جار التحميل...
ويُشار إلى أنّه قد يكون من الصَّعب التعامل مع أولئك الذين يمتلكون هذه المُيول التحكُّميَّة، وخاصَّة الذين يرتبطون بحياة الفرد عبر العلاقات الاجتماعية؛ كالأزواج، أو الأصدقاء، أو علاقات العمل؛ كالرُّؤساء أو الزُّملاء، أو العلاقات الأُسَريَّة؛ كالآباء، والأُمَّهات.
لذا لا بُدَّ من التزوُّد ببعض النصائح؛ لمعرفة طرق التعامل مع الشخصيَّة المُسَيطِرة التي تُحِبّ التحكُّم، وفي ما يلي أبرزها:
قد يكون الشخص المُسَيطِر من الأشخاص المُهِمِّين في حياة الفرد؛ ممّا يجعل التخلّي أو الابتعاد عنه أمراً صعباً، وهنا لا بُدَّ من تحسين العلاقة به؛ عبر التواصُل الفَعّال، والتعبير عن المشاعر بصراحة.
ويمكن ألّا يكون الشخص المُسيطِر مُدرِكاً مدى تأثير سلوكه في الآخرين؛ لذا، ينبغي توضيح ذلك له بطريقة مناسبة؛ باستخدام عبارات مدروسة، وتجنُّب الأسلوب الهجومي، أو إلقاء اللوم عليه؛ لبناء تواصُل فعّال.
عادةً ما يحاول الشخص المُسَيطِر تجاوُز الحدود، والتدخُّل في شؤون الآخرين، وفرض رأيه عليهم، ويكون ذلك أكثر سهولة مع أولئك الذين لا يرسمون حدوداً واضحة في التعامل معه، وخاصَّة أنّ الشخص المُسَيطِر عادةً ما تكون لديه القدرة على التلاعب بأفكار الآخرين؛ لإقناعهم بالتخلّي عن حقوقهم الأساسية؛ لذا، على الفرد خلال تعامُله مع الشخصية المُسَيطِرة أن يكون واعِياً بحَقِّه في أن يُعامَل باحترام، وحَقِّه بالتعبير عن رأيه، ورفض ما لا يرغب في فعله دون الشعور بالذنب.
ويجب تذكير الشخص المُسَيطِر بهذه الحقوق، وإخباره بما يمكن التسامح فيه، وما لا يمكن قبوله، ولا بُدَّ أن يكون الفرد حازماً عند الضرورة؛ فمن المُحتمَل ألّا يتقبَّل الشخص المُسَيطِر الحدود التي وضعها الشخص الآخر على الفور؛ لذا، ينبغي وضع الحدود بوضوح وحزم عند التعامل مع الشخصية المُسَيطِرة، مع الحفاظ على الهدوء، والابتعاد عن الأسلوب العُدواني في الوقت نفسه.
يمكن للفرد إثبات كفاءته وتحمُّله المسؤولية دون الخضوع لسُلطة الشخص المُسَيطِر؛ عبر أداء المَهامّ بمهارة والتزام؛ إذ يمكن للمُوظَّف مثلاً إنجاز المَهامّ بمهارة، وأخذ العمل على مَحمل الجدّ؛ ليُثبِت للمدير صاحب الشخصية المُسَيطِرة قدرته على العمل بكفاءة دون الحاجة إلى السَّيطرة أو الرَّقابة المُستَمِرَّة.
أمّا في العلاقات الشخصية، فيمكن كسب ثِقة الشريك؛ عبر تلبية احتياجاته، وإشعاره بالأمان؛ ممّا يساعد في بناء علاقة صِحِّية بعيدة عن مظاهر السَّيطرة والخضوع.
في بعض الأحيان، قد يكون الابتعاد عن التعامل مع الشخصية المُسَيطِرة هو الخيار الأفضل، إلّا أنّ هذا الأمر قد لا يكون مُمكِناً دائماً، وهنا، يُنصَح بتقليل التفاعل معه قدر الإمكان؛ للحفاظ على الصحَّة النفسية والعاطفية؛ كتحديد أوقات مُحدَّدة للتواصل معه، واختيار مشاريع أو مَهامّ لا تتطلَّب تعامُلاً مُباشِراً معه.
