جار التحميل...
ورغم أنّ الاكتناز عَرَض رئيسي في متلازمة ديوجانس، إلّا أنّه من الضروريّ التمييز بين الاحتفاظ بالممتلكات التي يرتبط بها كبار السن ارتباطاً عاطفياً، وبين من يُعانون اضطراباً نفسيّاً، وذلك بملاحظة الأعراض الأخرى؛ كالعزلة الاجتماعية، ومشاكل النظافة المنزلية، ثمّ التشخيص من قِبل طبيب.
إنّ الإصابة بهذا الاضطراب من شأنها التأثير سلباً في جودة حياة المصاب وعائلته وأصدقائه، والتسبّب في حدوث توترٍ مستمر أحياناً، ما يتطلّب رعايةً خاصة، وفيما يأتي أهم النصائح للتعامل مع المصابين بمتلازمة ديوجانس:
من المهمّ إدراك أنّ مسألة تغيّر سلوك الاكتناز، أو غيره من أعراض المتلازمة ليس سهلاً أو سريعاً، ويعتمد الأمر بشكلٍ كبير على مدى شدّتها، ومدى قبول المُصاب للعلاج والتغيير، والواجب هنا هو تقبّل التقدّم التدريجيّ، ومباركة الإنجازات الصغيرة، وتهنئة المُصاب على فعلها.
إنّ التحدّي الأساسيّ في مهمّة تقديم الدعم للمصابين بمتلازمة ديوجانس هو إقناعهم بقبول المساعدة، أو خدمات الرعاية الصحّية؛ إذ غالباً ما يُنكرون إصابتهم، ويرفضون بالتالي قبول زيارة الطبيب، ورغم أنّ لا علاج محدّد لهذا الاضطراب حتّى الآن، بل يختلف باختلاف كلّ حالة، إلّا أنّ زيارة الطبيب مهمّة للتشخيص، ومنع تدهور الحالة وازديادها سوءاً.
ويتمثّل علاجهم في العلاج النفسي، والعلاج السلوكي، والعلاجات العائلية، بهدف معالجة الأسباب التي أسهمت في ظهور الاضطراب أساساً؛ مثل بعض الاضطرابات النفسية، كما يُمكن أن تُسهم هذه العلاجات في تغيير سلوكيات معيّنة، أو تخفيف حدّتها.
ورغم أهمية اعتماد أسلوب الإقناع اللطيف بدايةً، وتشجيعهم على منح الثقة للأشخاص المقرّبين، والعاملين في مجال الرعاية الصحّية والاجتماعية، إلّا أنّه من الضروريّ فرض العلاج بالاستعانة بنظام الصحّة العقلية، في حال شكّلت المتلازمة خطراً على حياة المصاب، أو حياة الآخرين.
يلعب الدعم العاطفي دوراً أساسياً في الحفاظ على جودة حياة المُصابين بمتلازمة ديوجانس؛ فهو يُقلّل من شعورهم بالحزن أو الاكتئاب، كما يُقلّل من الوحدة والعزلة أيضاً، والتي تُعدّ جميعها شائعة عند كبار السن، خصوصاً المصابين منهم بالمتلازمة، ومن أبرز أشكال الدعم: زيارتهم أو البقاء بصحبتهم قدر الإمكان، وتفهّم مشاعرهم والاعتراف بها، وإظهار الحب والتقدير لهم، وتقديم وجهات النظر المختلفة بشكلٍ حكيم خالٍ من الأوامر أو الرغبة في السيطرة.
من الضروريّ مساعدة المصابين بالمتلازمة في المهام اليومية المختلفة قدر الإمكان، مثل: الاستحمام، واللباس، والطهي، وتقديم الطعام، والتسوّق، والتنظيف المستمر، والغسيل، وكنس الغبار، والتذكير بتناول الأدوية في ميعادها المحدد وبالجرعات المحددة، مع تأكيد ضرورة الاستعانة بممرّض، أو مساعدٍ منزليّ للقيام بهذه الأمور في حال الانشغال بالمسؤوليات، وعدم القدرة على متابعتها.
