جار التحميل...
تتمثل أهمية الأخلاق الحسنة فيما يلي:
تُسهم القيم الأخلاقية في تقوية الروابط الأسرية، والتي تتمثل في الاحترام المتبادل بين جميع أفراد الأسرة، مما يوفّر جوّاً مناسباً لإجراء الحوارات العائلية، إضافة إلى برّ الوالدين الذي يقتضي معاملتهما بإحسان ولين، والرحمة التي يجب أن يُراعيها الآباء في التعامل مع أبنائهم، فضلاً عن المودّة بين الزوجين، وكلّ ذلك يقود إلى أسرة متماسكة بعيدة عن العنف، ويقلًل من حالات الطلاق في المجتمع.
إنّ التحلّي بالأخلاق الحسنة يُسهم في انخفاض معدّل الجريمة في المجتمع، وذلك من خلال معالجته للقضايا الأساسية المسببة للسلوك الإجرامي، مثلاً؛ تُسهم الأخلاق الحسنة في الحدّ من تعاطي المخدّرات والكحول والعنف، ممّا يؤدّي إلى تقليل مشاعر القلق والتوتر المرتبطة بالخوف من هذه الممارسات، وتعزيز الشعور بالاطمئنان والسلام، وبالتالي بناء مجتمع أكثر أماناً واستقراراً.
تُعزّز القيم الأخلاقية مثل الاحترام، والصدق، والتعاطف، والاستماع الفعّال، والتواضع، وغيرها من التواصل الناجح والفعال بين الأفراد، إذ تلعب هذه الأخلاق الحسنة دوراً كبيراً في استمرار الحوار وجعله أكثر فعالية بالتركيز على الموضوعات المطروحة بدلاً من تحوّل النقاش إلى تبادل النقد الجارح بهدف التقليل من قيمة الآخر.
وتضمن الأخلاق الحسنة بدورها الاستماع إلى وجهات النظر المختلفة وتقديرها، وبالتالي تشجيع الآخرين على التعبير عن آرائهم وأفكارهم بحريّة، مما يؤدي إلى إجراء مناقشات مفيدة حولها، وتحقيق أفضل النتائج الممكنة.
إنّ القيام بالتصرّفات المختلفة دون الاستناد إلى مبادئ أو قيم واضحة قد توقع الفرد بالشكّ في صحّة سلوكه، وفي المقابل، فإن الالتزام بالقيم الأخلاقية في الأقوال والأفعال يعزز الثقة بصوابيّتها، كما يقلل من الإحراج الناجم عن ارتكاب فعل غير لائق.
تخلق الممارسات الأخلاقية الحسنة في الحياة اليومية أجواءً من الحب والمودّة بين أفراد المجتمع، فعندما يتبنى الأفراد سلوكيات أخلاقية مثل الكرم، والاحترام، والتواضع، وغيرها في أبسط سلوكياتهم، كعرض المساعدة على المحتاجين، واحترام الرأي الآخر وغيرها من السلوكيات التي تُشعر الآخرين بالاهتمام والتقدير، فإنّ ذلك يعزز العلاقات القائمة على المودة والاحترام بين أفراد المجتمع.
يميل الناس إلى الاقتراب من الشخص المهذّب الذي يحترمهم ويُقدّرهم ويُراعي مشاعرهم، مما يؤدي إلى بناء علاقات اجتماعية أوسع وأقوى، كما أنّه سيجذب أصدقاء مشابهين له في القيم والسلوكيات.
تُنمّي السلوكيات الأخلاقية مشاعر الارتباط بالآخرين والانتماء لهم، كما يحظى صاحبها بقبولٍ مجتمعيّ وترحيب، مما ينعكس إيجاباً على تقدير الفرد لنفسه، وشعوره بالرضا.
مع التأكيد على أنّ ازدياد الرضا يرتبط أيضاً باستقرار الحالة المزاجية، وزيادة التفاؤل والأفكار الإيجابية، مما يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب أو القلق.
غالباً ما يهدف السلوك الحسن إلى الرضا عن الذات لا لتوقّع المعاملة بالمثل، لكن هذا السلوك يؤدي فعلياً إلى ردود فعل إيجابية من الآخرين؛ إذ يصبح الناس أكثر لطفاً، وتعاوناً، ورغبة في تقديم المساعدة لاحقاً عندما يتلقون معاملة لطيفة.
عادةً ما تكون الأخلاق الحسنة متأصلة في الشخص، وليست مجرد وسيلة لتحقيق فرص أفضل، ولكن من الطبيعي أن يكون لها تأثيرات إيجابية غير مقصودة، مثل؛ اكتساب السمعة الطيبة واحترام الآخرين وثقتهم، مما يفتح أمام الشخص فرصاً جديدة في مختلف المجالات الاجتماعية أو المهنية أو التعليمية.
المراجع
[1] headspace.com, The importance of good manners
[2] youthfirstinc.org, Why Do We Need Manners?
[3] armyandnavyacademy.org, Good Manners Matter in Preparing for Success in Life
[4] homeschooladventure.com, How Having Good Manners Benefits You Your Entire Life
[5] canr.msu.edu, The power of good manners