جار التحميل...
لا شكّ في أنّ وقت الفراغ جزء مهم في حياة كلّ فرد مهما كانت فئته العمرية؛ إذ يُسهم في استعادة الطاقة والتركيز، ويُحسّن الإنتاجية وجودة الحياة بشكلٍ عام إن تمّ استغلاله على النحو الأمثل بأنشطةٍ هادفة ومفيدة، أما إن لم تكن هناك خطة أو أفكار فعّالة لاستثماره، فإنّ ذلك من شأنه أن يؤدي إلى الشعور بالملل والضجر، أو التعب والإرهاق؛ بسبب انقضاء فتراتٍ طويلة دون وجود أيّ نشاط يُمكن ممارسته، كما قد يؤدي إلى الانخراط في سلوكاتٍ سلبيَّة وغير صحيّة في بعض الأحيان، مثل: إدمان الهواتف الذكية، أو الإفراط في مشاهدة التلفاز.
بعد ملاحظة ما سبق، يمكن التعرّف إلى بعض الأفكار المفيدة والمُسلِّية التي يُمكن ملء وقت الفراغ بها وتجنُّب الشعور بالملل، فيما يأتي:
يُمكن استغلال أوقات الفراغ بشكلٍ فعّال لتطوير المهارات الشخصية، مثل: التواصل الفعّال مع الآخرين، وتنظيم الوقت، والقيادة، وزيادة الإنتاجية، بالإضافة إلى تعلُّم أشياء جديدة أيضاً؛ كالبرمجة، والتصميم الجرافيكيّ، والتصوير الفوتوغرافيّ، والكتابة الإبداعية، والرَّسم، والطبخ.
ويمكن تحقيق ما سبق ذِكره بعِدّة طرق، مثل: قراءة الكتب أو الانضمام إلى نادٍ للقراءة؛ لمناقشة الكتب مع الآخرين، أو تحدّي الذات وتعلُّم لغةٍ جديدة، أو الاشتراك في دورةٍ تعليمية عبر الإنترنت، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ هناك العديد من المواقع الإلكترونية والتطبيقات التي تقدّم دوراتٍ تعليمية مجّانية أو مدفوعة في مختلف المجالات، أو يُمكن الاشتراك في وُرش عمل وفعالياتٍ ثقافية وتعليمية تُقام في المراكز المُتخصِّصة، وهي فرصة رائعة أيضاً للتواصل مع الآخرين من ذوي الاهتمامات المُشترَكة، وتبادل الخبرات والمعرفة معهم.
تُعَدّ الرياضة والأنشطة البدنية خياراً مثالياً لاستغلال وقت الفراغ، والتخلُّص من الشعور بالملل بطريقةٍ صحِّيّة فيها نشاط وحيوية، بما في ذلك ممارسة السباحة، أو الجري، أو ركوب الدرّاجة، أو المشي في الهواء الطَّلق، كما يُمكن ممارسة الرياضة في المنزل عند انعدام الرغبة في الخروج منه.
ويُفضَّل التمرُّن بانتظام دون الاقتصار على أوقات الفراغ فقط؛ أي بما يُقارب خمس مرات في الأسبوع، ولمدَّة 30-60 دقيقة في اليوم الواحد؛ فممارسة الرياضة بانتظام ترتبط بالعديد من الفوائد الصحِّية الجسدية والعقلية، بما فيها تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وتقوية العضلات، وتحسين مستوى الطاقة؛ إذ أشارت دراسة أجرتها مجلة علم النفس (The Journal of Psychology) عام 2018 إلى أنَّ ممارسة التمارين الرياضية لمدَّة 10-30 دقيقة أمر كافٍ لتحسين الحالة المزاجية، وتقليل الشعور بالتوتُّر والقلق.
التطوُّع من أفضل الطرق لاستغلال وقت الفراغ بشكلٍ مفيدٍ ومُثمرٍ؛ سواءً على المستوى الشخصيّ، أو المجتمعيّ؛ فهو يُسهم في تنمية المهارات، واكتساب الخبرات، ويُعزّز تحمُّل المسؤولية، ويمنح شعوراً بالإنجاز، والانتماء، والقدرة على التغيُّر الإيجابيّ، كما يزيد الثِّقة بالنفس، واحترام الذات، ويُحسّن مهارات التواصل مع الآخرين، ويُقلِّل العزلة الاجتماعية والشُّعور بالوحدة.
