خطوات فعالة للتغلب على فوبيا الكلاب

تعرف فوبيا الكلاب بأنها حالة خوف مستمرة تؤثر على الحياة اليومية وليست حالة مؤقتة أو تقتصر فقط على الشعور بعدم الارتياح، إذ تترافق مع أعراض جسدية ونفسية؛ مثل صعوبة التنفس، وزيادة معدل ضربات القلب، والشعور بالغثيان والدوخة.

وكأيّ نوع من المخاوف، يُمكن التغلّب على فوبيا الكلاب باتباع مجموعة من الخطوات، فيما يلي أبرزها: 

فهم أسباب وجذور الخوف

يُعد فهم جذور الخوف من الكلاب خطوة أولى ومهمة للتغلّب على المشكلة وعلاجها، إذ تتعدد أسباب هذه الفوبيا، وتشمل التجارب الشخصية السلبية المتعلقة بالكلاب؛ مثل التعرّض للمطاردة، أو العضّ من قِبل كلب، أو حتى رؤية شخص آخر يتعرّض للهجوم من الكلاب.

كما يمكن أن يُكتسب الخوف من الكلاب في مرحلة الطفولة؛ مثل مشاهدة ردود فعل مذعورة من قبل الوالدين أو المقربين بسبب الكلاب، كما قد ينشأ هذا الخوف دون تجارب مباشرة معها، كالاستماع إلى قصصٍ مؤلمة ومخيفة عن هجمات الكلاب، أو يُمكن للتغيرات الكيميائية في الدماغ الناتجة عن الصدمات النفسية والجسدية أن تساهم أيضاً في زيادة مستويات القلق وتطوير هذا الخوف. 

ممارسة تقنيات الاسترخاء واليقظة الذهنية

تبرز أهمية تقنيات الاسترخاء في مواجهة الخوف من الكلاب بزيادة القدرة على التحكّم في الاستجابات النفسية والجسدية التي تحدث عند مواجهة هذا النوع من الحيوانات، مما يقلل مشاعر القلق والتوتر، ويهدئ الجسم والعقل، ومن أبرز الأمثلة عليها تمارين "التنفس العميق"، والتي يُمكن تطبيقها من خلال استنشاق الهواء لمدة أربع ثوانٍ، ثم حبس النفس لثانيتين، ثم الزفير لمدة أربع ثوانٍ، وتكرار هذه العملية عدة مرات.

كما تُعد اليقظة الذهنية وسيلة فعّالة لتقليل التفكير السلبي، والحدّ من التوتر المرتبط بالخوف من الكلاب، ويُمكن ممارستها يومياً من خلال الجلوس في مكانٍ هادئ وإغلاق العينين، مع التركيز على التنفس والأحاسيس الجسدية في  اللحظة الحالية، مما يساعد على الوصول إلى حالة من الهدوء العقلي والجسدي.

ممارسة أسلوب التصوّر والتخيّل المُوجَّه

تُقلل تقنيات التصوّر (Visualization) والتخيّل المُوجّه (Guided imagery) من مشاعر القلق والخوف، وتساعد على الاستعداد لمواجهة مواقف مستقبلية محتملة مع الكلاب عن طريق الخيال، ويُمكن تطبيقها من خلال الجلوس في بيئةٍ هادئة ومناسبة للتركيز دون انقطاع، ثمّ الاسترخاء ومحاولة تخيّل مواقف إيجابية مرتبطة بالكلاب؛ مثل لمسها أو الاقتراب منها دون الشعور بالخوف أو القلق، مع تكرار هذه التمارين يوميّاً. 

ممارسة التمارين الرياضية

تقلل التمارين الرياضية من مستويات التوتر والضغط النفسي، كما تُحسّن الصحة العامة وتعزز الثقة بالنفس، مما يزيد من الاستعداد لمواجهة المخاوف المُتعلقة بالكلاب، وتقليل الاستجابات الجسدية والنفسية السلبية، لذا تُعد وسيلة فعّالة للتغلّب على هذه الفوبيا، ومن أفضل التمارين التي يُنصَح بممارستها رياضة رفع الأثقال، والسباحة، والمشي.

العلاج النفسي: خطوة فعّالة للتخلّص من فوبيا الكلاب

قد يصل الخوف من الكلاب إلى مرحلةٍ متقدمة تتطلب التدخل من المتخصصين النفسيين، وعادةً ما يتم تقديم مجموعة من طرق العلاج النفسي، أبرزها ما يلي: 

العلاج السلوكي المعرفي

يُركز العلاج السلوكي المعرفي (CBT) على تحديد الأنماط الفكرية الخاطئة المتعلقة بالكلاب، وتعلّم كيفية تغيير هذه الأفكار والسلوكيات المرتبطة بها إلى أفكار إيجابية وواقعية؛ مثلاً قد يعتقد من يخاف الكلاب أنّ كل كلب سوف يراه سيهاجمه ويعضّه، وهنا على الأخصائي المعالج استبدال هذه الأفكار بأفكار إيجابية، وكذلك تقديم استراتيجيات للتعامل مع أعراض القلق والتوتر التي تظهر عند مواجهة محفزات الخوف من الكلاب.  

العلاج بالتعرّض

يستند العلاج بالتعرّض (Exposure Therapy) على مبدأ التعرّض التدريجي لمصدر الخوف في بيئةٍ آمنة ومراقبة، بهدف مواجهة المخاوف وتقليل مشاعر القلق مع مرور الوقت.

وفي حالة فوبيا الكلاب، قد يتضمن العلاج مجموعة من الخطوات التدريجية، على سبيل المثال؛ يبدأ الشخص بالتفكير في التفاعل مع كلب، أو مشاهدة صور أو مقاطع فيديو لها، ثمّ الانتقال إلى مشاهدة الكلاب من مسافةٍ آمنة، ويُمكن أيضاً العلاج بالتعرّض باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي (VR) التي تتيح للأفراد مواجهة مخاوفهم في بيئة آمنة ومحاكية للطبيعة. 

ملاحظة: في بعض الحالات التي يكون فيها رهاب الكلاب شديداً، قد يلجأ الطبيب النفسي إلى الأدوية الطبية بجانب العلاج النفسي، ولا يجب استخدام هذه الأدوية إلا تحت الإشراف الطبي.

ختاماً، تُعد العُزلة الاجتماعية من أهم المضاعفات الناتجة عن فوبيا الكلاب؛ وذلك بسبب تجنّب الأنشطة الترفيهية أو حتى التجمّعات العائلية التي قد تتضمن وجود كلاب، كما تؤدي هذه الفوبيا إلى فقدان فرص السفر إلى دول تعد الكلاب جزءاً من ثقافتها، وبسبب هذه العزلة قد تصل مضاعفات الفوبيا إلى الإصابة بمرض الاكتئاب، لذا ينبغي اتخاذ الخطوات العلاجية اللازمة للتغلّب على هذه الفوبيا وتجنب آثارها السلبية. 

المراجع  

[1] verywellmind.com, Coping With Cynophobia or the Fear of Dogs  
[2] verywellhealth.com, Fear of Dogs (Cynophobia): Causes and Treatment 
[3] healthline.com, Cynophobia: Understanding Fear of Dogs  
[4] medicalnewstoday.com, Cynophobia: Symptoms, causes, treatment, and FAQs  
[5] webmd.com, What Is Cynophobia?