جار التحميل...
وتوجد مجموعة واسعة من الطرق لتطوير المهارات في سوق العمل بنوعيها؛ الصلبة والناعمة، والتي تختلف في طبيعتها ومواردها المطلوبة، وفيما يأتي توضيح لأهم هذه الطرق.
المهارات الناعمة "Soft Skills" هي المهارات الشخصية التي تُميِّز الموظف، وتؤثر في كيفية تعامله مع الآخرين وتنفيذ مهامه اليومية، وهي غير قابلة للقياس كالمهارات الصلبة -أي الفنّية- التي تركّز على معرفة الشخص بالمهنة نفسها، وإنّما تُركِّز المهارات الناعمة على الاتِّصال الفعّال، وحلّ المشكلات، والقيادة، والتعاون، والتفاعل الاجتماعي، وغيرها من المهارات السلوكية والاجتماعية.
وبالرغم من ارتباط المهارات الناعمة أكثر بشخصية الموظف، إلّا أنّ هذا لا يعني عدم القدرة على تعلّمها أو تطويرها، بل يُعَدّ ذلك ضروريّاً للتطوُّر الشخصي والوظيفي في سوق العمل الحالي، ويمكن تطوير المهارات الناعمة من خلال الاستراتيجيات الآتية:
لتطوير المهارات الناعمة، ينبغي على الموظف أن يتعلّم من تجاربه السابقة والحالية كي يُطوّر مهاراته؛ فعلى سبيل المثال، بعد الانتهاء من مشروع ما، أو حتى خلال مراحله، يمكن جمع الملاحظات، والاهتمام بالتغذية الراجعة من الأشخاص الذين شاركوا في هذا المشروع؛ لمعرفة كيفية تحسينه في المرات القادمة، فاستخلاص الدروس من التجارب يُعَدّ من أكثر طرق التعلُّم فاعلية.
يُعَدّ التواصل الفعّال من المهارات الناعمة الأساسية في بيئة العمل؛ لذا يُنصَح بتطويرها واستغلال الفُرَص لبناء علاقات جيّدة مع زملاء العمل؛ من خلال التواصل المنتظم؛ سواء كان التواصل مباشراً وجهاً لوجه، أو كان عبر البريد الإلكتروني، أو ما إلى ذلك؛ فالتواصل الفعّال سيعود على الجميع بالفائدة حتماً، حتى وإن كانت مهامّ العمل لا تتطلّب العمل الجماعي.
ولتنمية مهارة التواصل، يجب توجيه الكلام إلى الآخرين بما يتناسب مع فهمهم واحتياجاتهم، بحيث يكون واضحاً ومفهوماً؛ لتجنُّب أيّ لبس أو سوء فهم، فإن كان التواصل مباشراً، لا بُدّ أن تكون نبرة الصوت واضحة وطريقة التعبير مناسبة، الأمر الذي سيؤثّر بشكلٍ كبير في نجاح التواصل.
يتمثّل الانفتاح بتلقّي التغذية الراجعة، واستقبال التعليقات والانتقادات البَنّاءة بصورة إيجابيّة؛ سواء من المشرفين، أو زملاء العمل، ممّا يساعد على تحسين المهارات الشخصية، وتطوير الأداء في العمل، خاصَّةً عندما تتمحور هذه التعليقات حول نقاط الضعف في المهارات، مثل التواصل، أو القيادة، أو إدارة الوقت، وغيرها، وإبداء النصائح حول كيفية تطويرها.
وللحصول على أكبر فائدة من التغذية الراجعة في تطوير المهارات الناعمة، يجدر الحرص على التواصل باحترام وامتنان مع صاحبها، ومحاولة استخدامها؛ للتعلُّم، وتحسين نقاط الضعف المُشار إليها، دون تحسُّسٍ أو تفكير في أيّ مشاعر سلبيّة أخرى.
يفتح العمل الجماعي الباب أمام فرص التعلُّم من زملاء العمل، وتطوير المهارات الناعمة والاجتماعية؛ لأنّه يُتيح لكلّ موظف في المجموعة الفرصة للمشاركة بمهاراته الفريدة، وتبادل المعلومات والأفكار، وحل المشكلات معاً، ممّا يعزّز التفاعل الإيجابي داخل الفريق، ويحقّق الأهداف المشتركة.
وعليه، لا بُدّ أن يُشجِّع الفرد العمل الجماعي في بيئة العمل، ويُظهِر تفضيله له، باعتباره جزءاً مهمّاً من عملية تطوير المهارات الناعمة؛ سواء بتقديم عروض جماعية، أو بإتمام مهامّ مشتركة مع زملاء العمل، الأمر الذي من شأنه أن يساعده في بناء علاقات إيجابية مع الزملاء، وتطوير العديد من المهارات الشخصية، أبرزها التواصل، والتعاون، والتنسيق، وحلّ المشكلات.
