جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لا تكن أسير ماضيك

تأثير الذكريات السيئة في شخصية الفرد ونصائح لتجاوزها

03 ديسمبر 2024 / 3:35 AM
تأثير الذكريات السيئة في شخصية الفرد ونصائح لتجاوزها
download-img
يمُرّ غالبية الأشخاص بتجارب يتمنَّون لاحِقاً لو أنّها لم تحدث أصلاً، أو لو أنَّها حدثت على نحو مختلف؛ كالتعرُّض لأذى عاطفيّ، أو جسديّ، أو المروو بمرحلة حياتية أو مهنية مُعقَّدة أو مُرهقة.

وتُمثِّل حصيلة هذه الحوادث ذكريات سيِّئة يصعب نسيانها أو تجاوزها في بعض الأحيان، وهو ما قد يترك أثراً سلبيّاً في حياة الفرد وشخصيَّته، علماً بأنّ عملية استرجاع الحوادث المؤلمة ما تزال أمراً طبيعياً يُمارسُه الدِّماغ لاعتبارات مختلفة.


وقد تكون هذه الاعتبارات دِفاعية؛ لتجنُّب أسباب الحادث، ومنع تكراره مستقبلاً، أو تحيُّزية سلبية؛ استناداً إلى طبيعة بعض الأفراد في التركيز على الجوانب السلبية أكثر من الإيجابية، ويُمكن استرجاع الذكريات السيِّئة أيضاً؛ لتأثيرها المُستمِرّ في الحاضر.

أثر الذكريات السيئة في الشخصية

يُمكن أن يتسبَّب استحضار الذكريات السيِّئة المُنطوِية على مشاعر قاسية؛ كالحزن، أو الخوف، أو الغضب، في الإصابة باضطرابات عاطفيّة تتمثَّل في جزء منها بالقلق والتوتُّر، وهو ما يُؤثِّر سلباً في الوظائف العقلية، مثل: التركيز، والانتباه، والقدرة على اتِّخاذ القرارات الحكيمة، خُصوصاً عند التفكير المُستمِرّ والمُتكرِّر بتلك الأحداث على نحو يُرهِق العقل، ويُفقد الفرد طاقته.


والذكريات السيِّئة قد تُوقِع الفرد في ما يُسمّى بـ"التحيُّز المعرفيّ"؛ وهي حالة لا يستطيع الفرد خلالها تفسير المعلومات موضوعيّاً ومنطقيّاً بصورة مُحايِدة، بل يلجأ إلى تفسيرها خطأً بما يزيد مشاعره سوءاً تجاه تلك الذكريات، ولا يتوقَّف الأمر عند هذا الحَدّ، بل قد يصل إلى التأثير في قدرة الشخص على التفكير المنطقيّ في الأمور الحياتية الأخرى.


وعلاوةً على ذلك، يُمكن لاسترجاع الذكريات السيِّئة تقليل احترام الفرد لذاته وثقته بنفسه أحياناً؛ اعتماداً على نوع الحوادث التي مرَّ بها؛ بلوم الذات، أو الشُّعور بالنقص، أو التقصير، أو انخفاض الاستحقاق.


أمّا آثار الذكريات السيِّئة طويلة المدى؛ فتتمثَّل باحتمالية الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) في بعض الحالات المُتطوِّرة؛ إذ يُمكن أن تظهر أعراضه على الأشخاص فَور وقوع الحادث، أو في غضون 3 أشهر، أو في وقت لاحِق.


ويُعاني فيه المُصاب من ذكريات الماضي، والقلق، والوحدة، والأرق، وغيرها، وتُؤثِّر جميعها في شخصية الفرد؛ فيُصبح أكثر انطوائية وعُزلة، وأقلّ إنتاجية ورغبة في العمل، وقد تصل الأعراض الخطيرة أيضاً إلى احتمالية إصابة بعض الأفراد بالاكتئاب بوصفه عَرَضاً من أعراضه، أو باضطراب منفصل عن اضطراب ما بعد الصدمة.

