أسباب فوبيا الثقوب: فوبيا غريبة قد تؤثر على حياتك

وبسبب فوبيا الثقوب، غالباً ما يشعر الفرد بالاشمئزاز أو التوتُّر الشديد عند رؤيته مجموعةً من الثقوب؛ كقِطَع الإسفنج، أو فقاعات الصابون، أو خلية النحل، إضافة إلى أنواع مُتعدّدة من الفواكه التي تُشبه بذورها شكل الثقوب؛ كالفراولة، والرمّان.

ونتيجة التعرُّض لمُحفِّزات فوبيا الثقوب، قد يُصاب الشخص الذي يُعاني هذه الفوبيا بمجموعة من الأعراض التي يَصعب السيطرة عليها؛ كالقلق، والخوف الشديد الذي يُسبّب زيادة كبيرة في مستوى نبضات القلب، والتعرُّق الشديد، إضافةً إلى الشعور بعدم الراحة، والاشمئزاز من منظر الثقوب، وقد تشتدّ الأعراض إلى أن تتسبّب في حدوث القشعريرة، والقيء، والحَكّة الشديدة، لا سِيَّما لدى الأشخاص الذين ترتبط لديهم فكرة الثقوب بحدوث مرَض جلدي مُعيَّن.

ما أسباب فوبيا الثقوب؟ 

لا يزال السبب الرئيس لفوبيا الثقوب مجهولاً، ولا تزال الأبحاث قائمة؛ لتفسير سبب الإصابة بمثل هذا النوع الغريب من الفوبيا، إلّا أنّ عدداً من النظريات ظهرت لتُفسِّر ارتباط فوبيا الثقوب بالاعتقادات والتجارب العديدة التي يمرّ بها الفرد، وأبرزها ما يأتي:

النظرية الأولى: الخوف من الحيوانات الخطرة

قد يربط عدد من الأشخاص بغير وعي فكرة الثقوب بالحيوانات الخطيرة التي تمتلك مظهراً مُشابهاً لنمط الثقوب المُتعدِّدة؛ فعلى سبيل المثال، عندما يرى الأشخاص الذين لا يُعانون فوبيا الثقوب خليّةَ نحل، قد يُفكّرون ببساطة في العسل، أو النحل، إلّا أنّ الأشخاص الذين يُعانون فوبيا الثقوب عندما يرون خلية النحل سيربطونها بغير وعي بالكائنات الخَطِرة؛ كالأفاعي الجرسية ذات الأنماط الجلديّة المشابهة.

النظرية الثانية: الخوف من الأمراض

تُشير هذه النظرية إلى أنّ فوبيا الثقوب قد ترتبط لدى البعض بتهيُّؤات تربط بين نمط مُعيَّن للثقوب، ووجود طُفَيليات أو أمراض مُعدِية أخرى، وهذا يعني أنّ الأشخاص الذين يُعانون فوبيا الثقوب قد يشعرون بالخوف أو الاشمئزاز عند رؤية تجمُّعات من الثقوب؛ لأنَّهم قد يربطونها بغير وعي بأنواع مُعيَّنة من البراغيث أو الطُّفَيليات التي من شأنها أن تتسبّب في مرض جلديّ مُعدٍ يُشبه في مظهره نمط الثقوب؛ كالجدريّ، والحصبة، ممّا قد يُولِّد قلقاً شديداً أيضاً بشأن وجود مُسبِّبات هذا المرض من الفيروسات، والبكتيريا التي قد تنتقل عبر العُطاس والسُّعال.

النظرية الثالثة: تصورات بصرية 

تُشير هذه النظرية إلى ارتباط مشاعر الخوف أو الاشمئزاز بالخصائص البصرية لنمط الثقوب؛ أي أنّ الأشخاص يشعرون بالانزعاج بسبب شكل الثقوب وفق ما يتصوّره الدماغ، وليس بسبب أيّ ارتباطات وعي، أو توقُّعات بحيوانات خَطِرة، أو أمور خطرة أخرى.

كيف يمكن التعامل مع فوبيا الثقوب؟

في الواقع، لم تتوافق حالات فوبيا الثقوب مع المعايير التي وضعتها الجمعية الأميركية للطب النفسي، لذا لم تُدرَج ضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية التصنيف الخامس (Diagnostic and Statistical Manual of Mental or DSM-5)، لكنَّها من الممكن أن ترتبط بحالات من الاضطرابات النفسية، مثل: الاكتئاب الشديد، والقلق، أو حالات الوسواس القهري.

يُشخِّص الطبيب المُختَصّ فوبيا الثقوب؛ بتقييم الأعراض التي يُعانيها الفرد، إضافةً إلى تاريخه المرضيّ الشخصيّ والعائليّ، ومن الممكن أن يشمل التشخيص إجراء مجموعة من الفحوصات المخبرية، وصور الدماغ؛ لاستبعاد الحالات المَرَضية الأخرى التي تُؤثّر في الصحّة العقلية والنفسية.

وعلى الرغم من أنّ فوبيا الثقوب لا تُمثّل خطراً مباشراً على الصحّة الجسدية، إلّا أنّها تستحِقّ الاهتمام والعلاج إن كانت تُؤثّر سلباً في الحياة اليومية والرفاهية النفسية للفرد، ومن الأمثلة على وسائل علاجها العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يُركِّز على تغيير الأفكار والتصوُّرات السلبية التي تُسبّب الخوف والاشمئزاز في حالات مثل فوبيا الثقوب، ويتضمّن العلاج تعلُّم استراتيجيات صحّية؛ للتعامل مع الأفكار والمشاعر التي يُثيرها الخوف من الثقوب.

كما يُعَدّ العلاج بالتعرُّض التدريجي من الأساليب الفَعّالة في علاج فوبيا الثقوب؛ بتعريض المُصاب لمجموعة صور أو مقاطع فيديو تتضمَّن نمطاً مُعيَّناً من الثقوب، أو باستخدام أشياء تحتوي على ثقوب، مثل الإسفنجة؛ فقد تساعد هذه التقنية المُصاب في التعامل مع الثقوب على نحو أفضل، وتُقلِّل استجاباته السلبية تجاهها.

بالإضافة إلى إمكانيَّة الاستفادة من تمارين الاسترخاء التي تُعزّز الراحة النفسية والتأمُّل، وتُسهم في تقليل الضغط والتوتُّر، وتهدئة العقل، وإرخاء العضلات، ومن الأمثلة على هذه التمارين: اليوغا، وتمارين التنفُّس العميق.

وفي الختام، تختلف وسائل علاج فوبيا الثقوب من شخص إلى آخر باختلاف الأعراض؛ ففي بعض الحالات عندما لا تُظهر العلاجات السلوكية نتائج مرضية، يُمكن أن يلجأ البعض إلى استخدام الأدوية؛ للتحكُّم في الأعراض، مثل الأدوية المُضادَّة للاكتئاب التي أثبتت فعاليّتها في تقليل مُستَوَيات القلق.

المراجع

[1] my.clevelandclinic.org,Trypophobia 
[2] verywellmind.com,Trypophobia and the Fear of Holes
[3] medicalnewstoday.com,Is trypophobia real?
[4] osmosis.org,What is trypophobia?
[5] webmd.com,Trypophobia: The Fear of Holes