أبرز طرق تسويق الذات: تحقيق النجاح الشخصي في سوق العمل

ويُعرف التسويق الذاتي (Self Marketing) بأنَّه إيصال المهارات والخبرات والقِيَم بفاعليَّة إلى الفئة المُستهدَفة؛ بهدف إبراز الذات وسط المنافسين؛ وسواء أكان الهدف من التسويق الذاتي هو الحصول على وظيفة، أم الترقية في العمل، أم التسويق لعمل مُستقِلّ، فإنّ هناك مجموعة من طرق تسويق الذات التي تساعد في ترك انطباع جيِّد ودائم لدى الآخرين، وفي ما يأتي أبرز هذه الطرق:

بناء هوية شخصية مُتميِّزة

يُعَدّ بناء هوية شخصية قوية ومُتميِّزة من أهمّ طرق تسويق الذات؛ لأنَّها تساعد الشخص على أن يكون فريداً ومُتفوِّقاً على الآخرين، ويتطلَّب بناء هذه الهوية تحديد الشَّغَف، والمواهب، ونقاط القوّة؛ لترك بصمة خاصَّة وإبداعية يسهُل على الآخرين تذكُّرها عند التسويق للذات، ويُمكن تحديد الشغف بالتفكير في الأمور التي يُجيدها الشخص وتجلب له المتعة في الوقت ذاته، ضمن مجال مُحدَّد وواضح.

بناء شبكة علاقات قوية

يُعَدّ التواصل مع الجمهور المُستهدَف والمُحترِفين والأشخاص الذي يُشاركونه الشغف والاهتمامات ذاتها وسيلةً فاعلة للتسويق للذات، والحصول على فرص جديدة، وزيادة الخبرة، وتعزيز التطوُّر الشخصي والمهني، علماً بأنّ أفضل طريقة لبناء العلاقات تتمثَّل بالحضور وجاهيّاً في المُؤتمرات، والندوات، ووُرَش العمل، وغيرها من الفعاليات والاجتماعات التي تضمّ أشخاصاً من ذوي الاهتمامات المُشترَكة، والتي يُمكن من خلالها التسويق المباشر للهوية الشخصية، والخبرات المهنية.

الحضور الفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي

باتت مِنصّات التواصل الاجتماعي في العصر الحالي أداة أساسية لتسويق الذات؛ ممّا يعني ضرورة بناء حُضور قوي من خلالها؛ سواء المِنصّات التي يُمكن فيها تسويق السيرة الذاتية والتواصل مع المُحترِفين، مثل مِنصَّة لينكد إن "Linkedin"، أو مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، مثل: فيسبوك "Facebook"، وإنستغرام "Instagram"، والتي يمكن من خلالها مشاركة الإنجازات، وإبراز الخبرات والمهارات.

وتُعَدّ مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة فاعلة أيضاً في بناء العلاقات والتواصل المباشر مع العُملاء المُحتَمَلين، مع الحرص على أن يكون الحضور عليها حضوراً ذكياً؛ بمعنى عدم الابتعاد كثيراً عن مجال التخصُّص، وعدم المشاركة كثيراً بهدف الحصول على المزيد من الإعجابات فقط.

التسويق بالمحتوى

يُعَدّ التسويق بالمحتوى (Content marketing) وسيلة فاعلة لتسويق الذات، وبناء صورة مهنية مُتميِّزة، ويُقصَد به تقديم قيمة حقيقيّة للآخرين؛ عبر مشاركة المعرفة والخبرات عبر الإنترنت؛ سواء بكتابة المقالات والمُدوَّنات، أو بتصميم مقاطع الفيديو، وما يُميِّز هذه الطريقة أنّها تُظهِر مدى خبرة الشخص في مجاله؛ ممّا يساعده في بناء سُمعة قوية، ويزيد احتمالية حصوله على فرص جديدة.

