جار التحميل...
وتختلف أنواع العلاقات الاجتماعية والروابط بين الناس على أساس الجماعات التي يُكوِّن الشخص معها الروابط، وفي ما يلي تلك الأنواع:
تشمل العلاقات الأُسَرية مجموعة الروابط والتفاعلات التي تنشأ بين الأفراد الذين تربط بينهم روابط بيولوجية وعاطفية وشعور بالانتماء، وتُمثِّل هذه العلاقة الاجتماعية دوراً أساسياً في تشكيل هوية الفرد، وقِيَمه، ووجهات نظره؛ إذ من المفترض أن تُوفِّر العلاقات الأُسَرية مساحة آمِنة للتعبير العاطفي، والتفاهم، والنُّمُوّ الشخصي، والشُّعور بالأُلفة؛ فأفراد العائلة يمرّون بالعديد من التجارب سويّاً، وتأتي العلاقات الأسرية ضمن أشكال مختلفة على النحو الآتي:
وهم الأقارب من الدرجة الأولى الذين يعيش الفرد ويتفاعل معهم يوميّاً وبصورة مُتكرِّرة، ويُؤدّون أدواراً أساسيّة في نمط حياة الفرد وتجاربه، وهم: الأم، والأب، والإخوة، والأخوات، والزوج أو الزوجة، والأبناء، والبنات.
وتُشكِّل هذه العلاقات مجموعة أوسع من الأقارب، وعلى الرغم من عدم وجود تفاعل يوميّ معهم، فإنَّهم يُؤدّون أدواراً مهمّة في العلاقات الاجتماعية لدى الفرد، وتشمل العائلة المُمتَدّة: الأجداد من ناحية الأمّ والأب، والأعمام والعَمّات، والأخوال والخالات، وأبناء الأعمام والعمّات، وأبناء الأخوال والخالات، وأبناء الإخوة والأخوات، والأصهار.
الصداقة علاقة اجتماعية مهمة تقوم على أساس الاعتماد المُتبادَل والمشاركة، وتنشأ لرغبة الفرد في التواصل مع الآخرين ومشاركتهم تجاربه واهتماماته، وتتطلَّب علاقة الصداقة الاحترام، والثقة المتبادلة، والدَّعم العاطفي والمادّي، وهناك أنواع مختلفة من علاقات الصداقة يمكن تقسيمها كما يلي:
وهي علاقة اجتماعية سطحيَّة تنشأ بين الأفراد الذين جرى التواصل معهم مرّات عِدّة عبر أصدقاء مشتركين، أو عبر الالتقاء في بعض الأماكن صدفةً، وقد يُجري معهم الشخص بعض المُحادثات، إلّا أنَّها لا تكون عميقة أو طويلة.
وهي العلاقة الاجتماعية التي تنشأ بين الأفراد من خلال الأنشطة المشتركة، فيكون التفاعل معهم أكثر من المعارف؛ لأنّه تفاعُل مُنتظَم، مثل الأصدقاء في الصالة الرياضية أو نادي الكتاب، وتكون هذه العلاقة الاجتماعية مهمّة؛ للحصول على الرِّفقة أثناء ممارسة الأنشطة.
وتتميَّز هذه العلاقة بعدم فرضها ضغوطاً كبيرة على الفرد؛ إذ لا يعرف أحدهم الكثير عن حياة الآخر؛ لذا، تكون المحادثات خفيفة وممتعة، وهم بهذا يجدون منفذاً؛ للابتعاد عن ضغوط الحياة، والاكتفاء بمشاركة الاهتمامات.
وهي علاقة اجتماعية وثيقة تُبنى على أساس الحب والرعاية؛ فالأصدقاء المُقرَّبون يتحدّثون باستمرار دون الحاجة إلى وجود اهتمامات أو أنشطة مشتركة، وتُوفِّر هذه العلاقة الدعم العاطفي؛ فالصديق الحقيقي المُقرَّب يُمثِّل مساحة آمِنة للتعبير بحُرّية عن الأفكار والمخاوف، بالإضافة إلى قضاء وقت من المتعة والمرح.
