جار التحميل...
"التأثير الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي على الشباب واضح في تعزيز تواصلهم مع الآخرين، وهذا يعزّز إحساسهم بالمجتمع ويشعرهم بالانتماء إليه، كما توفر منصات وسائل التواصل الاجتماعي ثروة من المعلومات والموارد التعليمية، ممّا يتيح للشباب الوصول إلى آفاق ومعارف متنوعة" هذا ما جاء في دراسةٍ على موقع "ResearchGatet" عام 2023.
في دراسة أُجريت على مجموعة من الشباب في الولايات المتحدة الأميركية عام 2015 نشرت على موقع "Pew Research Center" أشارت إلى أنّ 64% من الشباب الأميركيين كوّنوا صداقات جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من فيسبوك وانستغرام وتويتر وغيرها، وأنّ 62% من الشباب الأميركيين شاركوا صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي مع أشخاص التقوا بهم لأول مرة حتى يبقوا على تواصل.
بكبسة زر تتفتح لنا مواقع التواصل الاجتماعي أُفقاً جديدة للتعرف إلى أشخاص لم نلتقِ بهم من قبل، وقد يصبحون بعد ذلك من أصدقائنا المقرّبين، وبكبسة زر نبقى على اتصال مستمر مع أحبائنا البعيدين، وحتى القريبين الذين لا تسمح لنا انشغالاتنا بلقائهم في بعض الأحيان، وبكبسة زر يمكننا مشاركة أفكارنا ومشاعرنا وآرائنا بسهولة، إنها قوة مواقع التواصل الاجتماعي.
من رسائل ورقية تأخذ أسابيع للوصول إلى مشاركة ما نقوم به الآن على البث المباشر في انستغرام أو فيسبوك أو غيرها من المنصات، أو نشر الصور ومقاطع الفيديو في ثوانٍ، إذ تمكّننا الآن من الاطلاع على حياة الكثير من الأشخاص، ومشاركة تجاربهم وأفكارهم، حتى وإن كانوا بعيدين جغرافياً.
وبشعور الانتماء إلى هذا العالم الكبير تشكّل وسائل التواصل الاجتماعي نافذة على ما يحدث في العالم، ليكون كلٌ منّا جزءاً منه بآرائه وأفكاره، ممّا يجعلنا أكثر ارتباطاً به.
في المقابل الراحة التي تأتي من وسائل التواصل الاجتماعي أتت بثمن، فالاعتماد عليها كليّاً جعل الناس أقل حماساً بالتواصل مع غيرهم، ولا يبذلون جهداً إضافياً للحفاظ على علاقاتهم في العالم الحقيقي.
وقد كشفت دراسة واسعة أُجريت عام 2016 من قِبَل شركة الأبحاث "Toluna" عن حقيقة مدهشة، وهي أنّ ثلث الأشخاص الذين خضعوا للدراسة -وهم 16,750 ألف شخص فوق سن 16 عاماً من 18 دولة مختلفة- يقللّون من تواصلهم في العالم الحقيقي مع الأهل والأصدقاء وزملاء العمل بسبب اعتمادهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
لذا بين الحياة الافتراضية والواقعية من المهم المحافظة على التوازن؛ فاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل معتدل يضمن عدم فقدان التواصل الحقيقي مع الآخرين، وتأثيره الذي ينعكس إيجابياً على الصحة النفسية والعاطفية.
وفقاً لنتائج أبحاث نشرها موقع "Jobscan" المتخصص بالتوظيف عام 2017 حول مجموعة من الشركات وُجِدَ أنّ 87% من مسؤولي التوظيف يختارون الموظفين من خلال منصة لينكد إن LinkedIn، والتي تعدّ إحدى أهم منصات التواصل الاجتماعي.
إنها ليست مجرد منصات ترفيهية، فعند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة ذكية لا يكون الأمر مقتصراً على الاستمتاع بأوقات التسلية والتواصل الاجتماعي فحسب، بل ستصبح المفتاح الذكي لبناء مسار مهني يتألّق بالنجاح؛ لتفتح أبواب الفرص الوظيفية أمام مستخدمها، وتربطه مباشرةً مع أصحاب العمل المحتملين، وتُمكّنه من عرض مهاراته وخبراته بشكل لافت ومثير للاهتمام.
ليس هذا فقط، بل يمكن استثمار وسائل التواصل الاجتماعي استراتيجياً لتوسيع الأعمال وتسويقها، من خلال الوصول إلى جماهيرها الكبيرة وجذبهم بسرعة وسهولة؛ لتعزيز الأعمال الخاصة أو الترويج للخدمات، لذا إذا كنت تحلم بفتح متجر عبر الإنترنت أو تقديم خدمات تدريب عن بُعد يمكن استغلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتلاقى الإبداع والفرص بأريحية.
من ناحية أخرى يمكن توسيع الأفق المهني من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ببناء علاقات مهمة، ومعرفة الكثير حول مستقبل الأعمال والمجالات الناشئة وفُرصها، وطرق اكتساب المهارات وتنميتها وتسويقها.
اليوم يمكننا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التفاعل مع أسواق العمل العالمية دون أي قيود جغرافية، أو حتى العمل ببساطة وأناقة بالبيجامة في المنزل.
