جار التحميل...
ويُعَدّ تعلّم لغة جديدة استثماراً ذكياً في المستقبل المهني على عدّة مستويات، منها: فتح فرص وظيفية جديدة، والنُّمُوّ الوظيفي، والتفاعل مع الزملاء والعملاء الدوليين في بيئة العمل التي تتطلّب ذلك.
كما يُوسِّع تعلّم لغة جديدة الآفاق الثقافية لدى الفرد؛ فهو يُتيح الفهم الأفضل للعادات والتقاليد والأفكار المختلفة، وهذا الأمر يُعزّز القدرة على التعايش مع الثقافات المختلفة.
وفيما يلي أفضل الاستراتيجيات الخاصّة بتعلّم لغة جديدة لتطوير الذات:
يسهم تحديد الأهداف عند تعلُّم لغة جديدة في تحفيز الفرد، وزيادة ثقته بنفسه، بالإضافة إلى تحقيق النجاح الذي يرغب فيه، لذا، عند بدء تعلّم لغة جديدة، من المهمّ تحديد أهداف واضحة وقابلة للتحقيق تتضمّن تحديد الغرض من تعلّم اللغة؛ سواء للسفر، أو للتقدم المهني، أو لتطوير الذات، فهذا يساعد في التركيز على مهارات محدّدة، واتِّباع طرق دراسة اللغة بما يتناسب مع تلك الأهداف.
إضافة إلى أنّ وضع أهداف قصيرة ومتوسّطة وطويلة المدى قبل تعلّم لغة جديدة يساعد في توجيه عملية التعلّم بشكل أفضل، إلى جانب أنّ تحديد مواعيد نهائية لتحقيق أهداف تعلّم اللغة يمكن أن يساعد في الحفاظ على المسار الصحيح، والحفاظ على التحفيز.
وعلى سبيل المثال، يمكن أن يكمن الهدف طويل المدى في إجراء محادثة عميقة مع ناطق أصلي باللغة المُراد تعلّمها، ولتحقيق ذلك، يمكن وضع هدف متوسّط المدى، مثل اجتياز امتحان مُعيَّن، وهدف قصير المدى يتمثّل في تعلّم مفردات مُحدّدة مُرتبِطة بموضوعات مُعيّنة.
هناك العديد من الأدوات والتقنيات والأساليب المختلفة التي يمكن استخدامها في تعلّم لغة جديدة، وقد يكون من المُربِك محاولة استخدام هذه الأدوات كلّها دفعة واحدة، لذا من الأفضل تجربة عدد قليل منها، واختيار ما هو أنسب.
كما أنّ هناك مجموعة مُتنوّعة من التطبيقات، والمواقع الإلكترونية، والكتب الدراسية، والموادّ الأخرى التي تدعم مختلف الأساليب، بالإضافة إلى الدورات اللغوية التي تتضمّن عادةً مزيجاً من الطرق التي تساعد في تحسين عملية تعلّم اللغات المختلفة.
في ظلّ تقدّم التكنولوجيا والإنترنت، أصبحت موارد تعلّم اللغات مُتنوّعة ومُتاحة بسهولة؛ إذ أصبح بالإمكان الاستفادة من منصّات التواصل الاجتماعي، واليوتيوب، والبودكاست، ومواقع تبادل اللغات، والمجموعات الافتراضية المُخصّصة لتعلّم اللغات، وغيرها.
وقد أحدثت تطبيقات تعلّم اللغات على الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة ثورة كبيرة في السنوات الأخيرة؛ إذ أصبحت مُتاحة مجّاناً في كثير من الأحيان، مثل التطبيق المشهور (Duolingo)، وتطبيق (Memrise) و(Babbel)، كما أنّ بعض التطبيقات مثل (Drops) تُركّز على بناء المفردات، في حين أنّ بعضها الآخر يستخدم طريقة التكرار المنتظم للمساعدة في حفظ المعلومات مثل (Anki).
وهنا يُنصَح باستخدام مزيج مُتنوّع من الموارد والأدوات التي تناسب النمط الشخصي للتعلّم؛ كالكتب الدراسية التقليدية، ودروس الصوت والفيديو، وغيرها؛ إذ يساعد تنوّع الموارد في جعل عملية التعلُّم ممتعة ومفيدة، كما يُتيح تلبية مختلف جوانب اكتساب اللغة، مثل: فهم آليّة النُّطق، وتعلّم القواعد، وتحسين المهارات اللغوية المختلفة.
