جار التحميل...
وتطوير الذات ليس هدفاً بعيداً أو صعب المنال، لكنه يحتاج إلى بذل الجهد المناسب بالطريقة الصحيحة لحصاد الأفضل دائماً، وفيما يأتي مجموعة من الخطوات والطرق والأفكار والمهارات التي تساعد على تطوير الذات.
تعد القراءة من أهم مصادر المعرفة، وهي نافذة للاطلاع على معلومات وأفكار جديدة، إذ يمكن للإنسان أن يطور عقله وذاته من خلالها، وحتى تكون النتيجة فعالة من المهم جعل هذه العادة ضمن الروتين اليومي وبشكل منتظم، والبحث عن مجالات مختلفة ومؤلفين من بلدان متنوعة، فلا يقتصر الأمر على مجال واحد بحد ذاته.
وفي حال كنت شخصاً لا يستمتع في القراءة أو لا يحبها وكنت تفضل مهارة الاستماع بدلاً من ذلك يمكن أن تجد كل ما تبحث عنه في الكتب الصوتية أو البودكاست (البرامج الإذاعية)، المتوفرة في المجالات المختلفة، مثل الصحة، والرياضة، والذكاء الاصطناعي، وقضايا المرأة والشباب، وغيرها.
جرب قراءة كتب متنوعة في تطوير الذات، أو حتى في المجال الذي تعمل فيه، أو بما يثري الاهتمامات على الجانب الشخصي، وحتى في حال بدء مشروعك الخاص في مجال ما يمكن إيجاد الكتب التي تساعد على تطوير الذات بصورة خاصة في ذلك المجال.
فكرة: للكتب الإلكترونية (PDF) رواجها في عصر التكنولوجيا، ففي حال كان من الصعب عليك قراءة الكتب العادية بسبب طبيعة العمل أو الروتين الخاص بك يمكنك تجربة تحميل أي كتاب تريده على هاتفك الشخصي وقراءته في أي وقت ومكان.
من غير الصحيح أن تظنّ أن تطوير الذات مقتصر على مجال تطوير الشخصية فقط، فهو خطوة تغيير للأفضل على مستويات مختلفة، بما فيها العقلي والجسدي والعاطفي، إذ يمكن للمرء أن يصنع من نفسه نسخة أفضل بشكل عام، بما يجعله متميزاً ومختلفاً.
يوجد العديد من الأمثلة على أفكار لتعلم أشياء جديدة، مثل ممارسة هواية جديدة كصناعة الفخار أو الطبخ، أو البدء في مجال عمل جديد، مثل تعلم تصميم صفحات الويب، أو حتى اختيار لغة جديدة وتعلمها، فلا يتعلم الواحد منا اللغة وحدها بل ثقافة أبناء هذه اللغة أيضاً، وهذا كله يمكن أن يكون فعالاً وفارقاً في رحلة تطوير الذات.
بالحديث عن هذه الجزئية فإنه يمكن استغلال الطاقات الإبداعية والفكرية الموجودة لديك بالانضمام إلى مراكز الشباب التابعة للمؤسسة الاتحادية للشباب، والموجودة في مناطق مختلفة من دولة الإمارات العربية المتحدة؛ لتلتقي هناك بشباب آخرين يمتلكون نفس الاهتمامات والإبداعات، وتتبادل معهم الخبرات والمعرفة، فتجد مكاناً يحتضن إبداعاتك ويساعدك على تطويرها واستثمارها بشكل صحيح.
كتابة الأهداف التي تريدها حركة ذكية لتطوير الذات، فوفقاً لبحث أجرته غيل ماثيوز الدكتورة في علم النفس في جامعة الدومينيكان في كاليفورنيا عام 2007 يمكن للأشخاص الذين يكتبون أهدافهم أن يحققوها ويصلوا إليها بنسبة 42% أكثر من الذين لا يقومون بذلك، سواء كانت كتابة في المفكرة الخاصة أو على لوحة كبيرة في المنزل أو المكتب أو غرفة النوم، فالأهداف المكتوبة تؤثر في الفرد بما يكفي للتفكير المستمر في وضعه الحالي، وتذكره دائماً بمدى تقدّمه، بالتالي تحفزه لتطوير ذاته وتحقيق أهدافه.
لكن من المهم اختيار أهداف قابلة للتطوير، ويمكن تقسيمها إلى أهداف صغيرة بالإمكان الوصول إليها ضمن مدة زمنية محددة، كي تحفز نفسك وتستمر بدلاً من الوصول إلى مرحلة الإحباط في أهداف لا يمكن تحقيقها أو بعيدة المنال، وهنا من المهم التركيز على مهارة التخطيط، بمعنى أن تضع خطة يومية وأسبوعية وشهرية بشكل مستمر حتى تكون منطقياً في أهدافك الصغيرة والكبيرة، وتشعر دائماً أنه يمكنك الوصول إليها.
إنّ فكرة تغيير الروتين اليومي واعتماد جدول جديد يجري من خلاله تحديد ساعات العمل والإنتاجية وساعات الراحة والتسلية يمكن أن تكون ملهمة بما يكفي لتطوير الذات بشكل مختلف، جرّب مثلاً أن تستيقظ باكراً، فيكون أمامك وقت للقراءة أو تعلم شيء جديد بينما الجميع نائمون، والاستمتاع بالنشاط وضوء الشمس في الصباح الباكر، أو التفكير مثلاً في إضافة نشاط بدني، مثل ممارسة الرياضة 30 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع؛ فهذه الخطوات الصغيرة يمكن أن تغيّر من حياتك بالفعل.