ويجدر بالذِّكر أنّ هناك العديد من الأعمال التطوعية التي يُمكن المشاركة فيها وفقاً للاهتمامات والمهارات؛ فعلى سبيل المثال، يمكن المشاركة في حملات التوعية البيئية، والتشجير، وتنظيف الشواطئ والحدائق العامّة، كما يُمكن المشاركة في حملات التبرُّع بالدم، أو جمع الملابس والألعاب للأطفال الفقراء، وكذلك تعليم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو مساعدة الطلاب في واجباتهم المدرسية، أو مساعدة كبار السن أو المرضى في مراكز الرعاية الصحيّة، أو حتى التطوُّع في مأوى للحيوانات وتقديم المساعدة للحيوانات الضالَّة.
وتُفضَّل المشاركة في الأعمال التطوُّعية عن طريق المُنظَّمات المَعنِيَّة بالعمل التطوُّعي في المنطقة التي يُوجَد فيها الفرد؛ لخدمة المجتمع بصورة أفضل وأكثر تنظيماً، ومن أبرز تلك المُنظَّمات في دولة الإمارات تحديداً، منصَّة "متطوعين.إمارات"، وهي منصة ذكية رسميَّة تُعَدّ الكبرى من نوعها على مستوى الدولة، وتهدف إلى توسيع نطاق العمل التطوُّعي وتسهيله؛ من خلال الجمع بين الراغبين في التطوُّع، والفرص التطوُّعية المُتاحة من قِبل المُؤسَّسات الحكومية أو الخاصَّة.
في بعض الأحيان، يكون الخيار الأمثل لاستغلال وقت الفراغ هو الاستمتاع به والترفيه فقط؛ من خلال ممارسة أنشطةٍ مُسلِّية وترفيهية مُمتِعة؛ سواءً داخل المنزل؛ كمشاهدة فيلم أو برنامج وثائقيّ والاستمتاع ببعض الفشار أثناء ذلك، أو الاستماع إلى بودكاست مفيد -محتوى صوتي مُتوفّر على الإنترنت-، أو حتى لعب ألعاب الفيديو.
ويُمكن أيضاً ممارسة العديد من الأنشطة الترفيهيَّة خارج المنزل، مثل: الخروج في نزهةٍ قصيرة إلى إحدى الحدائق القريبة، والمشي في الهواء الطَّلق، والاستمتاع بجمال الطبيعة، أو استكشاف الأماكن المختلفة في المنطقة، وزيارة أحد المَعالم الأثريَّة أو التاريخيَّة القريبة، أو حتى حضور فعاليّاتٍ ثقافية، أو عروضٍ مسرحية مُسلِّية.
يُمكن تخصيص وقت الفراغ أحياناً للجلوس مع العائلة أو الأصدقاء وممارسة بعض الأنشطة المُمتِعة معاً، ولا تقتصر فائدة ذلك على استغلال وقت الفراغ والتخلُّص من الملل فقط، بل ينعكس إيجاباً على الثقة بالنفس، ويزيد الشعور بالسعادة، ويُقلِّل الضغوط النفسية؛ فوفقاً لدراسة نُشِرَت في المجلة الأميركية للطبّ النفسيّ (The American Journal of Psychiatry) عام 2020، وُجِد أنّ الأشخاص الذين يمتلكون أصدقاء مُقرَّبين يقضون معهم أوقاتاً جيدة، يكونون أكثر رضا عن حياتهم، وأقلّ عُرضة للمُعاناة من الاكتئاب.
المراجع
[1] betterup.com, 11 things to do with your free time to feel happier and healthier
[2] wikihow.com, How to Fill Your Free Time With Useful Things
[3] irisreading.com, 30 Useful Skills to Learn When Bored
[4] classcardapp.com, 8 Productive Ways To Spend Your Leisure Time