جار التحميل...
لذا تُعَدّ معرفة أهمّيتها، وتعلُّم كيفية تطويرها وتنميتها ليصبح الإنسان مُستمعاً أفضل، أمراً بالغ الأهمّية؛ لتكوين عادات تواصل فعّالة ومُثمِرة، وتطبيقها في الحياة الشخصية والمهنية، ممّا يعود بالفائدة على الفرد والمجتمع.
تُعَدّ مهارة الاستماع مفتاحَ التواصل الفعّال والناجح مع الآخرين، ويمكن تعريفها بأنّها القدرة على تلقّي الأفكار والمعلومات من الآخرين، وفهمها فهماً صحيحاً وعميقاً، مع القدرة على تفسير هذه المعلومات والأفكار، وفهم الرسائل التي تنطوي عليها بدِقّة؛ لمعرفة ما يحاول المُتحدِّث إيصاله وتحديده، وتحسين المحادثة، وجعل التواصل مع الناس أكثر جودة وكفاءة، مع التأكيد على أنّ مهارة الاستماع تتضمّن التركيز على كلام المُتحدِّث بدلاً من التفكير في ردٍّ جيّد على كلامه أو محاولة مقاطعته لإثبات وجهة النظر الشخصية.
والاستماع لا يعني الاهتمام بالقصّة التي تُروى فقط، بل الاهتمام أيضاً بأسلوب المتحدّث أثناء سَردها وروايتها، وبنبرة صوته، وبالمفردات والعبارات التي يختارها أثناء حديثه، وبلغة جسده كذلك؛ من تعابير، ونظرات، وحركات، وإيماءات؛ بمعنى أن يكون المُستمِع على بَيِّنة بالرسائل اللفظية وغير اللفظية جميعها التي يودّ المُتحدّث إيصالها إليه، ممّا يُحقّق إدراكاً وفهماً شاملاً للموضوع.
من المهم تنمية مهارة الاستماع وتطويرها؛ لما لها من فوائد عديدة، من أبرزها:
من أبرز فوائد مهارة الاستماع بناء علاقات قوية وإيجابية وفعّالة مع الناس في الحياة اليومية والشخصية، وتطوير العلاقات المهنية، ممّا يعود على الفرد بفوائد عديدة في مكان عمله، ومنها: فهم المهام المطلوبة، وأداؤها بشكل صحيح، وتجنُّب سوء الفهم مع مدراء العمل والزملاء وغيرهم، والاستماع الجيّد يعني تحقيق رضا العملاء، وتقليل الأخطاء في العمل، وزيادة الإنتاجية في وقتٍ أقلّ، وتشارُك المعلومات التي تؤدّي إلى إنجاح العمل بإبداع وابتكار أكبر؛ فالاستماع هو مهارة تدعم العلاقات الإنسانية الإيجابية جميعها وتُحسِّنها.
يساعد الاستماع الجيّد الفردَ على تعلُّم مهارات جديدة ومفيدة في مجالات الحياة المختلفة؛ من خلال الاستماع الجيّد إلى التوجيهات والدروس والنصائح من أصحاب الخبرة، والمُختَصّين، والمُعلّمين، والمُشرِفين، وغيرهم، وفهمها فهماً صحيحاً، والاستفادة منها قدر الإمكان.
يساعد الاستماع الفعّال إلى كلام الآخرين على تجنُّب الأخطاء التي قد يقع فيها الشخص؛ بالتعلّم من تجاربهم وأخطائهم وعثراتهم السابقة، بالإضافة إلى فهم الأوامر والتوجيهات المهمة، وتطبيقها بشكل صحيح، وتحقيق نتائج أفضل.
مهارة الاستماع فنّ يمكن تعلّمه وتطويره بالتدريب والممارسة المستمرّة، وفيما يأتي توضيح مجموعة من الطرق لتنميتها وتحسينها:
من الطرق المفيدة التي تُنمّي مهارة الاستماع وتُحسِّنها الحفاظ على التواصل البصري مع المُتحدّث، وإظهار الاهتمام بكلامه، والتفاعل معه أثناء الحوار، وتجنُّب الالتفات إلى المُلهِيات؛ كاستخدام الهاتف المحمول، أو النظر إليه مُطوَّلاً أثناء الكلام، أو اللَّعب بالأوراق والكتب، وتقليبها، أو أيّ أمور مُشتِّتة أخرى، والحفاظ على الانتباه الكُلّي للمُتحدِّث، ولكن بطريقة مريحة وعفوية؛ أي دون التركيز على عينيه وكلامه بأسلوب يُربكه ويُوتِّره.
يشمل الاستماع الجيّد إلى المُتحدِّث التفاعل مع حديثه؛ لإشعاره بأنّ أفكاره ورسائله تصل بشكلٍ صحيح، وللغة الجسد تأثير كبير في هذا الأمر؛ إذ يمكن التفاعل مع كلام المُتحدّث بتعابير الوجه التي تتناسب مع ما يقوله؛ كاستخدام تعابير التعجُّب، أو التعاطف، أو الفرح، وما إلى ذلك، ويمكن أيضاً هَزّ الرأس بالموافقة على كلامه بين الحين والآخر مثلاً.
يعتمد الاستماع الجيّد على الذكاء العاطفي بشكل كبير؛ فالمستمع الجيّد يتعاطف بشكل واضح مع كلام المُتحدّث؛ فيُظهر حزنه إذا كان مُحدِّثه حزيناً، ويفرح عندما يُعبِّر مُحدِّثه عن فرحه، ويُظهر الاهتمام عندما يُعبِّر المُتحدّث عن مخاوفه بالكلام وبتعابير الوجه أيضاً، ولكي يستطيع المستمع التعاطف مع الطرف الآخر، عليه أن يضع نفسه في مكانه، ويبذل جهداً لمحاولة فهمه والتركيز معه.
لإظهار الاهتمام بالحوار، وإثبات الفهم الصحيح لكلام المُتحدِّث، يمكن التعقيب على كلامه؛ من خلال إبداء بعض الملاحظات عليه، أو صياغة مُلخَّص بسيط لحديثه، أو طرح أسئلة ذات صلة بموضوع الحوار مثلاً، الأمر الذي يُظهِر للمُتحدّث أنّ المُستمِع يتتبّع سلسلة أفكاره، ويفهمها جيّداً.
المراجع
[1] sg.indeed.com, Listening Skills: Definition, Importance, and Practice Tips
[2] skillsyouneed.com, Listening Skills
[3] thebalancemoney.com, What Are Listening Skills?
[4] futurelearn.com, 7 ways to improve your listening skills
[5] hbr.org, How to Become a Better Listener