جار التحميل...
وقد جاء التوجّه إلى هذا النوع من التعلّم نظراً لدوره الكبير في السماح للأفراد بتحقيق أهدافهم التعليميّة والمهنيّة بكفاءة وفعاليّة ودون قيود كبيرة، وإن استُخدم هذا النوع من التعليم على نحو سليم فإنّ النتائج ستكون جيّدة، وهو يشمل استخدام المحتوى الرقميّ، وهذا حتماً يُحقّق النجاح في هذا العصر، ويُنمّي مهارات الفرد في مختلف جوانب الحياة.
ساهمَ التعلّم الذاتيّ في الحصول على الاستقلاليّة في التعلّم؛ إذ بات بإمكان الأفراد تحديد ما يرغبون بمعرفته والبحث عنه في أي وقت، ولم تعد هناك حاجة إلى التقيّد بالبرامج التعليميّة التقليديّة، التي تفرض الحصول على ما هو مُحدّد في البرنامج، وهذا بدوره ساهم في تحقيق الشعور بالمسؤولية، والعمل بجدّ من أجل اكتساب أكبر قدر ممكن من المعرفة والعلوم في وقت قياسيّ، وفي الوقت ذاته اختيار طريقة التعلّم التي تتواءم وطبيعة المتعلّم.
يتّسم التعلّم الذاتيّ بالمرونة والقدرة على التغيير في أي وقت، وهذا يختلف تماماً عن التعلّم في البيئة التقليديّة؛ فقد يجد الفرد نفسه توّاقاً إلى الخوض في تعلّم تخصّص ما، ثمّ تتراجع الرغبة والميل إلى هذا العلم، وفي هذه الحالة ومع التعلّم الذاتيّ يمكنه التوقّف في أي وقت، والبدء مجدّداً في مجالٍ علميّ آخر، وقد ساعدَ العصر الرقميّ الذي نشهده في تعزيز هذه الأهميّة للتعلّم الذاتيّ، من خلال الموارد التعليميّة المتنوّعة والمنتشرة في المنصّات الرقميّة.
ومن ناحية أخرى بات الوصول إلى الموارد التعليميّة المتنوعة والمجانيّة أو منخفضة التكلفة مُتاحاً لأيّ شخص في العالم؛ بفضل الإنترنت والتكنولوجيا، وهنا تظهر أهميّة التعلّم الذاتي في تمكين الأفراد من التعلّم في أي وقت ومن أيّ مكان جغرافي.
فلا يوجد داعٍ للسفر أو الذهاب إلى المعاهد والكليّات للحصول على المعرفة؛ إذ يمكن الاطلاع على كافّة المسارات والدورات التدريبيّة بسهولة من خلال الأجهزة الرقميّة، وهذا يعزّز الفرصة في تطوير المهارات والمعارف باستقلاليّة وبوتيرة مناسبة.
يُساعد التعلّم الذاتي على تلقّي المعرفة والعلوم في بيئة هادئة نوعاً ما؛ فهذا النوع من التعليم يُمكّن الأشخاص من التعلّم بمفردهم دون معلّم، وبشكل فرديّ أيضاً دون وجود أشخاص آخرين في مكان التعلّم؛ فالبعض يشعر بالحرج أو التوتّر من وجود أعداد كبيرة حوله أثناء التعلّم، مما يؤثر سلباً في نتائجه، مع عدم الاستفادة الحقيقية من الموارد التعليميّة المطروحة؛ لذا فإنّ التعلّم الذاتي شخصيّ بصورة كاملة، ومبنيّ على الرغبات والقدرات، واختيار الأنسب.
يُراعي التعلّم الذاتي القدرات الفرديّة لكل شخص على حِدة؛ فلا يمكن وضع فرضيّة ثابتة لإيصال المعلومة، فهو يتيح للأفراد استخدام الأساليب التي تناسبهم، مثلاً يمكن لمن يفضّلون التعلّم البصري اللجوء إلى الفيديوهات والصور، في حين يمكن لمن يفضّلون القراءة استخدام الكتب والمقالات الإلكترونيّة المنتشرة بكثرة على الإنترنت، أو حتى الكتب الورقيّة التقليديّة.
وإلى جانب ذلك يمكن للمتعلّمين التحرُّك بالسرعة التي تناسبهم، ما يعني أنهم يستطيعون قضاء المزيد من الوقت لاستيعاب المفاهيم التي يجدونها صعبة، والتقدّم بسرعة في المفاهيم التي يجدونها سهلة.
عندما يتعلّم الفرد ذاتياً فإنّه يتحمّل مسؤوليّة تعلّمه وتقدّمه، وهذا يعزّز شعوره بالقدرة على إدارة وقته، وتحديد أهدافه وتحقيقها، كما أنّ التعلّم الذاتي يتطلّب اتخاذ قرارات حول ما يتعلّمه وكيف يتعلّمه، الأمر الذي يعزّز ثقته بقدرته على اتّخاذ القرارات الصحيحة وتوجيه مساره التعليمي، ومع تحقيق النجاحات الصغيرة والمتواصلة يشعر المتعلّم بمزيد من الثّقة، والقدرة على مواجهة التحديات الأكبر.
يمتاز التعلّم الذاتي بتكاليفه المنخفضة نوعاً ما؛ إذ يمكن الوصول إلى المصادر التعليميّة المتاحة مجّاناً عبر الإنترنت، أو الدراسات التي تُقدّم مقابل تكلفة منخفضة، وهذا يعني الحصول على المعرفة، واكتساب المهارات المختلفة في أي مجال دون الحاجة إلى دفع الرسوم الدراسيّة المكلفة، فضلاً عن ذلك في التعلّم الذاتي لا يوجد داعٍ إلى الخروج ودفع تكاليف التنقل للوصول إلى أماكن التعلّم، أو شراء المستلزمات التعليميّة.
المراجع
[1] ca.indeed.com, What Is Self-Learning? (With Benefits and Practical Tips)
[2] globalindianschool.org, Why is Self Learning Important for Students?
[3] uopeople.edu, Why Self-Directed Learning Is Beneficial And Self-Empowering
[4] standtogether2.org, What is self-directed learning? Here are the benefits
[5] timespro.com, What is Self-Learning? Advantages and Top Techniques