طرق لتجاوز الذكريات السيِّئة

بمُجرَّد التفكير في الذكريات السيِّئة، يُمكن اتِّخاذ قرار سريع وفوريّ بالتوقُّف عن استحضارها، وتوجيه العقل إلى استذكار أحداث أخرى إيجابية، أو مناسبات كانت تغلب عليها مشاعر البهجة والفرح، إلى جانب مجموعة من الاستراتيجيات الأخرى التي يُمكن أن تُعين الفرد على تجاوز الذكريات السيِّئة، مثل:

التأمُّل

يُسهِم التأمُّل؛ سواء بالمشي التأمُّلي، أو بالجلوس في طبيعة هادئة، في تحسين القدرات العقلية التي قد يُعيقها التفكير في الذكريات السيِّئة؛ فهو يُعزِّز بدوره التركيز والانتباه، ويُساعد الفرد على التحكُّم في عواطفه ومشاعره بصورة أفضل، ويُعزِّز التركيز على الوقت الحاضر بدلاً من استرجاع الماضي، ومن السلوكات الأخرى التي يُمكن أن تحلّ محلّ التأمُّل: التنفُّس العميق، واليوغا، وغيرها.

ربط المُحفِّزات السلبية بأمور إيجابية

في كثير من الأحيان، ينتج استرجاع الذكريات السيِّئة عن بعض المُحفِّزات، مثل: الأصوات، أو الروائح، أو الأماكن، أو غيرها من الأمور، وفي هذه الحالة، يُمكن اختيار الاستجابة لها بصورة مختلفة؛ أي بالنظر إليها من زاوية أخرى إيجابية، وتكوينها إن لم تكن موجودة؛ فمثلاً، عند الشُّعور بالسوء لفَوحان رائحة عطر ترتبط بذكرى سيِّئة، يُمكن تذكُّر أوقات أخرى سعيدة استُخدِم فيها العطر نفسه، أو البدء باستخدامه في مناسبات إيجابية.

التعبير عن المشاعر بالكتابة

يُمكن استخدام الكتابة بوصفها وسيلة لوصف المشاعر الصعبة أو القاسية التي عانى منها الشخص في ظرف ما؛ ممّا يُساعد على تدفُّق المشاعر بسَلاسة، ورحيلها، وتُساعد الكتابة العقل أيضاً على إدراك الحَدَث على نحو أكثر وضوحاً، واستيعابه، والنظر إليه بوصفه حادثاً أقلّ إزعاجاً، وأقلّ ارتباطاً بتهديدات مُحتمَلة مستقبلاً.

التخلّي

 تتمثَّل هذه الاستراتيجية بالتخلُّص من كلّ ما يتعلَّق بالذكريات السيِّئة أو يُثيرها من أمور مادِّية، أو معنوية، أو في إطار العلاقات، أو إبعادها -كُلّما أمكن-، مثل: التخلّي عن أدوات مُعيَّنة ترتبط بحادثة سيِّئة، أو إخفاء صور ذات علاقة، أو رسم حدود العلاقة بشخص يُمثِّل أساس الذكريات السيِّئة -مثلاً-.

طلب المساعدة

يُمكن للفرد التواصل مع أفراد العائلة والأصدقاء بخصوص التفكير في الذكريات السيِّئة، ومشاركتهم أفكاره ومخاوفه؛ للحصول على الدعم والنصائح من قِبَلهم، وعند عدم النجاح في تخطّي الذكريات السيِّئة بهذه الطريقة، أو بما سبقها، يُمكن الاستعانة بالمُعالِجين المُختَصّين؛ للتعافي منها، ومواجهتها، باستخدام التقنيات العلاجية المناسبة. 

 

المراجع

 [1] verywellmind.com, Ask a Therapist: How Do I Deal With Bad Memories That Pop Into My Head?
 [2] newlife-therapy.co.uk, How to Deal with Unwanted Memories and Repetitive Thoughts
 [3] psychcentral.com, Letting Go of the Past: Why It’s So Hard to Get Over Painful Memories
 [4] medicalnewstoday.com, How to forget unwanted memories
 [5] news.columbia.edu, How Can We Break the Cycle of Focusing on Negative Experiences?

December 03, 2024 / 3:35 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.