جار التحميل...
ويجدر التنويه إلى أنّ عملية صناعة المحتوى من العمليّات المُعقَّدة؛ إذ يجب أن تحرص الشركات أو الأفراد دائماً على اختيار النوع الأنسب والأمثل لها، والذي يؤثر بصورة فاعلة في الفئة المُستهدَفة.
ويمكن أن يُمثِّل المحتوى مقاطع فيديو، أو صوراً، أو رُسوماً بيانية، أو منشورات، أو كتباً إلكترونية، أو مُدوَّنات صوتية لنشر المحتوى الصوتي، والمعروفة حالياً بالبودكاست (Podcasts)، وغيرها من الأنواع، ويُنصَح دائماً بأخذ آراء العملاء؛ للتحقُّق من تناسب نوع المحتوى المُقدَّم مع رغباتهم، وإجراء التعديلات اللازمة إن دعت الحاجة إليها.
ويُشار إلى أنّ هناك أهداف ومجالات عِدَّة لصناعة المحتوى؛ فعلى سبيل المثال، يمكن من خلاله الترويج لشركة ما، أو استخدامه للتعبير عن الرأي تجاه مُنتَج أو خدمة مُعيَّنة، أو لمناقشة قضيّة رأي عام، أو من أجل الترفيه؛ لأنّ كلّ جهة تستخدم صناعة المحتوى بطريقة مختلفة تخدمها، وتخدم جمهورها المُستهدَف.
تؤدّي صناعة المحتوى دوراً مهماً في زيادة الوعي لدى المجتمعات حول قضايا مُعيَّنة؛ كالأزمات الإنسانية، ومن خلاله يمكن توجيه الرأي العام، والتأثير فيه إيجاباً؛ عبر التركيز على نشر محتوى شامل ومُنصِف يتضمَّن صُوراً واقعية وقِصصاً حقيقية، الأمر الذي يسهم في الحفاظ على ثقة الجمهور المُستهدَف، ويُحفِّزه لاتِّخاذ خطوات ملموسة؛ بهدف التغيير بما يصبّ في صالح المجتمع.
ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب؛ إذ تُعَدّ صناعة المحتوى أداة فعّالة في التسويق والإعلانات التجارية أيضاً؛ فالمحتوى المُميَّز يظلّ راسِخاً في أذهان العملاء، ومن أهمّ نتائجه: تقديم فائدة حقيقية للفئة المُستهدَفة؛ عبر إطلاعهم على المعلومات التي ينتظرون معرفتها، وإيجاد حلول عملية للمشكلات التي يرغبون في حلّها.
وكُلّما كان المحتوى المُقدَّم أفضل، كانت نتائجه بالنسبة للشركات أكبر؛ فهو يبني سُمعة مُميَّزة لهم، ويُحافظ على عملائهم بعد كَسب ثقتهم، ويستقطب غيرهم بناءً على تجاربهم الناجحة.
وبذلك، يكون المحتوى علامة تجارية فريدة للشركة؛ ممّا يعني زيادة حجم الأعمال، والإيرادات أيضاً، وتبعاً لإحصائيات موقع "Statista"، فإنّ حجم إيرادات التسويق عبر المحتوى الرقمي يتصاعد عاماً بعد عام؛ إذ بلغت نحو 63 مليار دولار أميركي في عام 2022م، ومن المُتوقَّع أن تصل إلى نحو 107 مليارات بحلول عام 2026م.
يتميَّز المحتوى الرقمي حالياً بانتشاره عبر الإنترنت، وهذا يعني أنّ صناعة المحتوى باتت مُتاحة للجميع، خصوصاً مع إمكانيّة امتلاك حسابات وصفحات خاصّة يمكن استخدامها لنشر أيّ شيء، وعلى الرغم من أنّ كلّ مِلفّ تجري مشاركته مع الآخرين يُعَدّ محتوىً، فإنّ جودة المحتوى هي التي تتحكَّم في انتشاره ورَواجه بين الناس.