وهي العلاقة الاجتماعية التي تجمع بين الأفراد منذ الطفولة، وتتميَّز بالثبات الأقرب إلى ثبات أفراد الأسرة؛ فهؤلاء الأصدقاء مُتواجدون في حياة الفرد منذ الطفولة وحتى النُّضج، وشاركوه الخبرات والتجارب المختلفة؛ ممّا أدّى إلى إنشاء علاقة قوية لا يُؤثِّر فيها الزمن ولا المسافات، وهم حتى لو لم يلتقوا لمُدَّة من الزمن، لن يؤثِّر ذلك في صداقتهم أو قوّة علاقتهم.
تُشير العلاقات في بيئة العمل إلى الروابط التي تنشأ بين الأفراد في البيئة المهنيّة، والغرض منها تعزيز بيئة العمل؛ لزيادة التعاون والإنتاجيّة، ومن هذه العلاقات ما يأتي:
وهي العلاقة الاجتماعية التي تربط بين زملاء العمل في المستوى الوظيفي نفسه، وبناء هذه العلاقة مهمّ؛ لخلق جوّ مُريح وإيجابي، وتعزيز التعاون والعمل الجماعي في بيئة العمل بفاعليَّة، ويمكن بناء علاقة صحِّية بين الزملاء؛ بالثقة، والاحترام المتبادل، والتواصل الفعّال.
وهي العلاقة الاجتماعية التي تنشأ بين المُوظَّفين والمدراء الذين يُشرفون عليهم؛ عبر فهم المدير نقاط القوة والضعف لدى كلّ مُوظَّف، وتوفير الدعم اللازم له، والعدل بين المُوظَّفين؛ لتقليل الصِّراعات بينهم، ثمّ إنّ العلاقة الجيِّدة بين المدير والمُوظَّفين تزيد شعورهم بالانتماء.
وهي العلاقة الاجتماعية التي تنشأ بين المُوظَّف المُتمرِّس ومُوظَّف آخَر مُبتدِئ؛ إذ يشارك الموظَّفُ المُتمرِّسُ في هذه العلاقة المُتدرِّبَ خبراته ومعارفه وموارده؛ لمساعدته في تحسين مهاراته، واكتساب مهارات جديدة.
وهي العلاقات الاجتماعية التي تنشأ بين إدارات الأقسام المختلفة في بيئة العمل، وتُنظِّم هذه العلاقات بيئة العمل، وتُحقِّق الأهداف المشتركة، وتُلغي الحواجز بين الأقسام المختلفة.
وتنشأ هذه العلاقة الاجتماعية بين المُوظَّفين والعُملاء؛ بهدف تلبية احتياجاتهم، وتقديم الخدمات لهم، وكُلَّما كانت العلاقة جيّدة بين المُوظَّف والعميل، ازدادت فرصة التعاون مرّة أخرى بين هذا العميل والشركة، وتُركِّز الشركات على بناء علاقات قويّة بين الشركة والعملاء؛ فهي السبب المباشر للأرباح.
وختاماً، أكَّد الدين الإسلامي على أهمّية العلاقات الاجتماعية، ووضع أُسُساً ومبادئ لتنظيمها، وجعلها قائمة على التعامُل الحَسَن، والاحترام، والتعاون؛ لأنّ الإنسان كائن اجتماعي بطَبعه، وتكوين العلاقات والروابط الاجتماعية يُحسِّن جودة حياته، ويمنحه الدَّعم والسعادة، ويُخفِّف مُستَوَيات القلق والتوتُّر لديه، ويُسهم أيضاً في بناء مجتمع مُترابِط وقويّ.
[1] simplicable.com, 25 Examples of a Social Relationship
[2] mind.family, What Are Family Relationships And Its Importance
[3] verywellmind.com, How the 4 Types of Friendship Fit Into Your Life
[4] teambuilding.com, 16 Types of Workplace Relationships
[5] hcbh.org, The Importance of Social Relationships to Physical and Mental Health