جار التحميل...
ومن التحدِّيات التي قد تواجه العلاقة الزوجية، وتحديداً الزوجة، سلوكات الزوج، مثل كونه زوجًا عنيدًا أو عصبيًا، فسلوكات الزوج العصبي قد تُؤدّي إلى استنزاف طاقتها، وإشعارها بالإحباط؛ ممّا يستدعي الحاجة إلى تعزيز استقرار الحياة الزوجية، وتحسين العلاقة الزوجيَّة؛ باتِّباع بعض الاستراتيجيات والنصائح الفعّالة؛ للتعامل مع هذه السلوكات بمهارة، وصبر، وحكمة، ومنها:
من أهمّ النقاط التي ينبغي التنبُّه إليها تجنُّب الغضب؛ إذ من شأنه أن يزيد حِدَّة الانفعالات، ويُفاقِم الوضع بما هو غير مرغوب فيه، ويُساعد تحلّي الزوجة بالهدوء في مثل هذه المواقف على تهدئة زوجها بشكل أسرع.
وغالباً ما يتأثَّر الزوج بردود أفعال زوجته؛ فعندما تكون الزوجة هادئة لا تُبدي أيّ غضب، فإنّ ذلك يمكن أن يساعده على تهدئة نفسه؛ لذا، يُعزِّز اعتماد الهدوء والتفاهُم في هذه المواقف استقرار العلاقة، ويُقلِّل التوتُّر.
وقد يكون التعامل مع الزوج خلال نوبة العصبية غير مُجدٍ؛ ممّا يعني أنّ على الزوجة تجنُّبه، أو عدم التواجد بالقُرب منه في المكان نفسه، وخاصَّة إن لم تكن قادرة على التحكُّم في نفسها، وتخشى أن تنساق نحو غضبها، وعندها، يمكنها الخروج للمَشي بضع دقائق، أو ممارسة أيّ نشاط من شأنه أن يُشتِّت انتباهها عن المشكلة، ويساعدها على الاسترخاء وتهدئة نفسها؛ ممّا يُهيِّئها لبَدء محادثة هادئة مع زوجها في وقت لاحق.
لا بُدَّ من إتاحة المساحة والوقت الكافِيَين للزوج؛ ليتمكَّن من تهدئة نفسه بعد نوبة الغضب، وما أن يهدأ، يمكن البدء بإجراء مناقشة هادئة لتوضيح الموقف والاستماع إلى مشاعره، مع حرص الزوجة على تجنُّب إصدار الأحكام أو التعبير عن التأثيرات السلبية التي نتجت عن غضب زوجها، وما عليها إلّا التركيز على إبقاء الحِوار هادئاً؛ بالحفاظ على نبرة صوتها منخفضة، ولغة جسدها مُحايِدة؛ ممّا يساعد على إعادة الأمور إلى نِصابها، وتعزيز التواصل الإيجابي بين الزوجَين؛ لإيجاد الحلول.
وفي هذه الأثناء، قد يكون من المناسب السماح للزوج بالتعبير عن مشاعره عندما يكون أكثر انفتاحاً على الحديث والاستماع دون أيّ طاقة سلبية؛ فشعوره بأنّ زوجته تستمع إليه ومُهتمَّة لأمره، قد يُمثِّل وسيلة جيِّدة لإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي.
تسهم معرفة أسباب غضب الزوج في حَلّها، أو تفسيرها تفسيراً صحيحاً -إن لزم الأمر-، وفي بعض الأحيان، لا تكون المُسبِّبات ناتجة عن عوامل خارجية، مثل ضغوط العمل، بل قد تكون ناتجة عن طريقة التفاعل بين الزوجَين، ورُدود أفعالهما.
ويمكن للزوجة؛ من خلال تحلّيها بالحكمة، وبحثها عن أسباب غضب زوجها، أن تفهمها، وتستهدي إلى كيفيَّة تفاديها؛ فمعرفة ما قد يتسبَّب في انفعال الزوج، وتوقُّع رُدود أفعاله، ووعي الزوجة بأفعالها المُحفِّزة، وإجرائها بعض التغييرات الإيجابية، قد يُقلِّل المواقف العصبيَّة غير المرغوب فيها، ومن ثَمَّ التمتُّع برفاهية زوجية أكبر، وتجنُّب تفاقُم الأمور.