وتتطلَّب عملية صناعة المحتوى الناجح أن يمتلك صانعو المحتوى معلومات كافية حول ما يُعرَض للآخرين؛ فليس المهمّ هو صناعة المحتوى فحسب، بل الأهمّ ما يتضمَّنه هذا المحتوى؛ لذا، لا بُدّ من ترتيب الأفكار الرئيسة التي ينبغي التركيز عليها، وإبرازها بفاعلية، إضافةً إلى ضرورة تقديم المحتوى تقديماً إبداعياً مختلفاً عمّا اعتاده الناس، وبأسلوب يُثير فضولهم ويُحفِّزهم لخوض التجربة.
ولا بُدّ أيضاً من الاطِّلاع على حاجات السوق، وأساليب الجِهات المنافسة باستمرار؛ لمُواكَبة التطوُّرات، ومحاولة التغلُّب عليها.
ويمكن الاعتماد على برامج مُتنوِّعة؛ للحصول على أفضل النتائج في صناعة المحتوى، والتي تختلف باختلاف نوع المحتوى بالطبع، وعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن استخدام برنامج كانفا "Canva"؛ لتصميم الصور، وبرنامج برومو "Promo"؛ لتصميم مقاطع فيديو، أمّا عند الرغبة في تسجيل محتوى صوتي، فيمكن استخدام برنامج ريفيرسايد "Riverside"، وهكذا.
ويجدر التنويه هنا إلى أنّ صناعة المحتوى باتت فَنّاً لا بُدّ من إتقان التعامل مع أدواته؛ للنجاح في عالم صناعة المحتوى الرقمي.
برز اهتمام إمارة الشارقة بصناعة المحتوى؛ عبر استحداث فئة جديدة في جائزة الشارقة للاتِّصال الحكومي عام 2024، تحت مُسمَّى "أفضل صانعي المحتوى الرقمي الهادف"، وهي تستهدف صُنّاع المحتوى الرقمي حول العالم، علماً بأنّها تُقدِّم جائِزتَين لهذه الفئة؛ الأولى مُخصَّصة للفئة العُمرية ما دون 18 عاماً، والثانية للأكبر سِنّاً.
ويُشترَط على المُتقدِّمين إعداد محتوى بطابع مُبتكَر وفريد يُؤثِّر إيجاباً في المجتمع؛ عبر توظيفهم مهاراتهم وإبداعاتهم بفاعلية، إضافة إلى ضرورة أن يكون المحتوى تفاعُليّاً ولافِتاً للأنظار، وذا جودة تقنية عالية بحيث تكون الصور والأصوات التي يتضمَّنها واضحة للغاية.
ولا بُدّ من الإشارة إلى الاهتمام الكبير الذي يُبديه مركز الشارقة للتدريب الإعلامي بمجال صناعة المحتوى أيضاً، ويظهر من خلال تنظيمه وُرَشاً مُتنوِّعة ذات صلة، مثل ورشة "صناعة المحتوى الرقمي" عام 2021، والتي تهدف إلى دعم مهارات صُنّاع المحتوى المُشارِكين وتحسينها؛ بهدف تمكينهم من بلوغ المستوى الإبداعيّ المطلوب، وزيادة فرصهم في إنشاء مشاريعهم الخاصَّة بعد إثبات وجودهم.
وتهدف هذه الورشة أيضاً إلى التأكيد على ضرورة تفادي أخطاء المشاهير التي تُؤدّي إلى توقُّفهم عن العمل بشكل أو بآخر، ومن الوُرَش الأخرى التي نظَّمها المركز عن بُعد ورشة تفاعُلية بعنوان " أفضل الممارسات في صناعة المحتوى الرقمي" في عام 2022.
المراجع
[1] indeed.com, What Is Content Creation? (Plus How-To and List of Tools)
[2] europeitoutsourcing.com, Content Creation Definition
[3] conductor.com, Content Creation: How to Create Great Web Content
[4] digitalmarketinginstitute.com, 27 Social Media Tools Every Content Creator Needs
[5] bolton.ac.uk, WHY DIGITAL CONTENT IS THE NEXT BIG THING!