جار التحميل...
تتمثَّل تقنية الطماطم بتقسيم الوقت إلى وحدات زمنية مُدَّة كلٍّ منها 25 دقيقة، وتفصلها عن الأخرى استراحة مُدَّتها خمس دقائق، على أن تتراوح مُدَّة الاستراحة بين 15 إلى 30 دقيقة بعد إنهاء أربع جولات (4 وحدات زمنيَّة)، ولا بُدَّ من ضبط مُؤقِّت؛ للتركيز على الوقت، بدل الاعتماد على الكتابة وتفقُّد الساعة كلّ مرَّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك الكثير من المواقع التي تُوفِّر عَدّاداً تنازُليّاً يعتمد على تقنية الطماطم، أو يمكن استخدام مُؤقِّت جانبيّ؛ لتجنُّب المُشتِّتات عبر الإنترنت؛ لأنّ أهمّ خطوة للاستفادة من هذه التقنية تتمثَّل بالتركيز على مَهمَّة واحدة قبل رنين المُنبِّه، وتجنُّب أيّ مُقاطَعات أو مُشتِّتات، وترك التسويف والمماطلة.
تسمح تقنية الطماطم للدماغ بمعالجة المعلومات، والاحتفاظ بها على نحو أفضل؛ نتيجة أوقات الراحة القصيرة المُنتظَمة، وهي تُنظِّم الوقت بفعالية كبيرة؛ من خلال تحديد أهداف قصيرة المدى، وأخرى نهائيَّة، وتُقلِّل الارتباك الناتج عن المواعيد النهائية، وتسهم في تسريع العمل وزيادة كفاءته؛ لتقليلها عوامل التشتيت، وتُعزِّز الدافعيَّة للعمل؛ نتيجة النجاح في إنجاز المَهمّات القصيرة في وقتها المُحدَّد، بالإضافة إلى الفوائد الأخرى، ومنها:
تُوازن تقنية الطماطم بين التركيز والاسترخاء في أوقات معروفة مُسبَقاً؛ ممّا يُعزِّز أداء العقل ويبقيه يَقِظاً، ويساعد الفرد على العمل ساعات أطول قبل الشعور بالتعب، مع التركيز على تحقيق أقصى قدر من الإنجاز في كلّ مدَّة يقضيها في العمل بدلاً من محاولة إكمال العمل دفعة واحدة؛ لأنَّ الأوقات قصيرة لا تتجاوز 25 دقيقة، ويكون التخطيط لاستغلالها أسهل، وأكثر دِقَّة؛ ممّا يُحسِّن سير العمل، ويُسهِّل التعاون مع الآخرين بسلاسة.
يساعد تقسيم المَهمّات الكبيرة إلى مَهمّات صغيرة، والتركيز على كلٍّ منها لمُدَّة 25 دقيقة فقط، على تقليل الشعور بالإرهاق الذي يُعَدُّ سبباً رئيساً لتأخير البدء بالمَهمّات، وبفضل أوقات الاستراحة المُحدَّدة، يصبح من السهل انتظار انقضائها، وتجاهُل عوامل التشتيت، مثل: الرسائل، والإشعارات؛ إذ يمكن تأجيل التفكير فيها إلى حين الاستراحة، وهذا يساعد على إبقاء التفكير مُنصَبّاً على المَهمَّة الحالية، ومن ثَمَّ زيادة الإنتاجية.
تتطوَّر لدى الأشخاص الذين يستخدمون تقنية الطماطم بانتظام في العمل القدرة على التركيز والتحكُّم في الاندفاعات، وهذا أساسيّ لزيادة الإنتاجية، وتُمكِّنهم أيضاً من إنهاء العمل على نحو أسرع، والحصول على وقت فراغ أطول، أو على الأقلّ توفير وقت أكبر لأداء مَهمّات أخرى، وفي نهاية اليوم، يمكن تقييم الإنتاجية بعد تطبيق تقنية الطماطم؛ تبعاً لعدد دورات البومودورو التي أُنجِزَت؛ ممّا يُوفِّر نظرة عامَّة إلى الأنشطة التي يمكن تحسينها؛ لتحقيق نتائج أفضل.
بتخصيص مُدَّة زمنية مُحدَّدة لكلّ مَهمَّة، يمكن إيجاد طرائق إبداعية ومدروسة؛ لتنفيذ المَهمّات بأفضل وأسرع صورة مُمكِنة؛ إذ يتركَّز الاهتمام بمَهمَّة واحدة في كلّ مرَّة، ثمَّ يُمكن تقييم المَهمّات التي استغرقت وقتاً أطول، وتحديد الدروس المُستَفادة منها، وإجراء التغييرات الملائمة في وقت قريب.
ويُقلِّل تحديد أوقات مُعيَّنة لإنجاز المَهمّات أيضاً من التشتُّت عبر اليوم، ويُسهِم في جعل ساعات العمل أكثر سلاسة، إضافة إلى جعل اليوم أكثر مُتعة، وأقلّ جُموداً.
