جار التحميل...
لذلك فإنّ معرفة كيفية التعامل مع النقد السلبي لتجنّب تأثيره الضار في النفس يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في توازن الإنسان وراحته النفسية، ويُمَكّنه من الاستمرار بالتطور والنجاح دون الالتفات إلى مثل هذه العقبات الصغيرة، تابع القراءة لتتعرف إلى النقد السلبي، سلبياته وإيجابياته، وكيفية التعامل معه.
يركّز النقد السلبي على توجيه الانتقادات إلى الأمور التي تعد خاطئة أو غير مقبولة من وجهة نظر الناقد بتسليط الضوء على النقاط السلبية التي ارتكبها الشخص الموجه إليه النقد، مع تقديم اقتراحات عما كان ينبغي فعله على نحو صحيح، ويرى البعض أنّ النقد السلبي بمثابة هجوم أو إساءة بسبب تركيزه على الأخطاء.
تكمن المشكلة الرئيسة في النقد السلبي في أنه ليس مجرد كلمات تُقال على مسامع الآخرين، بل يمكن أن يترك أثراً سلبياً عميقاً جدّاً في نفوسهم، مع تأثيره في العلاقات بين الناس، ومن أبرز سلبياته:
غالباً ما يؤثر النقد السلبي في شعور الأشخاص تجاه أنفسهم، فيجرح كبرياءهم، ويجعلهم يشعرون بانعدام القيمة، لا سيّما إذا كان بأسلوب هجومي أو جارح، ما يؤدي إلى زعزعة ثقتهم بأنفسهم وعدم الفخر بإنجازاتهم.
عندما ينتقد البعض أحد الأشخاص، أو يحاولون التقليل من شأنه أو إحباطه، فإنه حتماً سيشعر بالاستياء منهم، وسينفر منهم شيئاً فشيئاً وإن كانوا من دائرة المقربين منه.
عند التعرّض إلى النقد السلبي، فإنّ الشخص المُنتقَد يجدُ نفسه مرغماً على اتخاذ وضعية الدفاع عن نفسه وتبرير ما يراه الآخرون أخطاءً أو تقصيراً.
رغم الآثار السيئة التي يتركها النقد السلبي، لكن يمكن أن يكون مفيداً أحياناً، لا سيّما إذا تمكّن الشخص المُنتَقَد من التعامل معه على نحو صحيح، وعدّه دافعاً قوياً لإثبات كفاءته وتصحيح بعض الأخطاء أو تطوير نفسه نحو الأفضل.
عند التعرّض إلى النقد السلبي، لا بدّ من التصرف بحكمة ووعي، حتى لا يتمادى المنتقدون، وحتى لا تترك انتقاداتهم آثاراً سلبيةً ضارةً في النفس، لذلك يُنصح بتطبيق النصائح الآتية.
ينبغي أن يتحلى الشخص الذي يُنتقد بالصبر والتأني، فلا يدافع عن نفسه فور سماع الانتقاد، فهذا يوحي للآخرين بأنه شخص لا يتقبل النقد أو لا يستمع للآراء. ومن المهمّ أيضاً التحكّم بالمشاعر في هذه اللحظة، بما في ذلك ضبط الانفعالات وتعابير الوجه ولغة الجسد، والتوقف للحظات للتفكير في الرد المناسب.
يجب التمعّن بطبيعة الشخص الذي يُوجّه إليه النقد السلبي ومؤهلاته، هل هو مؤهل لذلك؟ هل حقّق إنجازات سابقة في المجال نفسه الذي ينتقد فيه؟ هل نيّته من النقد سليمة، لكن خانه التعبير؟ فالإجابة عن هذه الأسئلة ستساعد في تحديد إذا ما كان الشخص المُنتَقَد سيتقبّل النقد أم لا، فقد يأتي النقد السلبي من أشخاص مؤهلين، وقد يأتي أيضاً من أشخاص ينتقدون كل شيء، ويكون هدفهم الإحباط وليس تحسين الأداء.
لا تستحق أكثر الانتقادات السلبية الرد عليها، لا سيّما إن كانت جارحة أو غير موضوعية، وفي هذه الحالة من الأفضل تجاهل النقد السلبي تماماً بعدم الرد عليه أو بحذف الرسالة إن وجّه عبر الرسائل، وعدم السماح لهذه الانتقادات بالتأثير في الحالة النفسية للمتلقي أو ثقته بنفسه.
في بعض الأحيان يمكن الرّد على النقد بلباقة واحترام، لا سيّما إن كان يتضمن بعض الملاحظات المنطقية، مع شرح الأسباب بموضوعيّة، مع مراعاة عدم رد الإساءة بإساءة مثلها للاحتفاظ بموقف قوي، وذلك يمكن أن يُشعر الشخص المُنتَقِد بأنه كان مخطئاً في أسلوبه أو بعض النقاط التي طرحها.
بعد مرور ما يكفي من الوقت، من الجيد أن يجلس المُنتَقَد بعض الوقت للتفكير والتمعّن في النقد السلبي الذي تعرّض إليه، فقد يكون فيه شيء من الصحة بغض النظر عن الأسلوب، فيمكن أن يراجع نفسه، ويفكر في الجوانب التي يمكن إصلاحها في شخصيته أو عمله أو أدائه الدراسي أو الوظيفي، ويستفيد من النقد السلبي بكيفية تنعكس إيجاباً عليه.
المراجع
[1] lifeoptimizer.org, 3 Disadvantages of Criticizing Others
[2] wework.com, Accepting positive and negative criticism
[3] indeed.com, How To Handle Criticism in the Workplace (Step by Step Guide)
[4] theeverygirl.com, 5 Empowering Documentaries Currently Streaming on Netflix
[5] goodstorycompany.com, How to Deal With Negative Criticism