جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
اجعل نظرتك موضوعية

التعاطف الانتقائي وكيفية تجنب الوقوع فيه

23 أكتوبر 2024 / 6:55 PM
التعاطف الانتقائي وكيفية تجنب الوقوع فيه
download-img
يُعرّف التعاطف الانتقائي (باللغة الإنجليزية: Selective empathy) أنّه الشعور بالتعاطف تجاه فئات معيّنة دون غيرها؛ بناءً على تفضيلات شخصية، أو قناعات مسبقة، أو وجود سمات مشتركة غالباً، كالعرق، أو اللون، أو الدين، أو اللغة، وبالتالي فإنّه يقوم أحياناً على أساس التمييز والعنصرية.

يجدر بالأفراد فعل ما يلزم تجنباً للوقوع به، وفيما يأتي كيفية ذلك: 

الإقرار بالمشكلة لإيجاد الحلول

لحلّ أي مشكلة كانت، يتطلّب الأمر ابتداءً الوعي بها، وفي هذه الحالة على الفرد إدراك أنّ ما يقوم به من تعاطفٍ انتقائيّ هو نوعٌ من التحيّز غير المقبول. 


ويجدر ذكر أنه في كثير من الحالات، يكون التعاطف الانتقائي ناتجاً عن ميل الإنسان الفطري للتعاطف أكثر مع الأشخاص المقرّبين منه، أو من يشبهونه مقارنةً بالغرباء، لذا من المهم الإقرار بهذا الميل، لمحاولة تصحيح سلوكياته ونتائجه السلبية، بدلاً من إنكاره أو تبريره.

اختيار التعاطف مع الجميع

يعتقد العديد من الأشخاص أنّ المشاعر تلقائية وتحدث بلا وعي، إلّا أنّ الحقيقة تقتضي وجود جانبٍ من الاختيار فيها؛ ومن هنا يُمكن للإنسان أن يختار بأن يكون متعاطفاً أو لا، لذا يُمكن أن تكون الخطوة الأولى للابتعاد عن التعاطف الانتقائيّ هي اختيار التصرّف بالتجاوز عن التحيّزات، وحتى عندما يكون الأمر صعباً أو غير مريحاً. 

الابتعاد عن العنصرية

بما أنّ التعاطف الانتقائيّ يقوم في بعض حالاته على العنصرية، تقتضي الحكمة معالجتها أولاً، ويُمكن ذلك عن طريق مراجعة القيم الأخلاقية، والصور النمطية، والأحكام المسبقة المتعلقة بالأشخاص المختلفين، والتي اكتُسبت خلال مرحلة الطفولة.


كما بالإمكان قراءة المقالات والكتب، أو مشاهدة الأفلام والأفلام الوثائقية، وغيرها ذات الصلة بقضايا العنصرية، مع الاستماع إلى أقوال من يُعانون منها، ومحاولة استيعاب معاناتهم مع التمييز وفهمها.

البحث عن التشابه لا الاختلاف

يتميز التعاطف الانتقائي بتركيزه على الصفات المختلفة التي تمتلكها فئة معيّنة مقارنة بما هو شائع أو مألوف، فيُبرزها نتيجة لذلك، وفي أحيانٍ أخرى لا يرى سواها، فينشأ شعور بالنبذ أو عدم الاهتمام، والصحيح أنّ بالإمكان إيجاد الكثير من السمات المشتركة بين الفئات المختلفة، وأوّلها الرابطة الإنسانية، والتي تُحفّز لدى الأفراد قدرتهم على التعاطف مع الجميع.

إسقاط الموقف على الذات

عندما يضع الإنسان نفسه في موقفٍ مماثل وقع فيه آخر، سيُصبح من الأسهل عليه فهم مشاعره وقبولها، ومن ثمّ التعاطف معه، فمثلاً بدلاً من المرور بإنسانٍ تائه في الطريق وعدم تقديم المساعدة له، وتجاوزه باعتباره شخصاً غير مهم، يُمكن للإنسان تصوّر نفسه يمر بالمشكلة ذاتها، وهنا يُمكن التعاطف معه وتقديم المساعدة.

المشاركة في الأنشطة الاجتماعية الداعمة للآخرين

إنّ المشاركة في المجموعات الخيرية أو المناصرة للمحتاجين، ومن ثمّ الاحتكاك مع الفئات المختلفة التي تُعنى بها تلك المؤسسات، من شأنها أن تبني علاقة صحّية ومتعاطفة معهم، والتي تعود فوائدها ليس على المحتاج فقط، بل على مُقدّم الرعاية أيضاً، كتعزيز الشعور بتقدير الذات والرضا عنها.

التعرّف إلى وجهات نظر جديدة

إنّ التعرّض لوجهات نظر جديدة دائماً من شأنه كسر الآراء أو القواعد الجامدة، التي يحملها بعض الأشخاص تجاه بعض الأمور، وهذا لا يعني بالضرورة تغيير المبادئ، إنّما فهم المبادئ الأخرى المختلفة، واستيعاب إيمان البعض بها، والقبول بأنّه لا يُشترط بالجميع التصرّف بالطريقة نفسها أو مواجهة المصاعب ذاتها، للقبول بالآخرين أو التعاطف معهم.


وكذلك يتميّز الإنسان المتعاطف بأنه مهتم بشؤون من حوله، وفي هذا السياق يُمكن إنشاء محادثات مع الغرباء، ومحاولة التعرّف إلى تجاربهم في مختلف مناحي الحياة -كلّما أمكن ومع مراعاةٍ لخصوصيّتهم-، وبهذه الطريقة يُمكن التعرّف إلى وجهات نظر مختلفة، وأنماط حياة جديدة، وفهم الصفات الفريدة الخاصّة بهم، والتي تُعزّز جميعها من القدرة التعاطفية، وتُطوّر فهماً أفضل لهم.

تعزيز مهارة الاستماع

تُعد مهارة الاستماع المبنيّة على الإصغاء الجيّد، مع عدم المقاطعة أثناء الكلام، وعدم إطلاق الأحكام جزءاً أساسياً من رحلة بناء التعاطف تجاه الآخرين المختلفين أو غير المعني بهم، فعن طريقها يُمكن فهم مواقفهم وعواطفهم، وبالمقابل فإنّ التشويش على المتكلّم من شأنه جعل الحوار أقلّ جودة، أمّا الانتقاد واللوم فيحدّ من إيجاد فرصةٍ لفهم مشاعر الآخر والتعاطف معه.

 

المراجع


 [1] psu.edu, The empathy option: The science of how and why we choose to be empathetic
 [2] nnedv.org, 8 Everyday Ways to Fight Racism
 [3] voicesofyouth.org, Five actions you can take against racism and discrimination
 [4] helpguide.org, What is empathy?
 [5] webmd.com, How to Be More Empathetic

October 23, 2024 / 6:55 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.