جار التحميل...
وفي مثل هذه الحالات، ينبغي التحكُّم في النفس وتفادي الغضب قدر الإمكان؛ بالاستعاذة من الشيطان الرجيم، وذكر الله، أو قراءة آيات من القرآن الكريم، ثمّ الجلوس بهدوء؛ لمعرفة أسباب هذا الغضب، ومحاولة تفاديها، والتي قد يكون أحدها مذكوراً في السطور أدناه.
هناك الكثير من حالات الغضب السريع المرتبطة بتجارب سابقة تعرَّض لها الشخص وظلّ أثرها السلبيّ مُرافِقاً له، وخاصَّةً إن لم يكن قد تعامل معها في حينها بالطريقة الصحيحة؛ كالتعرُّض للتنمّر أو التمييز في صغره أو في فترة مُعيّنة من حياته، أو سوء المعاملة من البيئة المحيطة، أو أساليب التربية الخاطئة والعنف، ممّا أدّى إلى تولُّد مشاعر غضب مستمرّة داخل نفسه من شأنها أن تنفجر في أبسط المواقف.
هناك الكثير من ضغوطات الحياة، والعديد من المواقف التي من شأنها أن تثير مشاعر الغضب لدى البعض، وفيما يأتي بعض منها:
يتولَّد الشعور بالغضب؛ نتيجة الظروف المحيطة، ومواجهة العديد من التحدّيات والضغوطات في الحياة اليومية؛ كالظروف المعيشية الصعبة، أو فقدان الوظيفة، أو الشعور بالإجهاد وقلّة الراحة والنوم، وقد يشعر البعض بالتوتّر والقلق بسبب الازدحام المروري، فتتولَّد في نفوسهم مشاعر الغضب، إضافةً إلى التأثُّر بالمشكلات اليومية أو الخلافات العائلية التي قد تخلُق جَوّاً مُستمِرّاً من التوتّر يؤثّر سلباً في سلوك الفرد على شكل نوبات من الغضب تجاه أيّ أمر مهما كان بسيطاً.
يُعَدّ فقدان شخص عزيز تجربة مؤلمة بلا شكّ، وقد يُولِّد داخل النفس مشاعر مختلطة بين الحزن والأسى ومشاعر أخرى مُعقَّدة تؤدّي به إلى الغضب السريع والشديد أحياناً، وهو ردّ فعل طبيعي نتيجة الصدمة المؤلمة؛ إذ يرى في الغضب وسيلة للتعبير عن حزنه، ولكن يجدر التنويه هنا إلى ضرورة عدم الاستسلام لمثل هذه المشاعر، ومحاولة تجاوزها بسرعة، وتجديد الإيمان بالله تعالى، والاستعانة به؛ لتقبُّل الوضع القائم.
قد تكون نوبات الغضب السريعة مرتبطة بمشاكل الصحّة العقلية والنفسية، الأمر الذي يستوجب مراجعة الطبيب النفسي لتلقّي العلاج المناسب، ومن هذه الاضطرابات ما يأتي:
الوسواس القهري حالة نفسيّة ونوع من اضطرابات القلق، يتمثّل بظهور أفكار مُتعدّدة تُعرف بالوساوس، ويصعب على الفرد مقاومتها والسيطرة عليها، ومن الأمثلة على هذه الأفكار الخوف الشديد من الجراثيم والهَوَس بالنظافة، ممّا يؤدّي إلى الاستمرار بالتنظيف وغسل اليدين بشكل مُتكرِّر، ويُعَدّ الغضب من الأعراض الشائعة لمثل هذه الحالات؛ إذ قد يؤدّي فقدان السيطرة على هذه الأفكار إلى تولُّد مشاعر الغضب.
يُعرف الاضطراب الانفجاري المُتقطّع بأنّه حالة طبّية تتمثّل بصعوبة السيطرة على المشاعر والانفعالات المفاجئة دون سبب، وتستمرّ لمُدّة تقِلّ عن نصف ساعة، وتُصاحبها عِدَّة سلوكات انفعالية، مثل الإصابة بنوبة غضب تجاه أبسط الأشياء، وقد تصل إلى درجة الدخول في مشاجرة، أو رمي الأشياء.
يُعرف الاكتئاب بأنّه حالة نفسية يدخل خلالها الشخص في نوبة من الحزن الشديد واليأس، إضافةً إلى عدم القدرة على الاستمتاع بالأنشطة اليومية، والإصابة باضطرابات النوم والشهية، وهذه الأمور كلّها من شأنها أن تُسبّب الدخول في نوبات من الغضب تصعب السيطرة عليها.
تؤدّي الهرمونات دوراً كبيراً في الصحة النفسية؛ فحدوث تغيّرات هرمونية من شأنه أن يتسبّب في حدوث تقلُّبات مزاجية من بينها نوبات الغضب الشديد، وتُعَدّ النساء أكثر عرضة للتغيّرات الهرمونية، لا سِيّما خلال فترة الدورة الشهرية، والحمل، وفي الفترة ما قبل انقطاع الطمث.
من شأن التعرُّض المستمِرّ للألم أن يُسبّب حالة من القلق والتوتّر الدائِمَين؛ نتيجة الشعور بالعَجز والإحباط، فتنعكس هذه المشاعر على شكل نوبات من الغضب تجاه الآخرين، وقد يلجأ الفرد إلى العزلة الاجتماعية، وتجنُّب التواصل مع الآخرين؛ تعبيراً عن رفضه نظرات الشفقة منهم؛ واقعية كانت، أم لا، وهذه الحالة تُؤدّي بطريقة أو بأخرى إلى تفاقم مشاعر الغضب؛ في محاولة للتعبير عن عدم العجز.
[1] nhs.uk, Anger
[2] mind.org.uk, Why do I get angry?
[3] psychcentral.com, Why Am I So Angry?
[4] verywellmind.com, why am i always angry
[5] healthline.com, anger issues