فوبيا الظلام: ماذا تعرف عن الخوف من الظلام؟

وعلى الرغم من ارتباط الخوف من الظلام بالنمو الطبيعي خلال مرحلة الطفولة، إلّا أنّ استمراره في مراحل لاحقة قد يشير إلى وجود اضطرابٍ نفسي أعمق، خاصةً عندما يؤثر على الأنشطة اليومية، لذا من الضروري فهم أبعاد هذا الخوف، وأسبابه، وأعراضه، فضلاً عن وسائل علاجه. 

ما هي أسباب فوبيا الظلام؟

تتعدد أسباب الخوف من الظلام، والتي تشمل عوامل وراثية، ونفسية، واجتماعية، مثلاً قد يرتبط الخوف من الظلام بالتخيّلات المخيفة حول ما قد يكون في هذا الظلام، كما تلعب العوامل الوراثية والنفسية دوراً مهماً في تطوّر الفوبيا، وقد يتأثر الأطفال ببيئة يشاهدون فيها أحد الوالدين يعاني من هذا الخوف، مما يزيد من احتمالية تطويرهم لهذا الرهاب، كما أنّ العامل الوراثي يزيد من خطر الإصابة بفوبيا الظلام.

أيضاً قد تنشأ فوبيا الظلام نتيجة سماع قصص أو مشاهدة أفلام مخيفة عن الظلام، بالإضافة إلى تجارب سلبية سابقة حدثت في بيئةٍ مظلمة؛ مثل التعرّض لحادثٍ ما ليلاً، أو حدوث عاصفة شديدة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي وتفعيل صافرات الإنذار ليلاً.

وكذلك قد تكون فوبيا الظلام مرتبطة باضطراباتٍ نفسية أخرى؛ مثل اضطراب قلق الانفصال (SAD) الذي يُصيب الأطفال عادةً، وكذلك اضطراب القلق العام (GAD)، واضطراب الوسواس القهري (OCD).

أعراض فوبيا الظلام: أعراض فسيولوجية وممارسات سلوكية 

تختلف أعراض فوبيا الظلام من شخصٍ لآخر، كما تعتمد على شدّة الحالة، ويُمكن تصنيفها إلى نوعين أساسيين كالآتي:

الأعراض الفسيولوجية

تظهر مجموعة من التغيّرات الجسدية كرّد فعل عند الشعور بالخوف المفرط من الظلام؛ مثل زيادة معدل ضربات القلب، وصعوبة في التنفس، والتعرّق الزائد، والارتعاش، وأيضاً الشعور بالدوار، والغثيان، بالإضافة إلى الشعور بآلام في المعدة والصدر. 

الممارسات السلوكية

تُشير بعض السلوكيات إلى الإصابة بفوبيا الظلام؛ مثل تجنّب الخروج ليلاً، والحاجة إلى النوم مع وجود الضوء، بالإضافة إلى محاولة الهرب من الغرف المظلمة، أو التوتر والغضب عند تشجيعه على البقاء في الظلام، ويُمكن أن تتطور الفوبيا لدرجة الإصابة بنوبة هلع أو قلق شديدة عند التواجد في الظلام أو حتى عند مجرد التفكير به. 

التغلّب على فوبيا الظلام: العلاج النفسي وممارسة الرعاية الذاتية

من أفضل الطرق لعلاج الخوف من الظلام هي اللجوء للعلاج النفسي لدى المتخصصين، وخاصة العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والذي يزيد من وعي المريض وفهمه لكيفية تأثير الظلام على عقله، وتحديد الأفكار التي تُسبب له الخوف والقلق، فضلاً عن تعليمه كيفية تجاوزها وتصحيحها مع مرور الوقت.

ويمكن للمختص استخدام علاجات نفسية أخرى؛ مثل العلاج بالتعرّض (Exposure therapy)، والذي يعتمد على تعريض المريض للظلام أو الأفكار المُرتبطة به تدريجياً ضمن بيئة آمنة ومراقبة، سواءً على أرض الواقع أو بالاستعانة بتكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR)، وفي بعض الحالات المتقدمة، قد يصف الطبيب أدوية محددة للتعامل مع التوتر والقلق المُفرط بالتزامن مع العلاج النفسي.

وعموماً، يُمكن مواجهة الخوف من الظلام عن طريق الرعاية الذاتية، والتي تشمل ممارسة التمارين الرياضية لتقليل أعراض التوتر والقلق، بالإضافة إلى تقنيات الاسترخاء؛ مثل التنفس العميق وتمارين اليقظة الذهنية التي تُركّز على التنفس والأحاسيس الجسدية والوعي باللحظة الحالية، مما يُساهم في تهدئة العقل والجسد، وبالتالي السيطرة على أعراض الخوف من الظلام مع مرور الوقت. 

ختاماً، قد يُسبب الخوف من الظلام مضاعفات سلبية على الحياة اليومية؛ أبرزها العزلة الاجتماعية نتيجة الخوف من المشاركة في الأنشطة التي تتضمن سهرات ليلية أو مجرد الخروج من المنزل ليلاً، بالإضافة إلى المعاناة من الأرق ومشاكل في النوم؛ بسبب الخوف من النوم في الأماكن المظلمة، لذا يُنصَح بتحديد أسباب هذا الخوف ومواجهتها، وعدم التردد في طلب المساعدة من متخصصٍ في الصحة النفسية. 

المراجع 

[1] verywellmind.com, Nyctophobia (Fear of the Dark) 
[2] healthline.com, Nyctophobia: Understanding Fear of the Dark 
[3] medicalnewstoday.com, Nyctophobia: Treatment and what to know 
[4] psychcentral.com, Nyctophobia: Symptoms, Causes, and Treatment 
[5] webmd.com, Nyctophobia: What It Means, How It's Caused, and How It's Treated