جار التحميل...
بالإضافة إلى دور الترقية في العمل في محافظة الشركة على موظَّفيها المثاليين، وضمان عدم تركهم العمل في المستقبل، وإسهامها في جذب أكبر عدد من الموظَّفين المُتميِّزين؛ لما تُقدِّمه لهم من حوافِز مُجزِية.
تمثِّل الترقية في العمل نقل الموظف من وظيفته الحالية إلى رتبة أخرى في مستوى تنظيمي أعلى، يصحبها عادةً مُسمّىً وظيفيّ جديد؛ بناءً على عدد سنوات الخبرة، أو الأقدمِيّة، أو الأداء المُتميِّز، وغالباً ما تشمل زيادةً في أعباء المسؤوليات المُوكلة إلى المُوظَّف، وزيادة في الراتب والاستحقاقات والمُكافآت التي يُمكنه الحصول عليها، وتكون بمثابة الشكر والامتنان لما قدَّمه من إخلاص وتَفانٍ في العمل تجاه الشركة التي يعمل فيها خلال مدَّة مُعيَّنة.
ومن الجدير بالذكر وجود أنواع مختلفة للترقية في العمل حسب الهيكلة الوظيفيّة، وتشمل: الترقية الأفقية التي تعني زيادة أجور الموظفين مع تغيير طفيف في مسؤولياتهم، أو دون أيّ تغيير، والترقيةَ الرأسية التي تشمل زيادة مسؤوليات الموظف، وراتبه واستحقاقاته معاً، بينما تزيد الترقية الجافّة من مسؤوليات الموظف، مع إبقاء راتبه ومزاياه كما هي دون تغيير، والترقية المفتوحة التي تتمثَّل بفتح المجال أمام الموظفين جميعهم لشغل المنصب الجديد، أمّا الترقية المُغلقة، فتعني تحديد مجموعةٍ مُعيَّنة ومُختارة من الموظَّفين، وتأهيلهم للرُّتبة الجديدة.
يُمكن الحصول على الترقية باتِّباع مجموعة من النصائح المُوضَّحة فيما يأتي:
يميل مدراء الشركات عادةً إلى الموظف النموذجي الذي يُنجز الأعمال المُوكَلة إليه بأفضل أداءٍ ووقتٍ ممكن، وللحصول على الترقية في العمل، لا بُدّ من إثبات ذلك بالحضور في الوقت المُحدَّد دائماً؛ سواء كان مُتعلِّقاً بحضور الاجتماعات، أو بأوقات الدوام الرسمية، أو بوقت إنهاء المهامّ اليومية على نحوٍ أفضل، فضلاً عن تجنُّب المزاح غير اللائق، أو نقل الكلام خارج نطاق العمل بين الموظفين، والاعتراف بالأخطاء في العمل عند حدوثها، وهو دليل على احترام الآخرين، وامتلاك مواصفاتٍ قِيادية وتنظيمية تُؤهِّل الموظّف للحصول على الترقية في العمل.
يسعى الموظف المُميّز إلى تطوير قدراته؛ لإثبات أنَّه يستحقّ الترقية في العمل، وهذا هو الفرق بينه وبين الموظف العادي؛ إذ يجب السعي إلى تطوير مختلف المهارات؛ سواء كانت مهارات شخصية؛ كالتواصل الفعّال، وتنظيم الوقت، والذكاء العاطفي في العمل، أو مهارات مهنية؛ كالاشتراك في الدورات التدريبية عبر مواقع الإنترنت التعليمية، أو مهارات تتعلّق بمؤسسة العمل على نحو خاصّ؛ كالتدرُّب على البرنامج الذي تستخدمه المؤسسة، ممّا يزيد فرص الحصول على الترقية، ويدلّ على قابلية الموظف للتطوُّر، وقدرته على التعامل مع المواقف المختلفة.
يجب على الموظف التصرُّف دائماً وكأنَّه قائد حتى لو لم يكن كذلك في الواقع، كما ينبغي عليه إظهار الاكتفاء الذاتي في القدرة على حلّ المشكلات؛ فهذا يُعزِّز رغبة المديرين بترقيته في المستقبل؛ لأنّ القائد الناجح يُنجز المهامّ على أكمل وجه، ويقترح حلولاً للمشكلات التي يواجهها صاحب العمل، فضلاً عن المبادرة في تولّي المهامّ والأعمال الصعبة نوعاً ما، ومحاولة إنجازها بالتعاون مع فريق العمل.
عادةً ما يتطلّب حصول الموظف على الترقية موافقة مجموعة من زملاء العمل وليس المدير وحده، وفي هذا تَكمُن أهمية تكوين علاقات اجتماعية بين المدراء والزملاء، ممّا يُكسِب الموظفَ محبَّة الآخرين له، وازدياد فرص حصوله على الترقية، وتصبح بيئة العمل بذلك أكثر سلاسة ومتعة، ويحدث ذلك بالتعاون مع زملاء العمل، وتقديم المساعدة لهم، وإظهار المحبّة والاحترام للجميع، والتواصل الجيّد أثناء حضور الاجتماعات، والالتزام بحضور الأنشطة الجماعية التي تكون خارج ساعات العمل الرسمية؛ كالمشاركة في لعبة كرة قدم مع الزملاء.
يؤدّي تبنّي المواقف الإيجابية إلى حصول الموظف على تقديراتٍ مُميَّزة في العمل وتعزّز فرصه في تحقيق أهدافه المهنيّة، وتَكمُن هذه المواقف في إظهار التفاؤل والإيجابية قدر الإمكان، والابتعاد عن التوتُّر أو التذمُّر من كثرة المهامّ والمسؤوليات، ومحاولة النظر إلى تحدِّيات العمل من زوايا مختلفة، والتفكير فيها على نحو أكثر إبداعاً وفاعِليّة؛ لتجاوزها، بالإضافة إلى إظهار التعاطف مع الزملاء، ومساعدتهم على حلّ المشكلات التي يواجهونها.
وختاماً، يُمكن الاستفادة من تجارب الموظفين الآخرين المُميَّزين ضمن مجال العمل، وفهم الوسائل التي اتَّبعوها؛ للحصول على الترقية، والتعرُّف أكثر إلى المهارات والخبرات التي أهَّلَتهم لذلك، والسعي إلى تحسينها وتعلُّمها على نحو أفضل، ويجب تحديد نقاط القوة والضعف التي يمتلكها الموظف عموماً، والعمل على تحسينها وتطويرها حتى يُصبح أفضل ومُؤهَّلاً للترقية.