"لقد كانت شريان حياة لكثير من الناس أثناء وباء الكورونا، خاصة الشباب، كانت أداة للبقاء على اتصال في زمن اجتاحه الحجر الصحي، لم تكن مجرد تكنولوجيا، لقد كانت وسيلة تنبض بالأمل في عالم مضطرب" هذا ما قالته ليندا شارمارامان مديرة مختبر الأبحاث في كلية ويليسلي الأميركية عن وسائل التواصل الاجتماعي، كيف لا وقد كانت منصات التواصل الاجتماعي طريقة التواصل الرئيسية التي لن ينتقل بها الفيروس.
من خلال إعجابات أو تعليقات أو زيادة متابعين أو متابعة صفحات فكاهية تمنحنا وسائل التواصل الاجتماعي سعادة غريبة، وتقلّل من مشاعر التوتر والقلق، وهذا ما كشفته دراسة نشرتها المكتبة الوطنية للطب عام 2014، إذ خلُصت إلى أنّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يزيد من إنتاج الأوكسيتوسين، وهو هرمون يقلل من التوتر ويعزّز مشاعر السعادة.
مواقع التواصل الاجتماعي تجعل الفرد أكثر دراية بما يدور حوله، فإذا أراد معرفة الأخبار حول العالم لن يشتري الصحف الورقية، بل بثوانٍ يمكنه معرفة ماذا يحدث في الصين مثلاً الآن، وما هي آخر الصيحات والمستجدات في جميع المجالات الصحية والتكنولوجية وغيرها.
مواقع التواصل الاجتماعي هي عالم لا حدود له يتيح لنا التعبير عن آرائنا وتجاربنا بكل حرية، حتى في الأمور اليومية، مثل مشترياتنا من صفحة تجارية على فيسبوك.
ومع ذلك، سيكون أخذ استراحة من هذا العالم الرقمي والخروج في الهواء الطلق والحصول على المزيد من التواصل وجهاً لوجه مع الآخرين أمراً مفيداً، حتى وإن كان لمدة قصيرة، لذا يجب عدم ترك أنفسنا عالقين في دوامة منصات التواصل الاجتماعي، فتحجب عنّا روعة اللحظات الواقعية، وتأخذنا إلى الإدمان وضياع الوقت والجهد، والمشاعر السلبية، من الأرق والتوتر وغيرها.
وفي حال لم يكن الفرد متأكداً ممّا إذا كان يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بمبالغة، فليحاول الحد من استخدامها، ثم ينظر كيف ستكون ردة فعله، وإذا وجد الأمر صعباً فهذا قد يشير إلى أنه يعتمد عليها أكثر ممّا يعتقد.
اليوم، المعلومات موجودة في كل مكان، بمجرد أن تكون مهتماً بشيء ما فتبحث عنه أو تقف على المنشورات المتعلقة به وتضع إعجاباً أو تعليقاً عليها ستكشفك خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بك، فتبدأ بإظهار ما تريد، مثلاً لو كنت مهتماً بتعلّم اللغة الإنجليزية ستجد فيسبوك يظهر لك أفضل المراكز المتخصصة بتعليم اللغة الإنجليزية في منطقتك، أو حتى بالتعليم عن بعد، وستجد انستغرام يوفر لك فيديوهات وحسابات الأشخاص الذين ينشرون محتواهم عن تعلم اللغة الإنجليزية.
هل أنت مهتم بتعلم العزف على البيانو؟ هل تريد تنظيف بقعة الحبر عن بنطالك الجديد؟ أم لديك فضول لتجرب الطهي اليوم؟ أو تفكّر بحلول لمشكلة التفكير الزائد لديك؟ هذه نقطة في بحر الخيارات المتاحة على منصة يوتيوب بكبسة زر.
ببساطة، اكتب ما تريد معرفته في مربع البحث، واستمتع في عالم من الخيارات المتنوعة، ولا داعي للقلق بشأن اختيار الفيديو المناسب؛ فهناك مجموعة واسعة من البدائل تنتظرك، ولتكن آراء المشاهدين وتعليقاتهم المرشد لك في إيجاد الأفضل، فمع وسائل التواصل الاجتماعي "لا أعرف" أصبحت جزءاً من الماضي؛ فهي تفتح أبواباً للاستكشاف والتعلم بسهولة وبشكل ممتع.
ليس كل ما هو متاح صحيح، من المهم الانتباه خلال رحلة البحث عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمصادر المعلومات؛ فوسائل التواصل الاجتماعي سمحت لبعض الأشخاص بنشر معلومات مضللة، والادعاء أنهم خبراء، وهم في الحقيقة ليسوا كذلك.
أخيراً، لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بفعالية من المهم إدارة الوقت والجهد بحكمة؛ لتحويل المخاطر المحتملة إلى فرص هائلة.
المراجع
[1] medicalnewstoday, Youth and social media: Benefits and risks of life online
[2] aecf.org, SOCIAL MEDIA'S CONCERNING EFFECT ON TEEN MENTAL HEALTH
[3] risingkashmir, Impact of social media on youth
[4] raisingchildren.net.au, Social media benefits and risks: pre-teens and teenagers
[5] henryharvin.com, Importance of Social Media in Our Lives