ويتطلَّب التسويق بالمحتوى تخصيص وقت مُحدَّد يومياً أو أسبوعياً على الأقلّ؛ لصناعة المحتوى ونَشره، بالإضافة إلى تطوير مهارة تحسين مُحرِّكات البحث (SEO) عند التسويق باستخدام الموقع الإلكتروني الخاصّ؛ إذ تُساعد هذه الخاصِّية على ظهور الموقع في أعلى نتائج البحث على مُحرِّكات البحث عندما يُدخِل المستخدمون كلمات مفتاحية ذات صِلة بمحتوى الموقع.

التحدُّث بوضوح عن الإنجازات

في كثير من الأحيان، ينبغي على الشخص أن يتقدَّم ليتحدَّث بنفسه عن إنجازاته، ومهاراته، والجوانب المُميَّزة فيه؛ لتسويق ذاته، وإبرازها، ويتحدَّث عن الشهادات المُعتمَدة التي يملكها في مجاله؛ لأنَّها تُؤكِّد مدى خبرته، وتزيد ثقة الآخرين به.

ويمكن تحقيق ذلك بالمشاركة في المُؤتمَرات، والندوات، ووسائل الإعلام، أو المُحادثات الشخصية، وهنا، لا بُدّ من استخدام أفضل الطرق للتعبير عن الذات؛ باستخدام العُروض التقديمية مثلاً، إضافة إلى ضرورة التحدُّث بنبرة صوت واضحة، واستخدام لغة جسد واثقة.

التطوُّع ومساعدة الآخرين

تُعزِّز خدمة الآخرين السُّمعةَ الإيجابيةَ للأشخاص؛ ممّا يجعلها من الطرق المُهِمَّة لتسويق الذات؛ إذ إنّ تقديم الوقت والجُهد دون مُقابِل يعكس الالتزام الحقيقي للشخص، ويُظهِر امتلاكه قِيَماً مُهِمّة، مثل: الإيثار، والتعاون، الأمر الذي يجذب بدوره الانتباه، ويُعزِّز العلاقات الاجتماعية، ويمكن أن تقتصر مساعدة الآخرين على الإرشاد وتقديم النصائح للأفراد، أو قد تكون عمليَّة أكثر، وفي مجالات بعيدة عن مجال التخصُّص، مثل المشاركة في الأنشطة التطوُّعية المجتمعية.

الاستمرار في التعلُّم والتطوُّر المعرفي

مهما كانت خبرة الشخص قوية، وإنجازاته كثيرة في مجاله، تبقى هناك حاجة دائمة إلى التعلُّم المُستمِرّ؛ لمواكبة التطوُّر والتوسُّع المُتسارِع في المجالات المختلفة، وكُلَّما زادت قوّة المعرفة لدى الشخص وخبرته التي يتفوَّق بها على المنافسين في مجاله، زادت ثِقة الناس به، وأصبح مَرجعاً موثوقاً للمهارات والمعلومات؛ ممّا يعني ضرورة تخصيص وقت للبحث والاطِّلاع على آخر التطوُّرات والمُستجدّات المعرفية الجديدة المُتعلِّقة بمجال العمل، وتعزيز الخبرات والمهارات الشخصية دورياً وباستمرار.

وختاماً، للتسويق الذاتي فوائد كثيرة تعود على الفرد على المستوَيَن؛ الشخصي، والمهنيّ؛ إذ تُعزِّز الثقة بالنفس، وتُتيح الفرص لبناء علاقات إيجابية ومُلهِمة، بالإضافة إلى أنّ التسويق الذاتي يزيد جودة الفرص والخيارات المُتاحة إن مارسه الفرد ممارسة صحيحة؛ ممّا يُوجِب عليه الحذر من عدم المبالغة في التسويق الذاتي، أو اتِّخاذه وسيلة للزَّهو بالذات؛ كي لا يحصل على نتائج عكسية. 

المراجع  

[1] maryville.edu, Personal Brand Tips: How to Promote Yourself Without Overselling
[2] leaders.com, How to Market Yourself: 8 of the Best Methods 
[3 indeed.com, How to market yourself in 7 ways (With helpful examples) 
[4] fool.com, 7 Strategies for Marketing Yourself 
[5] blurb.com, How to Market Yourself: 6 Self-Promotion Tips