جار التحميل...
يعود السبب في هذا الرهاب إلى المرور بتجارب سلبية سابقة مع الأطباء؛ كالمعاملة السيئة، أو التشخيص أو العلاج الخاطئ، أو حتى بسبب الخوف من الألم الناتج عن الإبر أو بعض الإجراءات الطبية الأخرى، وقد يؤثر هذا الخوف سلباً على الصحة العامّة، لذا فيما يلي أبرز الخطوات للتغلّب عليه:
تُتيح بعض المراكز الطبية التواصل مع الأطباء والكوادر الطبية عبر الإنترنت أو المكالمات الهاتفية، إذ تُعد هذه الطريقة فعّالة خصوصاً في بداية العلاج، حيث يُمكن للطبيب تشخيص الحالة وتقديم النصائح اللازمة دون الحاجة إلى الحضور الشخصي، خاصةً في الحالات التي تتطلب تشخيصاً للأعراض دون إجراء فحصٍ جسدي.
وهذا لا يُلغي أهمية المعاينة المباشرة من الطبيب، لكنّه قد يُخفف من حِدة الخوف تدريجياً، ويُشعِر المريض بالراحة والأمان لاستكمال العلاجات اللازمة لاحقاً.
غالباً ما يرتبط الخوف من الأطباء بالمظهر الطبي التقليدي للمستشفيات والعيادات الكبيرة، إذ تؤدي ملابس الكوادر الطبية وروائح المستشفيات إلى الشعور بالخوف وظهور أعراض الرهاب، لذا يُمكن التخفيف من حِدة هذا الخوف عبر زيارة مراكز طبية صغيرة تمتاز بجوٍ أكثر استرخاءً ووديّة.
كما ينصح باختيار طبيبٍ ذو سمعةٍ جيدة وخبرة كافية في مجال تخصصه، وفي الوقت ذاته، مُتفهّماً ويستطيع التعامل مع مخاوف المريض وشعوره بالقلق، مما يعزز شعور الراحة والسكينة، كما يُفضَّل ألا يكون الطبيب ممن يرتدون الزيّ الرسمي الطبي.
تتمثل فكرة التصالح مع الخوف بقبوله وعدم مقاومته أو محاولة تجنّبه؛ أيّ السماح لأعراض الخوف بالظهور كاستجابة طبيعية، مثلاً، في حال ازدياد ضربات القلب نتيجة القلق، يُفضّل عدم الاستجابة بالهروب أو الانفعال أو تجنّب زيارة الطبيب، بل على العكس، يُنصَح بمواجهة المخاوف بالتنفس العميق ومحاولة الاسترخاء، مما يساعد على تقليل الاعتقاد بأنّ زيارة الطبيب تمثل مصدراً للتهديد أو الخطر.
ومن مظاهر قبول الخوف التوقف عن ممارسة سلوكيات الأمان عند التعامل مع الأطباء، والتي تعني السلوكيات التي تمنح راحة مؤقتة في موقفٍ مخيف؛ مثل إغماض العينين، أو إبعاد النظر أثناء سحب الدم، أو مغادرة غرفة الفحص بحجة الذهاب إلى دورة المياه، إذ يَكمُن ضرر هذه السلوكيات في تعزيز الاعتقاد بأنّ البيئة الطبية تُشكّل تهديداً، لذا تعد مواجهتها خطوة فعّالة في التغلّب على هذا الخوف.
تشمل الرعاية الذاتية تطبيق ممارسات تخفف مشاعر القلق والتوتر؛ مثل تمارين التأمل والاسترخاء التي تساعد في تهدئة العقل والجسم عند مواجهة محفزات رهاب الأطباء، ومن أبسط تمارين التأمل والاسترخاء الجلوس في مكانٍ هادئ وإغلاق العينين، ثم التركيز على التنفس والأحاسيس الجسدية، والسماح للأفكار والمخاوف بالظهور دون مقاومتها أو الحكم عليها.
كما تعد التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن من طرق الرعاية الذاتية التي تخفف من أعراض القلق والخوف، إذ إنّ الحفاظ صحة الجسم يُقلل من الحاجة إلى زيارة الأطباء.
يعد علاج رهاب الأطباء أكثر تعقيداً من أنواع الرهاب الأخرى؛ نظراً لأنّ العلاج يتطلب اللجوء إلى الأطباء والمستشفيات، لكن عموماً يُعد من العلاجات الفعّالة للتغلّب على رهاب الأطباء، لا سيما في الحالات المتقدمة، كما يُمكن الاستعانة بأخصائي نفسي عن بُعد عبر الإنترنت.
يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) من أهم العلاجات للتخلّص من رهاب الأطباء، والذي يُركّز على تغيير الأفكار السلبية حول الأطباء والإجراءات الطبية، بالإضافة إلى العلاج بالتعرّض (Exposure Therapy) الذي يشمل التعرّض التدريجي لمواقف ومحفزات مدروسة ومرتبطة بهذا الخوف، والتدرّب على تجاوزها، وأخيراً قد يلجأ الطبيب النفسي إلى صرف الأدوية الطبية في بعض الحالات، للسيطرة على القلق والتوتر.
ختاماً، يُشكّل وجود أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء أثناء زيارة الطبيب دعماً نفسياً ومعنوياً، فقد يقلل من مشاعر الخوف المرتبطة برهاب الأطباء، كما يُمكن طلب الدعم منهم عند اتخاذ قرار بشأن العلاج النفسي، خاصةً في الحالات المُتقدمة التي تتطلب تدخلاً طبياً مباشراً.
كما يُمكن الحصول على المساعدة من مجموعات الدعم التي تضم أشخاصاً يواجهون تجارب أو تحديات مشابهة، إذ تُتيح تبادل الخبرات والدعم العاطفي، مما يُقلل من حِدة الأعراض، ويُمكن الانضمام إلى هذه المجموعات من خلال الحضور الشخصي أو عبر الإنترنت.
المراجع
[1] verywellmind.com, Overcoming Iatrophobia, the Fear of Doctors
[2] verywellhealth.com, Causes and Treatments for Fear of Doctors (Iatrophobia)
[3] choosingtherapy.com, Iatrophobia: 8 Ways to Overcome the Fear of Doctors
[4] medicalnewstoday.com, Iatrophobia: Definition, Symptoms, Causes
[5] clevelandclinic.org, Iatrophobia (Fear of Doctors)