إنّ البيئة المعيشية الخاصّة بالمصابين بالمتلازمة تلعب دوراً كبيراً في تفاقم الحالة أو تطوّرها نحو الأفضل أو الأسوأ، لذا من الضروريّ الحرص على توفير مساحة جيّدة صحّية نظيفة وغير مزدحمة، ويُمكن التنقّل فيها قدر الإمكان، مع مراعاة الصبر والتفهّم خلال ذلك، نتيجة وجود احتمال قائم برفض المريض للمساعدة.
وهنا يُنصح بالاحتفاظ بالممتلكات المرغوبة لكن في حدود المعقول، وذلك باستخدام الوسائل التي تُحافظ على النظام، كما ينبغي تجنّب التخلّص منها بشكلٍ كامل، أو بطريقة تُثير الانزعاج، وترتيبها بشكل منظَّم ويسهِّل الوصول إليها، فمثلاً يُخصَّص مكانٌ للممتلكات الشخصية المراد الاحتفاظ بها، مع مراعاة خصوصيتها باحترامها، وعدم الإساءة لها، أو تخريبها، ومكان آخر للممتلكات المراد التبرّع بها، وآخر لتلك المراد التخلّص منها، كل ذلك بالشراكة مع المريض.
كما يُنصح بتحسين الإضاءة بشكلٍ يُتيح رؤية الأشياء المحيطة بشكلٍ جيّد، حفاظاً على الترتيب والأمن، مع محاولة جعل المنزل أكثر عرضةً للشمس؛ فهذا يُسهم في تحسين المزاج والصحّة النفسية، فضلاً عن توفير الإضاءة الطبيعية، وكذلك الحفاظ على صحّة العظام.
وغالباً ما ترافق متلازمة ديوجين أمراضاً وأعراضاً أخرى تُصيب كبار السن أيضاً، مما يجعلهم أكثر عرضةً للحوادث، ولأجل متطلّبات السلامة، يُوصى بتثبيت قضبان الإمساك في الحمام والمطبخ، واختيار البلاط أو السجاد المقاوم للانزلاق، واعتماد الآلات الكاشفة للدخان، وأول أكسيد الكربون، وغيرها من الوسائل التي تؤمِّن الراحة، وتُقلّل من خطر وقوع الحوادث.
يزيد التفاعل الاجتماعي من شعور المصابين بالمتلازمة بالانتماء والاهتمام والتقدير، والذي يُحسّن بدوره من الظروف المعيشية ككل، ومن الأمثلة عليه: تشجيعهم على قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، أو الانضمام إلى نوادٍ محلية لممارسة الهوايات المفضّلة، أو ممارسة الرياضة، أو زيارة المعارض التاريخية أو الثقافية، أو التطوّع في جمعية خيرية، أو حضور الدروس الدينية أو التعليمية، وغيرها من الأنشطة التي يُمكن أن تُثير إعجابهم.
في بعض الحالات التي تنطوي على خطورةٍ صحّية، يصعب التعامل مع المصابين بمتلازمة ديوجانس بشكلٍ شخصيّ، ويتطلّب الأمر نقلهم إلى مركز صحّةٍ عقلية موثوق، يُقدّم لهم الرعاية الصحّية واليومية اللازمة، مع التأكيد على أن يكون هذا هو الخيار الأخير، وبالاعتماد على استشارة الطبيب وتقييمه النفسيّ للحالة، إذ إنّ المكان الأفضل دائماً للمُصاب هو منزله وبين عائلته وأسرته، وإنّ الانتقال إلى المشفى يُمكن أن يضرّ بحالتهم ويزيدها سوءاً، ما لم تستدعِ الضرورة ذلك.
المراجع
[1] amyseden.com, How to Improve the Quality of Life of Your Senior With Diogenes Syndrome
[2] mentesabiertaspsicologia.com, Diogenes syndrome: causes, symptoms and treatment
[3] medicalnewstoday.com, Diogenes syndrome: What you need to know
[4] goldenplacements.com, Is Your Senior Loved One Hoarding? Understanding Diogenes Syndrome
[5] thecaringchoice.com, Diogenes Syndrome: How to Handle Parents Who are Hoarders