ممارسة التحدُّث باللغة الجديدة جزء أساسي في تعلّمها، وهي تتمثّل بمهارة التعرُّف على الأصوات، وفهمها، وتكرارها بدقّة؛ فبالنسبة إلى العديد من مُتعلِّمي اللغات، يكون التركيز الأوّلي لديهم على فهم اللغة، وبناء المفردات والقواعد اللغويّة، إلّا أنّهم يتجاهلون ممارسة التحدّث في بعض الأحيان، ممّا يؤثّر على تقدّمهم.
لذا، من الضروري أن يتدرّب المُتعلّم على التحدُّث باللغة المُراد تعلّمها؛ من خلال التواصل مع الآخرين، وخاصّة إن كان بالإمكان التواصل مع الناطقين الأصليّين للغة، أو التحدّث مع النفس، أو نُطق المفردات بصوت عالٍ، أو حتى تسجيل النُّطق للتدرُّب عليه لاحقاً؛ فهذه الممارسات تساعد في بناء الثقة بالنفس والشخصية القوية، وتعزيز مهارات التحدّث باللغة الجديدة.
تُعَدّ الوسائل الإعلامية من الطرق الفعّالة في تعلُّم لغة جديدة؛ فهي تُتيح التعرّف على الاستخدامات المختلفة للغة المُراد تعلّمها؛ من خلال المشاهدة، أو القراءة، أو الاستماع؛ كما هو الحال في مسلسل "Friends" الذي ساعد الكثيرين في تعلّم اللغة الإنجليزية؛ فهو يُعلّمهم التحدُّث باستخدام الكلمات والعبارات الشائعة في اللغة.
ويمكن الاختيار بين العديد من وسائل الإعلام، مثل: مشاهدة التلفاز والأفلام، والاستماع إلى الموسيقى والراديو، أو قراءة الأخبار؛ فهذه الخيارات كلّها تساعد على تعزيز المهارات المُتعلّقة باللغة الجديدة، وزيادة فهم استخداماتها المختلفة في الحياة اليومية.
المشاركة في دورات تعليم اللغات
تُوفّر المشاركة في دورات تعليم اللغات فرصة لاكتساب المهارات اللغوية بشكل منهجيّ؛ من خلال التفاعل مع مُعلِّمين مُؤهَّلين غالباً ما يكونون من أصحاب الخبرة؛ كالناطقين الأصليين باللغة، ممّا يساعد في تحسين النُّطق، وفهم لهجات اللغة المختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، تُوفّر الدورات فرصاً لممارسة الأنشطة الخاصّة باللغة؛ من خلال الأنشطة الجماعية، مثل المناقشات، والتمارين الكتابية، كما تسهم في بناء قاعدة قوية من المفردات والقواعد اللغوية، ممّا يُعزّز الثقة باستخدام اللغة في الحياة اليومية والمهنية.
الانغماس في اللغة الجديدة
على الرغم من أنّ التعلّم الذاتي قد لا يُوفّر مستوى الانغماس نفسه المشابه للعيش في البلد الأصليّ للغة المُراد تعلّمها، إلّا أنّ تهيئة الظروف ضمن الروتين اليومي بحيث تُستخدَم اللغة الجديدة قدر الإمكان سيكون مفيداً جدّاً للتطوّر السريع؛ فمثلاً يمكن أن يساعد تغيير إعدادات اللغة على الأجهزة ووسائل التواصل الاجتماعي إلى اللغة الجديدة في تعلّم العديد من الأفعال والكلمات الشائعة فيها.
وختاماً، يُعَدّ تعلّم لغة جديدة مشروعاً مفيداً يحتاج إلى الوقت والجهد، ويتطلّب الصبر والمثابرة والحافز المُستمِرّ، إضافة إلى التخطيط الجيّد قبل البدء فيه، ومن خلال وضع أهداف واضحة، واتِّباع أسلوب تعليميّ مناسب، واستغلال الموارد التعليمية، ووسائل الإعلام المُتاحة، أو حتى اختيار التسجيل في الدورات التدريبية، يمكن تعلُّم لغة جديدة تُعزِّز المهارات الشخصية، وتثُري الحياة المهنية والشخصية.
المراجع
[1] learningcenter.unc.edu, Learning Languages
[2] futurelearn.com, How to learn a language – 8 top tips and advice
[3] verbalplanet.com, Best Way to Learn a Foreign Language by Yourself | Language Learning Tips
[4] topuniversities.com, 7 Steps to Learn a New Language
[5] goabroad.com, 10 Best Methods for Learning a Language