أثبتت تقنية الطماطم نجاحها مع الكثيرين منذ ظهورها، وحتى يُحقِّق أيّ شخص أقصى استفادة منها، فإنّ عليه اتِّباع النصائح الآتية:
يُعَدّ تخطيط المَهمّات حسب تقنية الطماطم، وتقدير عدد الأوقات اللازمة لكلّ مَهمّة، أمراً مهمّاً، ويتضمَّن ذلك تقسيم المَهمّات المُعقَّدة والطويلة إلى مَهمّات أصغر يمكن إنجاز كلٍّ منها في 25 دقيقة، ويمكن أيضاً تجميع المَهمّات الصغيرة في جلسة عمل واحدة؛ كي لا تستغرق وقتاً طويلاً؛ ممّا يسهم في الحفاظ على التركيز أثناء العمل على المَهمّات الكُبرى.
وعلاوة على ذلك، لا بُدّ من تجنُّب التركيز الشديد على الصورة الكبيرة أثناء العمل؛ لأنّ ذلك قد يُسبِّب ضغوطاً نفسية، وبدلاً من ذلك، يُفضَّل التركيز على إنجاز المَهمَّة الحالية بأفضل جودة مُمكِنة، وقياس النتائج بعد عِدَّة دورات من تقنية الطماطم.
بما أنَّ الهدف الرئيس من تقنية الطماطم يتمثَّل بالقدرة على العمل دون تشتُّت الانتباه، ينبغي أوّلاً التحقُّق من أنّ بيئة العمل خالية من عوامل التشتُّت؛ بتوفير مكان مُرتَّب وخالٍ من الفوضى، والتخلُّص من أيّ عناصر يمكنها جذب الانتباه بسهولة.
ولا بُدّ أيضاً من تجنُّب تفقُّد البريد الإلكتروني، أو إشعارات وسائل التواصل الاجتماعي، أو النشرة الجوّية، أو الأخبار العاجلة؛ لذا، يُنصَح بوضع الهاتف على الوضع الصامت، أو إبعاده عن مجال الرؤية تماماً، وينبغي الحرص أيضاً على توفير أيّ مُستَلزَمات ضرورية والحفاظ عليها قريبة من مكان العمل؛ لتفادي التوقُّف عن إنجاز المَهمَّة؛ كالماء، أو القهوة، أو أدوات المكتبة، وغيرها.
يُنصَح بشِدَّة الاستفادة من مُدَّة الاستراحة القصيرة، وعدم أداء أيّ مَهمَّة مُتعلِّقة بالعمل حتى لو كانت صغيرة، وبدلاً من ذلك، يُنصَح بأداء أنشطة تُعزِّز الصحّة البدنية والعقلية، مثل: تمارين الإطالة "Stretching"، والمَشي لمسافات قصيرة، واستنشاق الهواء النقي، وممارسة التأمُّل، أو التمتُّع بفنجان قهوة، أو تناول المُكسّرات، أو شُرب العصير؛ فمن شأن هذه الأنشطة البسيطة زيادة التركيز والإنتاجية عند العودة إلى العمل بعد الاستراحة.
لا تتطلَّب تقنية الطماطم أن تكون مُدَّة المَهمَّة 25 دقيقة دائماً؛ فمن الأفراد مَن يُناسبه العمل أوقاتاً أطول؛ لذا، يمكن ضبط المُؤقِّت بما يتناسب مع قدرة كلّ فرد؛ فمثلاً، إذا لم تكفِ استراحة الخمس دقائق بعد العمل لمُدَّة 25 دقيقة، فيمكن زيادتها قليلاً؛ لأنّ الفكرة الأساسية من تقنية الطماطم تتمثَّل بتقسيم الوقت إلى أوقات أقلّ؛ للتركيز على العمل، مع الحرص على تخصيص أوقات للاستراحة والاسترخاء؛ لتجديد الطاقة.
وختاماً، تقسم تقنية الطماطم الوقت إلى وحدات زمنيَّة يمكن فيها إنجاز مَهمّات مُعيَّنة، وهي مناسبة جِداًّ، لا سِيَّما لأولئك الذين تتعطَّل أعمالهم؛ نتيجة انشغالهم بأبسط المُشتِّتات، وأولئك الذين يُأجِّلون ويُسوِّفون كثيراً البدء بإنجاز المَهمّات الضرورية، أو يتعاملون مع مَهمّات كثيرة في وقت واحد.
وعلى الرغم من فاعليَّة تقنية الطماطم في زيادة التركيز والإنتاجية لدى عدد من الأشخاص، فإنَّها قد لا تكون مناسبة للجميع؛ لطبيعة المَهمّات التي تتطلَّب أوقاتاً زمنيَّة أطول لإنجازها، أو التفكير المُستمِرّ؛ لأدائها دون انقطاع، وقد يجد الشخص صعوبة في التكيُّف مع الانتقال المُتكرِّر بين التركيز والاستراحة.
[1] verywellmind.com, What Is the Pomodoro Technique?
[2] techtarget.com, Pomodoro Technique
[3] studysmarter.co.uk, Pomodoro Technique
[4] meistertask.com, The Pomodoro Technique: Can It Really Help You Get More Done?
[5] todoist.com, The Pomodoro Technique