من الأمور المهمة أيضاً إلى جانب الروتين اليومي التخلص من العادات السيئة التي قد تعرقل التقدم وتطوير الذات، مثل مشاهدة التلفاز حتى وقت متأخر، أو تناول الوجبات السريعة بكثرة، وغيرها من التفاصيل اليومية التي تجعل الشخص غير منتج؛ فالتحرر من هذه العادات يمكن بالفعل أن يجعل عملية التطور أسرع.
الدورات التدريبية الجديدة هي فرصة ذهبية لتطوير الذات سواء كان ذلك في مجال العمل أو على الجانب الشخصي، إذ تساعد على تطوير المهارات العملية والشخصية في آن واحد، سواء كنت طالباً أو موظفاً، وحتى يكون الأمر مرناً وعملياً جرب اختيار دورات تدريبية قصيرة؛ لتجنب الشعور بالإحباط.
يمكنك مثلاً أن تشترك في دورة لمرة واحدة، ثم أطول فأطول، سواء كانت هذه الدورة وجاهية، أو عبر الإنترنت بما يتناسب مع الظروف، ففي النهاية على الإنسان أن يكون مرناً وصبوراً مع نفسه أثناء رحلة تطويرها، فالتغيير والتطور يحتاجان إلى الكثير من الصبر.
ومن الأمثلة التي يمكن الاستفادة منها في هذا المجال مجموعة الدورات والبرامج التي تقدمها حكومة دولة الإمارات، وعلى رأسها الدورات التدريبية المجانية التي تقدمها أكاديمية هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية الافتراضية، والتي تتوفر للجميع ضمن مجالات إدارة الأعمال وقطاعات التكنولوجية المختلفة، وبأكثر من 50 دورة متاحة وجاهية أو عبر الإنترنت.
يمكن للبيئة والدائرة الشخصية أو الخاصة أن تكون محفزة وملهمة للإنسان أو محبطة له وتعيق تقدمه، لذا فإنّ إيجاد بيئة ملهمة يمكن أن يجعل الفرد أكثر إيجابية ورغبة بالتقدم ويبذل المزيد من الجهد، وهنا لا بد من أخذ خطوات جدية في الحياة بدءاً من التفاصيل الصغيرة.
على سبيل المثال بدلاً من ترك غرفتك فوضوية ورتيبة جرب أن تجعلها مفعمة بالألوان واللوحات التي تؤثر إيجاباً في نفسيتك، وذلك وفق ذوقك الخاص بالطبع، أو جرب شراء أثاث جديد، أو إعادة تنظيم القديم بما يجعل غرفتك واسعة ومريحة.
بدلاً من محاولة الاستمرار مع أشخاص سلبيين يعيقون تقدمك جرب الابتعاد عنهم، وإحاطة نفسك بأصدقاء إيجابيين يشجعونك ويحبون لك الخير، إذ يمكن التعلّم منهم أشياء جديدة، ومنافستهم إذا كانوا يشتركون معك في بعض المجالات لتحفيز ذاتك أكثر، وبالطبع من المهم أيضاً تعلم مهارات التعامل مع الأشخاص السلبيين، وذلك في الحالات التي يصعب التخلص منهم، مثل الوجود في بيئة عمل أعضاء فريقها سلبيين ومحبطين.
إنّ الخوف من ارتكاب الأخطاء والشعور بالحرج من الآخرين في حال عدم النجاح في أي خطوة من خطوات الحياة سيبقى عائقاً كبيراً أمام تطوير الذات، لذا من المهم عدم التوقف عند الأخطاء كثيراً، وأن تتحدّى نفسك ولو كان بخطوات بطيئة وبأهداف صغيرة حتى تُحدث تغييراً إيجابياً في حياتك وتصل إلى ما تريده؛ فالتحديات فرصة ذهبية للتعرف إلى المهارات والإمكانات الموجودة لديك، والتي لم تكن تعرفها مسبقاً.
إن البقاء في منطقة الراحة قد يجعل الإنسان في مكانه لسنوات في جوانب مختلفة من حياته، ومن يريد أن يحقق ذاته ويطورها باستمرار يجب أن يكون شجاعاً ومغامراً بما يكفي لأن يخرج من منطقة الراحة والروتين، وقوياً ومسؤولاً كي يتحمل نتيجة اختياراته ومغامراته، وصبوراً لا يستعجل النتائج، بل يحاول مراراً حتى يحصل على ما يريد الوصول إليه أو أفضل، لذا قف سريعاً بعد السقوط، ولا تقف على الأطلال وتبكي على ما مضى، ولا تظن أنّ هناك شيئاً سيأتي دفعة واحدة، بل بالصبر والتدريب المستمر.
التوتر والقلق من أكبر أعداء النجاح والتطوير؛ لأن هذه المشاعر تشتت الإنسان عن تحقيق أهدافه وتطوير ذاته كما يخطط لها، ومعرفة كيفية التغلب على هذه المشاعر والبقاء مسترخياً وهادئاً يجعله يخطو خطوات واثقة وثابتة نحو الأمام، وهذا ما يجعل تعلم بعض استراتيجيات ضبط الذات والابتعاد عن التوتر مهماً، كما أنّ قضاء أوقات ممتعة ومضحكة من وقت إلى آخر مع العائلة والأصدقاء يعدّ ضرورياً؛ وذلك لإبقاء الصحة الجسدية والعقلية والنفسية سليمة وفي طريق الصعود نحو للقمة.
[1] berkeleywellbeing, Self Development: The 9 Skills You Need to Improve Your Life
[2] indeed, 9 Effective Ways To Improve Yourself and Your Career
[3] lifehack, 42 Practical Ways to Start Working on Self-Improvement
[4] medicinenet, How Can I Improve Myself Every Day?
[5] insularlife, Practical Ways to Start Working on Self-Improvement
[6] hub.youth.gov.ae, المراكز الإبداعية