتجاً عن عوامل داخلية؛ كرغبته في تقدير ذاته، أو تحقيق أهدافه، أو قِيَمه ومُعتقَداته الشخصية، أو تطلُّعاته المستقبلية الإيجابية، أو تعزيز بعض المشاعر، مثل: الاستقلالية، والكفاءة، وقد يكون نابعاً من عوامل خارجية؛ كرغبته في الحصول على مُكافآت مالية، أو ملاحظة الآخرين جُهودَه، أو الدخول في منافسة ما.
بغضّ النظر عن العوامل والدوافع التي تُؤثِّر في تحفيز الشخص، فإنّ هناك مجموعة من الأساليب التي قد تساعده على البقاء مُتحفِّزاً ومُستمِرّاً في تحقيق أهدافه، ومنها ما يأتي:
بدايةً، لا بُدَّ من تحديد أهداف شخصية واضحة وواقعية؛ ليتمكَّن الفرد من تحقيقها، ثمّ إدراك عوامل التشتيت ومحاولة تجنُّبها، ويمكن أن يساعد في ذلك تذكير النفس دائماً بالهدف المَرجُوّ، ويتطلَّب الأمر أيضاً إعادة تقييم الأهداف بين الحين والآخر؛ لضمان تحقيقها.
لا يمكن إغفال أهمّية الوقت في تحقيق الأهداف؛ إذ يساعد التخطيط الجيّد، ووضع جدول زمني مُحدَّد، وتحديد الأولويات، في زيادة التحفيز الذاتي.
ويُنصَح بتقسيم المَهامّ إلى أجزاء صغيرة؛ ليتمكَّن الشخص من ملاحظة إنجازاته بسهولة؛ فإنجاز الشخص جزءاً من المَهمَّة قد يُعزِّز التحفيز الذاتي للمُتابعة وإكمال الأجزاء الأخرى، ومن ثَمَّ إنجاز المَهامّ كلّها، ولا يُنصَح بتأجيل المَهامّ أو تسويفها؛ كي لا تتراكم المسؤوليات، فيصعب إتمامها، أو البدء بها أساساً.
يحتاج الفرد إلى الثقة بالنفس؛ لتعزيز دافعيَّته وتحفيزه الذاتي، ويمكنه تحقيق ذلك بتعزيز أفكاره الإيجابيَّة عن نفسه؛ ممّا يُحسِّن نظرته الشخصيَّة، ويساعده في التركيز على أهدافه، ومن ذلك تأكيد الشخص لنفسه بأنَّه قادر على إنجاز العمل المطلوب؛ ممّا يمنحه دفعة قوية للبدء به فعلاً.
وفي الوقت نفسه، لا بُدّ من الاعتراف بنقاط القُوّة والضعف؛ لتعزيز الجيِّد منها، وتقوية ما يحتاج إلى تحسين، أو طلب المساعدة من الآخرين؛ للتغلُّب على العقبات الشخصية.
يمكن أن يقتديَ الفرد بالمُحيطين به في بعض الأحيان؛ لتحفيز الذات؛ فالتوقُّعات العالية التي يضعونها لأنفسهم، وسعيهم إلى تحقيقها، يمكن أن يكون مصدر إلهام وتشجيع للآخرين، ويُعزِّز هذا التأثير الأشخاص، لا سِيَّما عند العمل أو الدراسة ضمن فريق واحد؛ ممّا يُنمّي الحافز الشخصيّ؛ بفضل الأهداف والطموحات المُشترَكة.
وتساعد إحاطة النفس بالأفراد الإيجابيِّين الذين يُقدِّمون الدَّعم والتشجيع في تعزيز القدرة على الاستمرار في المحاولات مهما كانت الصعوبات التي تواجهها، أمّا الانتقادات والملاحظات التي يُعلِّق بها الداعمون على خُطَّة العمل، فإنّها تُساعد في تحسين الأداء، وتطوير الاستراتيجيات اللازمة.
مواجهة الشخص في مسيرته نحو تحقيق أهدافه بعض الصعوبات والانتكاسات أمر طبيعيّ، ولإدارة هذه المواقف بفاعليَّة، لا بُدّ من التفكير في الأخطاء السابقة؛ للاستفادة منها، بالإضافة إلى التحلّي بالمرونة الكافية؛ للتعامل مع المُتغيِّرات والمُستجدّات؛ ممّا يساعد كثيراً في الحفاظ على التحفيز، والاستمراريَّة، وتجاوُز العقبات دون الاستسلام بسهولة.
ولا بُدَّ أن يتعلَّم الشخص أيضاً كيفية اتِّخاذ القرارات الصائبة عند مواجهة الصعوبات، وأن يبحث باستمرار عن الفُرَص المناسبة، ويغتنمها فَور توفُّرها، ويُواصِل التعلُّم واكتساب المعرفة اللازمة؛ لتحقيق الأهداف، ويحرص على التفاؤل قدر الإمكان.
تُعَدّ مُذكّرات النجاح الشخصية أداة مفيدة تساعد على التحفيز الذاتي في المواقف المستقبلية؛ إذ تسهم في تذكير الفرد بالتحدّيات التي واجهها، وكيف تجاوَزَها بنجاح؛ ممّا يُعزِّز قدرته على تحقيق أهدافه مستقبَلاً.
بالتحفيز الذاتي يستطيع الفرد أن يكون أكثر إنتاجية في حياته الشخصية؛ ممّا يُعزِّز شُعوره بالرضا عن نفسه، ويُمكِّنه من تقديم أفضل ما لديه؛ لتحقيق الأهداف المنشودة، فتصبح المَهامّ اليومية جزءاً من الهدف طويل المدى.
ثمَّ إنّ التحفيز الذاتي يُشجِّع صاحبه على اكتساب مهارات وأساليب جديدة تساعده في مواجهة التحدّيات بفاعليَّة وتطويرها، وامتلاك الفرد هدفاً واضحاً يسعى إلى تحقيقه يزيد مرونته، فتصبح نظرته تجاه انتقادات الآخرين أكثر إيجابية؛ إذ يسعى إلى الاستفادة منها؛ بهدف تحسين مساره -قدر الإمكان-، ويعُدّها فرصاً للتعلُّم والتطوُّر؛ ممّا يسمح له أيضاً بإدارة وقته بفاعليَّة كبيرة.
المراجع
[1] betterup, Learn how to be your own best ally for reaching your goals
[2] positivepsychology, Self-Motivation Explained + 100 Ways To Motivate Yourself
[3] mindtools, Motivating Yourself
[4] iapm, Spark self-motivation as a project manager
[5] psychologs, The psychology behind self-motivation