جار التحميل...
وتُعَدّ معرفة أضرار عدم الثقة بالنفس وأثرها في حياة الفرد من الخطوات المهمة لإعادة النُّمُوّ الشخصي، وبناء الثقة بالنفس من جديد؛ فجزء كبير من الثقة بالنفس يمكن اكتسابه باتِّباع بعض الحلول والاستراتيجيات المُتنوّعة، وفيما يأتي توضيح أضرار عدم الثقة بالنفس وعلاماتها، وكيف تؤثّر في حياة الفرد:
يجد الشخص الذي يعاني عدم الثقة بالنفس نفسه وحيداً في أغلب الأوقات؛ فهو غالباً ما يتجنّب الخروج إلى المناسبات الاجتماعية، أو مع الأصدقاء، وغيرها من المواقف التي تجمعه مع الناس، ويُفضِّل البقاء وحيداً عِوَضاً عن الشُّعور بالإحراج؛ لعدم ثقته بمهاراته الاجتماعية، وإن اضطرَّ إلى التواجد في المواقف الاجتماعية، فإنَّه يُفضّل البقاء منشغلاً بتفحُّص هاتفه المحمول، ممّا يُقلِّل تفاعله مع الآخرين؛ اعتقاداً منه أنّ هذا سيجنِّبه الزلّات المُحرِجة.
يُعاني الشخص الفاقد للثقة بالنفس القلق المُستمِرّ من آراء الناس به، فيحاول جاهداً إرضاء الآخرين، ويحسب كلّ خطواته وتصرُّفاته بحذر شديد مُبالَغ فيه؛ كي لا يتعرَّض للانتقاد، وهو أحياناً لا يتقبَّل المديح من الآخرين، وقد ينتقد نفسه بنفسه؛ فعلى سبيل المثال، إن شكرَه شخص ما على عمله الجادّ، سيُقلِّل من أهمّية عمله، ويرفض المجاملة، ويقول إنّ أيّ شخص يمكنه فعل ذلك.
وعادةً ما يميل الشخص الذي يعاني انعدام الثقة إلى الاعتذار باستمرار، وعن كلّ شيء، مع عدم وجود سبب حقيقي لذلك؛ خوفاً من انتقاد الآخرين له؛ لأنّ قلّة ثقته بنفسه تُشعره بأنّ ذلك تعويض عن أفعاله التي تستحِقّ الانتقاد في نظره، ممّا يُسبِّب له القلق المُستمِرّ.
وقد يلجأ الشخص الذي يعاني عدم الثقة بالنفس إلى الكذب في بعض الأحيان؛ لإثارة اهتمام من حوله، أو خوفاً من أن يظهر أقلّ شأناً من الآخرين عند قوله الحقيقة، لذا قد يلجأ إلى قول بعض الأكاذيب؛ كادِّعاء سفره إلى عدَّة دول، أو إتقانه لغة ما.
تؤثّر عدم الثقة بالنفس في التواصل البصري عند الشخص؛ فالعين مرآة الرُّوح، وبها يمكن كشف المشاعر، لذا يحاول الشخص الفاقد للثقة تجنُّب التواصل البصري مع الآخرين؛ لإخفاء شعوره بعدم الأمان وانخفاض الثِّقة، وإن حدث وتواصلَ بصرياً مع الآخرين، سيشعر بالقلق والتوتُّر، وقد يؤثّر ذلك سلباً في حياته الشخصية والمهنية.
يشكّ الشخص الذي يعاني انعدام الثقة بالنفس غالباً في قدرته على اتِّخاذ القرارات السليمة؛ فهو دائم الشكّ في نفسه وقراراته، وغير واثق من فعله الصواب، لذا يتَّصِف بالتردُّد، وعدم القدرة على اتِّخاذ القرارات، بل يطلب من الآخرين اتِّخاذها عنه؛ لاعتقاده أنَّهم خبيرون في الأمور أكثر منه.
ترتبط عدم الثقة بالنفس بالحالة النفسيّة للفرد، وطريقة تفكيره، وفي هذه الحالة يُعاني الفرد مجموعة من الأفكار السلبية بنفسه، ويشعر بالخجل، والتوتُّر، والقلق الحادّ، والوحدة، والغضب الشديد، والاكتئاب، وقد يستغرق خروجه من دوّامة مشاعره السلبيّة وقتاً أطول ممّا يحتاج إليه الشخص العادي، ومن الممكن أن يصل إلى مرحلة كره الذات؛ فيكره نفسه، ولا يستطيع مسامحتها على الأخطاء، ممّا يؤثّر سلباً في حياته الشخصية والمهنية كثيراً.
تؤثّر عدم الثقة بالنفس مباشرة في تقدير الشخص لذاته؛ فيرى أنّه لا يستحِقّ التقدير والاهتمام، لذا قد يتَّبِع أسلوب حياة غير صِحّي؛ كعدم الحصول على ساعات نوم كافية، وتناول الطعام غير الصحّي، وانعدام اللياقة البدنية، وإهمال النظافة الشخصية، وقد يلجأ كثيراً إلى ما يُشتِّت ذهنه؛ هُروباً من الشعور بالخجل والعار، مثل الإفراط في تناول الطعام، والتدخين.
عندما يفتقر الشخص إلى الثقة بالنفس، يُشكِّك في قدرته على تحقيق النجاح، ممّا يُشعره بالميل إلى تجنُّب التحدّيات، والاستسلام مباشرة دون المحاولة، وبعد الانسحاب، قد يلجأ إلى بعض الوسائل؛ لإخفاء شعوره بالإحباط نتيجة عدم قدرته على أداء المهمّات بنجاح؛ فعلى سبيل المثال، قد يلقي اللوم على الآخرين؛ لتجنُّب تحمُّل المسؤولية، أو يختلق كثيراً من الأعذار؛ حتى لا يبدو أقلّ شأناً من الآخرين.
وفي الختام: هناك الكثير من الأساليب التي يمكن اتِّباعها -لحُسن الحظّ- لإعادة بناء الثقة بالنفس، مثل: الحديث الإيجابيّ مع النفس، وتعلُّم كيفية معاملة النفس بلُطف أكثر دون إصدار أحكام مُسبَقة، وعدم التركيز على الفشل، وتحديد أهداف واقعية، ويمكن طلب المساعدة النفسية المُتخصِّصة إن احتاج الشخص إليها.
المراجع
[1] liveboldandbloom.com, 29 Signs Of Lack Of Confidence And How To Change
[2] unleashr-mentoring.com, 10 Signs of Low Self-Confidence
[3] iheartintelligence.com, 5 Revealing Characteristics Of Low Self-Confidence
[4] suaveway.com, Effects Of Lack Of Confidence (And What To Do About It)
[5] verywellmind.com, 11 Signs of Low Self-Esteem