جار التحميل...
الابتعاد عن الأشخاص المؤذين هو الوسيلة الأفضل لتجاهل أيّ أذى أو سلوك سلبيّ؛ بتجنُّب الأماكن أو التجمُّعات التي يُمكن الالتقاء بهم فيها، بالإضافة إلى تجنُّبهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أمّا عند مصادفة أحدهم وعدم التمكُّن من الابتعاد عنه تماماً، فهنا لا بُدّ من اللجوء إلى تقليل التفاعل معه قدر الإمكان؛ كالإجابة عن أسئلته باختصار وتهذيب دون عاطفة، وتجنُّب طرح الأسئلة عليه حتى لا يقود ذلك إلى أحاديث مُطوَّلة؛ فهذا يُمثَّلُ حلًا للكثير من المشكلات.
في الكثير من الأحيان يكون التعامل مع الأشخاص المُؤذين أمراً مفروضاً في الحياة، لا سِيَّما إن كانوا جزءاً من بيئة المنزل أو العمل، ولا يُمكن أن يكون التجاهل السلاح الوحيد المستخدم لدفع الأذى الصادر من شخصٍ قريب.
لذا من الضروري إعلام الطرف المُؤذي عن الأمور التي لا يُمكن التغاضي عنها والتصرُّفات المُؤذية وغير المقبولة أبداً، مثل الإهانة أو التنمُّر؛ بالقول مثلاً: "أنا لا أقبل هذا التصرُّف، وأشعر بعدم الارتياح عند التعامل معك"، مع وضع حدود وعواقب واضحة لتلك التصرُّفات؛ كقول: "لن أكمل المحادثة أبداً إن صرخت في وجهي".
اليقظة الذهنية هي حالة من الوعي الكلّي للتركيز على اللحظة الحالية، ومراقبة الأفكار والمشاعر دون إصدار أحكام؛ باستخدام عِدَّة تقنيات، مثل التنفُّس العميق والتأمُّل، وتَكمُن فائدتها في التجاهل والتخلُّص من أذى الآخرين من خلال فصل الذهن عن المشاعر والأفكار السلبية؛ بهدف فهمها، وتقييمها، ومعرفة أسبابها، وبالتالي منعها من التحكُّم في سلوك الإنسان ورُدود أفعاله.
فمثلاً، عند الشعور بالإحباط وعدم الراحة من تصرُّف مُؤذٍ من أحد الأشخاص، يُمكن الجلوس في مكانٍ هادئ، والتنفُّس بعُمق، ثمّ مراقبة المشاعر الظاهرة، مثل الإحراج والغضب، وفهم أسباب ظهورها؛ فقد تكون مُتعلّقة بمخاوف سابقة؛ كالخوف من النقد أمام الآخرين، وهذا الفهم يُقلِّل التأثير العاطفي للمشاعر، ويضعها في مكانها الصحيح دون مبالغة، أو ربطها بحقيقة الذات.
تُعَدّ الرعاية الذاتية من السلوكات المهمّة التي تُقلِّل التأثير السلبي الصادر عن أذى الآخرين، وترفع مستوى القيمة الذاتية الذي يُعزِّز مبدأ التجاهل، والتركيز على الذات والراحة الشخصية، وتُحقَّق الرعاية الذاتية بممارسة الرياضة والهوايات المُفضَّلة، بالإضافة إلى تناول طعام صحّي ومتوازن، والحصول على قسط كافٍ من النوم، كما يُعَدّ التعاطف مع الذات وتجنُّب انتقادها سلوكاً فعّالاً في الرعاية الذاتية.
بناء علاقات اجتماعية جيّدة تسودها الإيجابية خطوة مهمة لاستبدال العلاقات التي تُسبِّب الأذى، كما أنّ له دوراً مهمّاً في التحسُّن الذاتي والراحة النفسية، لذا من المهم البحث عن الأشخاص الإيجابيّين ضمن دائرة الأصدقاء والعائلة، وقضاء المزيد من الوقت معهم، أو يُمكن البحث عن أصدقاء جُدد، والتعرُّف إليهم في أماكن يوجد فيها عادة أشخاص إيجابيّون، مثل الصالات الرياضية، والأنشطة التطوعية، مع التركيز على إبراز الصفات الإيجابية في الذات، مثل اللُّطف، والتفاؤل؛ لأنّ الأشخاص الإيجابيّين يُفضِّلون أولئك الذين يشبهونهم.
أحياناً يكون من الصعب تجاوز الأذى من الآخرين بشكل فرديّ، وهنا يُمكن طلب المساعدة من مُختَصّ نفسي يُقدِّم الدعم والتوجيه المطلوب للتعامل مع المشاعر والتعافي من الأذى النفسي، بالإضافة إلى إمكانيَّة طلب الدَّعم من الأشخاص الموثوقين؛ كأحد أفراد العائلة أو الأصدقاء؛ إذ يمكنهم أن يُقدِّموا النصائح من خبرتهم الشخصية في التجاهل والتخلُّص من الأذى.
يُمكن أن يخلق وجود الأشخاص المُؤذين فوضى وتوتُّراً في حياة البعض، لذا من المهمّ تطوير مهارات الذكاء العاطفي التي تساعد على إدارة المشاعر، والتعامل مع التوتُّر الناتج عن السلوكات المُؤذية من الآخرين، بالإضافة إلى فعاليّته في الحفاظ على الهدوء والسيطرة حتى في أكثر المواقف صعوبة.
وحسب إحصائية أجراها موقع (TalentSmart EQ) المُتخصِّص في تدريب الذكاء العاطفي، شَملت أكثر من مليون شخص، فإنّ 90% من الأشخاص المُميَّزين والناجحين في حياتهم يملكون ذكاءً عاطفياً يساعدهم على إدارة مشاعرهم تحت الضغط والتوتُّر، كما يُمكنهم تحديد الأشخاص المُؤذين واتِّباع طُرق فعّالة للابتعاد عنهم.
المراجع
[1] wikihow.com, How to Ignore People You No Longer Wish to Be Around
[2] healthshots.com, How to deal with toxic people: 9 powerful tips | HealthShots
[3] healthline, How to Let Go: 12 Tips for Letting Go of the Past
[4] charliehealth, 7 Tips For Dealing With Toxic People
[5] psychologs, The Essential Art of Ignoring for Inner Peace