وتقتضي الحياة الزوجية تحمُّل كلا الطرفين مسؤولية نجاح العلاقة؛ بإعادة تقييم تصرُّفاتهما، وتحسينها، ومحاولة إيجاد الحلول، وبدء الزوجة بنفسها قد يسهم في تشجيع الزوج على تفادي السلوكات العصبية، ومن ثَمَّ تحمُّل المسؤولية.
ينبغي على الزوجة تقديم المزيد من الدعم والتشجيع فور ملاحظة أيّ جهود من الزوج لتغيير سلوكاته أو إدارة مشاعره وغضبه بصورة أفضل؛ إذ تؤثِّر هذه الطريقة فيه إيجاباً، مع ضرورة تجنُّب محاولة السيطرة على مشاعر الزوج أو سلوكاته ورُدود أفعاله عند غضبه؛ لأنَّه غالباً ما يُواجهها برفض التغيير؛ ممّا يجعل الأمور أكثر تعقيداً.
وفي بعض الأحيان، يمكن صرف انتباه الزوج عن المشكلة القائمة؛ بالتحدُّث عن المشاعر العاطفية الإيجابية، مثل التعبير عن الحُبّ والامتنان؛ ممّا يسهم في تهدئته، وتخفيف مشاعر الغضب لديه.
وعلى الزوجة أيضاً محاولة فهم المشاعر التي قد يخفيها زوجها، مثل: الخوف، والحزن، والألم النفسي، وتجنُّب مقارنة قدرتها على التحكُّم في مشاعرها بمقدرته على ذلك، وما يساعدها في ذلك معرفتها المُسبَقة بأسباب المشكلة، وإعادة تقييمها الموقف بموضوعيّة وحِيادِيَّة.
عند التعامل مع الزوج العصبي، لا بُدَّ من الموازنة بين التنازُلات، ووضع الحدود؛ فمن الضروري وضع الحدود الواضحة والمُحدَّدة للزوج؛ لتحديد السلوكات غير المقبولة، وتوضيح العواقب المُحتمَلة عند تجاوُزه هذه الحدود، مع أهمّية إشارة الزوجة إلى حَقِّها في الشعور بالراحة والأمان في العلاقة، وضرورة احترام حقوقها في الحصول على دعمٍ واحترامٍ متبادل.
ومن الحكمة أيضاً تقديم بعض التنازلات في مواقف مُعيَّنة؛ فبعض المشكلات والمواقف لا تستحِقّ التصعيد، بل يجب النظر إليها بتأنٍّ وحكمة على المدى البعيد، ومن ذلك التخلّي عن بعض المطالب التي يمكن تأجيلها في الوقت الحالي؛ بهدف الحفاظ على العلاقة الزوجية، وعدم التفريط في العلاقة الزوجية بسبب أمور صغيرة يمكن حَلّها.
يساعد حفاظ الزوجة على صحّتها النفسية في تعزيز قدرتها على التعامل مع زوجها العصبي بصورة أفضل، ومن ثَمَّ تحقيق التوازُن الأمثل في العلاقة، واهتمامها بنفسها سيُعزِّز شعورها بقيمتها وأهمّية نَيلها حقوقها؛ ممّا يساعدها على وضع حدود صِحِّية عند تعاملها مع زوجها.
ولتحقيق ذلك، يمكن للزوجة الاهتمام بصحّتها الجسدية والنفسية؛ باتِّباع نمط غذائيّ صحِّي، وممارسة الرياضة والأنشطة المُفضَّلة، وغيرها من الأمور التي تمنحها الشعور بالسعادة والاسترخاء، ويساعد أيضاً وجود شبكة دعم اجتماعي حول الزوجة من الأصدقاء وأفراد العائلة على توفير الدعم العاطفي والاجتماعي لها، وتقليل الضغط والتوتُّر الناتج عن المواقف الصعبة؛ عبر مشاركتها مشاعرها أو تجاربها مع الأشخاص المُقرَّبين والموثوقين، والحصول على نصائح مفيدة.
وفي الختام، يمكن للزوجة أن تستعين بالخبراء النفسيِّين أو مُتخصِّصي العلاقات الزوجية عند مواجهتها صعوبات في التعامل مع زوجها العصبي، وعدم القدرة على التواصل معه تواصُلاً صِحِّياً؛ إذ يمكن للمُختَصّ اقتراح استراتيجيات فعّالة؛ لتحسين التواصل بين الزوجين، وإيجاد الحلول؛ لبناء علاقة زوجية صِحِّية.
المراجع