جار التحميل...
إذ إنّ تعزيز السلوك الإيجابي يعد أداة قوية لتحقيق التغيير والتطوّر الشخصي، حيث يمنح الفرد شعوراً أفضل بالسعادة والثقة بالنفس، ويُمكّنه من تجاوز المواقف السلبية التي قد يمرّ بها، كما يجعله أكثر تفهماً وتعاطفاً مع ذاته والآخرين، ويمنحه الطاقة للإنجاز والتقدّم في الحياة، ولمعرفة أفضل الأساليب للقيام بذلك يمكن متابعة القراءة:
لا شكّ بأنّ العادات التي يتبناها الفرد في بداية يومه لها تأثير كبير على مزاجه وسلوكه خلال يومه، إذ إنّ تحفيز النفس باستمرار والبدء بعاداتٍ إيجابية مثل ممارسة التمارين الرياضية أو التأمّل، تمنحه مزاجاً جيّداً وطاقة إيجابية طوال اليوم وتزيد من شعوره بالإنجاز، أو حتى قول عباراتٍ تحفيزية للنفس كلّ صباح مثل: "أنا قويّ" أو "أنا فخورٌ بنفسي"، فبناء السلوك الإيجابي يبدأ بالثقة في النفس والقدرات.
تقول الإعلامية ومُقدمّة البرامج الشهيرة أوبرا وينفري: "ما تصب عليه تركيزك يتضاعف، وعندما تركز على ما هو جيد في حياتك، فإنك تُنمي المزيد منه. الفرص، العلاقات، وحتى المال؛ جميعها صار بحوزتي بكثرة عندما تعلمت الشعور بالامتنان في كل الأحوال في حياتي"، فلا شكّ بأنّ هناك الكثير من الأمور التي تُشعر الفرد بالتقدير والامتنان لوجودها في حياته، مهما كانت بسيطة، فلماذا لا يذكّر نفسه بذلك يومياً ويعزز من طاقته الإيجابية؟
إذ يُعتبر أسلوب الامتنان رائعاً للتفكير والتصرّف بإيجابيةٍ مع الأمور المختلفة بدلاً من التركيز على الأمور السلبية، ويُمكن تطبيقه بسهولةٍ عن طريق كتابة 3 أشياء مثلاً تُشعر الفرد بالامتنان لها خلال اليوم؛ مثل شرب كوب من القهوة مع أحد الأصدقاء المُقربين، أو قضاء وقتٍ ممتع مع العائلة بعد يوم عملٍ متعب.
يجب التذّكر دائماً أنّ أخذ كلّ المواقف أو الانتقادات التي قد يتعرض لها الفرد على محملٍ شخصي لا يتماشى مع السلوك الإيجابيّ، حيث إنّ آراء وأفعال الآخرين ليست سوى انعكاسٍ لشخصياتهم وأفكارهم، وليس بالضرورة أن تنطبق على الشخص الموجهة له، فبمجرد أن يأخذ الفرد شيئاً منها على محمل الجدّ، فإنّه يمنحهم السلطة عليه لتعكير مزاجه وجعله سلبياً، لذا، يُنصَح بالتعاطف أكثر مع الذات، وعدم السماح لأي أحدٍ أنّ يُقلل من تقديرها واحترامها، والتعامل مع النقد السلبي ليكون دافعاً للتحسين المستمر.
على سبيل المثال، في حال تكلّم أحد الزملاء في العمل بطريقةٍ عدائية وغير لطيفة مع الفرد، فبدلاً من أن يشعر الفرد بالإهانة والإحراج، فإن عليه أن يحاول احتواء الموقف بطريقةٍ إيجابية وعدم أخذ الأمور على محملٍ شخصي، فربما مرّ بيومٍ سيئ أو تلقى بعض الأخبار المزعجة، فكان موقفه انعكاساً لمشاعره.
يُحفّز التبسّم والضحك الجسم لإفراز العديد من الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالسعادة، والإيجابية، وعدم التوتر، مثل هرمون الدوبامين وهرمون الإندورفين، لذلك يُنصَح بالابتسام والضحك دوماً والاستمتاع بالحياة، وعدم انتظار المحفزّات الخارجية لذلك، بل يجب على الفرد أن يصنعها بنفسه، على سبيل المثال؛ من خلال مشاهدة فيلم كوميدي أو قول بعض النكات المُضحكة للأصدقاء.
يُحدد كل فرد واقعه وأسباب شعوره بالإحباط، وما الذي يُسعده ويجعله يشعر بالثقة والإيجابية، لذا، يُنصَح باختيار المعارك بذكاءٍ والنظر دوماً إلى النصف الممتلئ من الكوب، والتذكّر بأنّه بمجرد استبدال الأفكار السلبية بأفكارٍ إيجابية، يُمكن الحصول على نتائجٍ أفضل وأكثر إيجابية أيضاً.
على سبيل المثال، يُمكن أن يشعر الفرد بالإحراج لأنّ أحدهم علّق على طريقته في تناول الطعام، فيمكن أن يضحكا معاً ويعتبر الموضوع مُزحة لطيفة، كما يُمكن أن يشعر الفرد بالغضب عندما يعلق في أزمةٍ مرورية، فيمكنه استغلال ذلك الوقت في الاستماع إلى البودكاست أو البرنامج الإذاعيّ المفضل لديه.
لا شكّ في أنّ الإيجابية أو السلبية مُعدية! حيث يمنح التواجد مع أشخاصٍ إيجابيين شعوراً أكثر بالسعادة واحترام الذات، كما يجعل السلوك أكثر تفاؤلاً ومرحاً، والعكس صحيح، لذا يُنصَح باختيار الأصدقاء بعناية وتكوين دائرة علاقات من الأشخاص المتفائلين والإيجابيين، الذين يرون دائماً الجانب المُشرق من الحياة، ويقدمون الدعم والتحفيز للآخرين.
ختاماً، يجب التذكر دائماً أن السلوك الإيجابي يُعزز من الصحة النفسية بشكلٍ كبير، إذ يُساعد على التخلّص من المشاعر السلبية والتعافي بسرعةٍ أكبر من التجارب السيئة والشعور بالرضا والمتعة أكثر بالحياة، فالأشخاص المتفائلون والإيجابيون يتمتعون بنوعية حياة أفضل من غيرهم بشكلٍ عام.
كما يُحسّن السلوك الإيجابي من الصحة الجسدية أيضاً، حيث أثبتت العديد من الدراسات الطبية أنّ الأشخاص الذين يفكرون بصورة إيجابيّة ويتصرفون بناءً على ذلك في حياتهم، كانوا أقل عُرضة لخطر الوفاة من أسبابٍ مثل الأمراض القلبية والسكتات الدماغية، مقارنة بالأشخاص الآخرين من نفس العُمر، والذين لديهم نظرة سلبية نوعاً ما للحياة.