قد يساعد فهم الدوافع التي تُؤدّي إلى استخدام الشخص أسلوب السَّيطرة في التوصُّل إلى الحلول؛ فمن الممكن أن يكون شعور انعدام الأمان، أو انخفاض احترام الذات، السبب الرئيس الذي يدفع الفرد إلى اتِّباع سلوكات مُسَيطِرة.
وعلى الرغم من القُوَّة التي يُظهرها صاحب الشخصية المُسَيطِرة، فإنَّه قد يشعر في الحقيقة بالخوف والضعف وعدم الأمان؛ لتجارب قاسية مَرَّ بها سابقاً؛ فيحاول إخفاء هذه المشاعر عبر إحكام سَيطرته على الآخرين بوصفها وسيلة لتعزيز شُعوره بالقُوَّة.
وقد يكون استخدام أسلوب السَّيطرة مُرتبِطاً أيضاً بأحد اضطرابات الشخصيَّة، ومنها: اضطراب الشخصيَّة النرجسيَّة، وفيها يشعر الشخص أنَّه مُتفوِّق على الآخرين، ويفتقر إلى التعاطف معهم؛ لذا يميل إلى اتِّباع أسلوب السَّيطرة.
بينما يُعاني المُصاب باضطراب الشخصيَّة الحَدّية الخوف من الرَّفض والهَجر؛ لذا، يستخدم سلوك التحكُّم والسَّيطرة؛ لضمان السَّيطرة على العلاقات.
أمّا اضطراب الوسواس القهري؛ ففيه يشعر الإنسان بالرَّغبة الشديدة في السَّيطرة على البيئة المُحيطة به قدر الإمكان.
وفي بيئة العمل تحديداً، قد يكون القلق الوظيفي العالي هو السبب في الشخصية المُسَيطِرة التي يُظهِرها المدير أو الزميل في العمل؛ ففي البداية، قد يُعتقَد أنّ هذا الشخص مُنظَّم وقياديّ؛ لإظهاره الاهتمام الكبير بالتخطيط، وسيطرته على التفاصيل الصغيرة في العمل كلِّها، إلّا أنّ السبب الحقيقيّ يكمن في قلقه الخَفِيّ بشأن الأداء؛ ممّا يدفعه إلى محاولة السيطرة على جوانب العمل كلِّها.
ومن الممكن أيضاً أن يكون الشخص المُسَيطِر قد اكتسب سلوكه من أشخاص آخرين مُتحكِّمين؛ كالتعرُّض للتحكُّم وفرض السيطرة الكاملة في الطفولة من قِبَل الأهل أو مُقدِّمي الرِّعاية؛ ممّا يُؤدّي إلى اتِّباعه الأسلوب نفسه في المستقبل.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ معرفة السبب الذي يؤدّي إلى سلوك الشخص المُسَيطِر، تساعد في اتِّخاذ خطوات مناسبة للعلاج والتخفيف من حِدّة سلوكاته، وقد تشمل العلاج المعرفي السلوكي، أو العلاج بالتأمُّل، أو إيجاد طرق فَعّالة للتعامل معه، بالإضافة إلى أنّه قد يُعزِّز التعاطف معه إلى حَدٍّ ما؛ ممّا يُحسِّن التفاعل معه، ويُقلِّل التوتُّر الناتج عن سلوكاته المُسَيطِرة.
وختاماً، تتطلَّب الحياة أحياناً التعامل مع أشخاص يتحلَّون بشخصية مُسَيطِرة ويُحِبّون التحكُّم، وقد لا يكون الأمر سهلاً، إلّا أنَّه ليس مستحيلاً؛ فالطرق التي تساعد في التعامل معهم مُتعدِّدة، ولا يتطلّب الأمر سوى مزيد من الجهد والإبداع والصَّبر، بالإضافة إلى وضع حدود واضحة، والتواصُل الفعّال، وفهم الأسباب، وقد يضطرّ الشخص إلى إعادة صياغة الحدود التي وضعها بين فترة وأخرى.
[1] talkspace.com, How To Deal With Controlling People
[2] wikihow.com, How to Cope With a Controlling Person
[3] betterhelp.com, How To Manage Relationships With Controlling People
[4] thrivetalk.com, How To Deal With Overly Controlling People
[5] verywellhealth.com, 15 Signs of Controlling Behavior