الخروج من منطقة الراحة يعني تحدّي النفس وتجاوز الحدود التي جرى تقييدها بها؛ بالدخول في تجارب جديدة، أو أداء مهامّ مختلفة عن المُعتاد؛ كأن يتطوّع الفرد لتقديم عرض مشروع في العمل بالرغم من شعوره بالخوف عند التحدُّث أمام الجمهور، أو قبول دور قياديّ أو مهمة جديدة تتطلَّب مهارات جديدة.
إنّ الخروج من منطقة الراحة يُشجِّع على تطوير الذات، وتوسيع الآفاق المهنية؛ من خلال التجارب الجديدة، والتعلُّم المُستمِرّ، وهذا يؤدّي إلى تطوير المهارات الناعمة والمهنية.
وفيما يأتي أبرز الوسائل التي يمكن من خلالها تطوير المهارات الصلبة:
الالتحاق بدورات التطوير المهني، أو حضور ورشات العمل، أو الندوات؛ لتعزيز المهارات المهنية، وتعلم مهارات جديدة، من الوسائل الفعّالة في تطوير المهارات الصلبة، ويمكن الانضمام إلى دورات التطوير المهني المناسبة بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت؛ فمصادر الحصول عليها مُتنوِّعة، سواء من الجامعات، أو المراكز التعليمية، وغيرها.
ويُعَدّ التحقُّق من محتواها بدِقَّة قبل الالتحاق بأيّ منها أمراً ضروريّاً؛ بأن تكون متوافقة مع المجال المهني، إضافة إلى دراسة خلفيَّة المُدرِّبِين الذين سيُقدِّمون الدورة والاطِّلاع على خبراتهم في المجال؛ لضمان الحصول على أكبر قدر من الفائدة.
يتضمّن الإنترنت الكثير من المعلومات والموارد التعليمية التي يمكن الوصول إليها مجّاناً عبر المواقع التعليمية المختلفة، أو حضور الندوات التعليمية عبر الإنترنت، أو متابعة حسابات الخبراء ورُوّاد الأعمال والمنتديات المُتخصِّصة في المجال المهني نفسه، ومواقع الأخبار المهنية؛ فهذا سيضمن تطوير المعرفة، والاطِّلاع الدائم على كلّ ما يستجِدّ فيه.
ومن الاقتراحات المساعدة على ذلك،استخدام بعض الأدوات؛ كتنبيهات الأخبار عبر البريد الإلكتروني، أو تغذية "RSS"؛ وهي تقنية تسمح للمُستخدِم بالاشتراك في مواقع الويب التي يهتمّ بها، وتلقّي تحديثات مباشرة في تطبيق مُخصَّص أو خدمة، ممّا يضمن تجميع المعلومات والأخبار المُتعلِّقة بالمجال المهني في مكانٍ واحد؛ ليسهل الوصول إليها.
يُعَدّ الالتحاق ببرامج تدريبية مُكثَّفة، أو الحصول على شهادات أكاديمية، أعلى استثمار في النفس والمستقبل المهني، وهو خطوة فعّالة لتطوير المهارات الصلبة، وتوسيع المعرفة في مجال العمل، وبالرغم من أنّ هذا الطريق عادةً ما يحتاج إلى وقت وجهد وتكلفة، إلّا أنّه يعكس الالتزام، والاهتمام بتحسين الأداء وموثوقيته، ويؤثر إيجابياً في المستقبل المهني وفرص التطور والنجاح في سوق العمل.
إنّ ممارسة المهارات الصلبة بانتظام من أفضل الطرق لتطويرها؛ فعلى سبيل المثال، يمكن تحديد مهارة صلبة واحدة في كلّ مرّة خلال فترة زمنية مُحدَّدة، وتركيز الجهود عليها في العمل، ومحاولة تحسينها، ثمّ الانتقال إلى مهارة أخرى، وهكذا، ومن الاستراتيجيات الأخرى أيضاً اختيار المهارات الصلبة المُفضَّلة في سوق العمل، وقضاء وقت كافٍ في ممارستها؛ كاستخدام البرمجيات الحاسوبية، أو المشاركة في مهامّ تتضمَّن مهارة صلبة بعيدة إلى حدٍّ ما عن المهامّ المُعتادة -إن أمكن ذلك-.
[1] indeed.com, How To Improve Your Soft Skills (Plus Their Importance)
[2] nationalcareers.service.gov.uk, Developing your soft skills
[3] investopedia.com, Hard Skills: Definition, Examples, and Comparison to Soft Skills
[4] mbopartners.com, 11 Ways to Develop Skills and Knowledge for Work
[5] ginbits.com, Improving Hard Skills: How to Up Your “Game”